أعلن صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي أمس الأحد عن تجاوز حجم موجودات الصندوق حاجز 15 مليار دينار أردني مع نهاية الربع الأول من العام
مشروع وطني في المدورة: كيف تسد شركة الضمان الزراعية فجوة الأمن الغذائي؟

الفلاحات: الشركة لن تنافس صغار المزارعين ونركز على محاصيل العجز
أكد المهندس عبد الهادي الفلاحات، رئيس مجلس إدارة شركة الضمان للاستثمار والصناعات الزراعية، أن الشركة جاءت استجابة لحاجة وطنية ملحة لتعزيز الأمن الغذائي في الأردن وبتوجيهات ملكية، في أعقاب جائحة كورونا عام 2020.
وقد تولى صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي مهمة تأسيس الشركة منتصف عام 2020، لتبدأ فعليا أعمالها الزراعية في أيار 2021.
استثمار في أراضي الدولة وزراعة محاصيل استراتيجية
وأوضح الفلاحات لـ حسنى أن شركة الضمان للاستثمار والصناعات الزراعية استأجرت نحو 30 ألف دونم من أراضي الخزينة في منطقة المدورة، وبدأت بإنشاء البنية التحتية وإعادة تأهيل آبار المياه وحفر آبار جديدة، وتنتج الشركة محاصيل استراتيجية أبرزها القمح والبطاطا، والتي تزرع في مساحة تقارب 22 ألف دونم سنويا في عروتين زراعيتين بواقع 11 ألف دونم لكل عروة.
وأشار الفلاحات إلى أن هذا التوجه ينسجم مع مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، خاصة فيما يتعلق برفع كفاءة الإنتاج الزراعي، وتعزيز الأمن الغذائي، وتحفيز الاستثمار في المناطق ذات الأولوية، إلى جانب التوسع في التصنيع الغذائي وربط الزراعة بسلاسل القيمة، مع التركيز على الإدارة المثلى للموارد الطبيعية، عبر اعتماد أنظمة ري حديثة، واستخدام الطاقة المتجددة في بعض مراحل التشغيل، ما يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل من الأثر البيئي.
تقليل الاعتماد على الاستيراد
لفت الفلاحات إلى أن الشركة دخلت مجال إنتاج البطاطا التصنيعية التي تدخل في صناعة البطاطا نصف المقلية، مشيرا إلى أن الأردن يستورد نحو 130 ألف طن سنويا من البطاطا التصنيعية بكلفة تتجاوز 75 مليون دولار، أغلبها تستورد من مصر.
وقد نجحت شركة الضمان للاستثمار والصناعات الزراعية في تصدير 8 آلاف طن من البطاطا التصنيعية إلى السعودية عام 2023، في خطوة تهدف إلى تقليص الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك.
خطة لإقامة مصنع ومخازن تبريد
كشف الفلاحات عن طرح عطاءين لدراسة جدوى اقتصادية:
-
لإنشاء مصنع للبطاطا التصنيعية.
-
لإقامة مخازن تبريد.
وأوضح بأن الهدف هو تخفيض التكاليف وتحقيق تنافسية أكبر محليا وخارجيا، وأشار إلى أن الحكومة قدمت دعما جيدا لمصانع التصنيع الغذائي، إلا أن الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك لا تزال قائمة.
تحديات تواجه شركة الضمان
بين الفلاحات أن أبرز التحديات التي تواجه الشركة هي ارتفاع كلف العمالة والطاقة، خاصة في ظل استخدام الآبار العميقة، وأوضح أن فاتورة الكهرباء السنوية تتجاوز 750 ألف دينار رغم تطبيق التعرفة الزراعية، كما أشار إلى أن دراسات مشاريع الطاقة الشمسية لم تثبت جدواها حتى الآن نتيجة التعريفات الجديدة التي حدت من العائد الاقتصادي المتوقع.
أولوية للتنمية المحلية في المدورة
أكد الفلاحات لـ حسنى أن للشركة بعدا تنمويا محليا، إذ إنها تعطي الأولوية في التعيين وأعمال المقاولات لأبناء منطقة المدورة، في محاولة لتحقيق فائدة مزدوجة تتمثل بـ:
-
تعزيز الإنتاج الزراعي الوطني.
-
دعم المجتمعات المحلية اقتصاديا واجتماعيا.
وأكد الفلاحات أن الشركة لن تلحق أي ضرر بصغار المزارعين، مشددا على أن الشركة تنتج فقط محاصيل العجز كمحصول البطاطا التصنيعية.
نؤسس سلسلة إنتاج زراعي متكاملة وصولا إلى التصنيع الغذائي
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة الضمان للاستثمار والصناعات الزراعية، أن المشروع يمثل نواة استراتيجية لبناء سلسلة إنتاج زراعي متكاملة، تبدأ من الزراعة وتنتهي بالتصنيع والتسويق، ضمن نموذج أعمال تدريجي يدمج بين الكفاءة التشغيلية والابتكار الزراعي.
وبين أن المشروع يركز حاليا على زراعة محاصيل استراتيجية تشمل ما يلي:
-
القمح.
-
البطاطا التصنيعية.
-
البصل.
-
الثوم.
-
الشعير.
والتي تم اختيارها لدعم الأمن الغذائي الوطني، وتغذية سلاسل الإمداد المحلية والصناعية، سواء عبر التوريد للأسواق المركزية أو المصانع المتخصصة.
ولفت إلى أن المشروع يعكس التزام الشركة بمفاهيم التنمية المستدامة على المستويين الاجتماعي والتشغيلي، فقد وفر حتى الآن 97 فرصة عمل دائمة يشكّل أبناء محافظات الجنوب نحو 70% منها، إلى جانب أكثر من 80 فرصة عمل موسمية في كل موسم زراعي، تشكل النساء منها ما يقارب 30%. كما تلتزم الشركة بتوفير بيئة عمل آمنة تشمل العاملين بمظلة الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي لهم ولعائلاتهم.
اقرأ المزيد.. لجنة حكومية لمراقبة الحليب المجفف