يشهد الأردن تزايدا ملحوظا كل عام في أعداد مرضى الكلى الذين يصيبهم الفشل الكلوي الذي يعد اضطرابا ناتجا عن الاختلال الوظيفي للكليتين؛ إذ تعمل الكلية الطبيعية السليمة كفلتر حيوي للجسم، وتحافظ على توازن سوائل الجسم، فيما يؤدي الفشل الكلوي إلى تراكم نواتج الفضلات في أنسجة الجسم المختلفة، ويصيب جميع الفئات العمرية خاصة كبار السن.

ما هي أسباب حدوث الفشل الكلوي؟ 

قال أستاذ كلية الطب في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد الذنيبات لـ حسنى، إن الفشل الكلوي ينتج بشكل أساسي عن مرض السكري والضغط، مشيرا إلى أن الأمراض المزمنة، والسمنة، والإكثار من أخذ المسكّنات بشكل خاطئ، وحدوث الحصوات بشكل متكرر للكلى، تساهم جميعها من الاقتراب من حدوث الفشل الكلوي.

وأشار الذنيبات إلى ضرورة أن يجري كل شخص فحصا دوريا للدم لاكتشاف عوامل الخطر التي تؤدي للفشل الكلوي وتجنبها، مؤكدا أنه يجب على مريض السكري إجراء الفحص الدوري للدم ووظائف الكلى مرتين كل عام. 

متى يضطر المريض للبدء بغسل الكلى؟ 

وأضاف الذنيبات أنه لمعرفة حالة المريض، يتم إجراء فحص قياس معامل الفلترة الكلوية (GFR)، إذ يتم تقسيم المرضى إلى خمس مراحل تعتمد على قراءة الفلترة، مبينا أنه يتم البدء بتحضير المريض لغسيل الكلى عند وصول استقبال الكلى لأقل من 20% من الدم المتدفق من القلب في كل نبضة، في حين أكد الذنيبات أن الكلى تستقبل بالوضع الطبيعي 25% من الدم في كل نبضة من القلب.

وأوضح الذنيبات أن هناك ما يسمى بالاعتلال الكلوي، وهو البدء بتدهور الحالة الصحية للمريض، مؤكدا أن المرض لا يتم الشفاء منه إذا كان مزمنا، إلا أن وظيفة عيادات الكلى هي إبطاء التدهور وإيقافه، لمنع وصول المريض إلى حالة الفشل الكلوي. 

مشروع حقيقي للحد من حالات الفشل الكلوي وتقليلها 

في السياق أشار الذنيبات إلى مشروع يقلل من حالات الفشل الكلوي في المملكة ويرتكز على 3 أركان أساسية:

1. توعية المواطنين بثقافة التبرع بالأعضاء عندما يصل الشخص إلى حالة الوفاة الدماغية، لإنقاذ حياة المريض الذي يحتاج إلى كلية أو عضو ينقذ حياته.

2. وضع تشريعات صارمة من قبل وزارة الصحة، تنظم عملية جمع البيانات والمعلومات عن مرضى الكلى وعن المستعدين للتبرع بالأعضاء، وحسبما أفاد الدكتور محمد الذنيبات، فقد أظهرت دراسة أردنية أن ضعف الثقة بالمنظومة الصحية والمجتمع الطبي، تجعل الناس يتأخرون بالتبرع ولا يثقون بالوزارة. 

3. تأسيس مركز وطني متخصص فقط بزراعة الأعضاء، يتم فيه تجميع كل الخبرات الأردنية لتراكم المعلومات والبيانات داخل هذا المركز، والتعامل مع جميع الحالات.

أعداد صادمة لمرضى غسيل الكلى في المملكة! 

وقال الذنيبات إن 7 إلى 8 آلاف شخص في الأردن يغسلون الكلى، بمعدل زيادة يصل إلى 700 شخص كل عام، فيما يتم عمل زراعة 200 إلى 300 كلية سنويا. 

إنجاز أردني طبي هو الأول من نوعه في الوطن العربي 

في السياق ذاته قال رئيس اختصاص الكلى في مستشفى حمزة الدكتور خالد زايد لـ حسنى، إن وزارة الصحة أجرت للمرة الأولى في تاريخ الـ 18 من آب 2023 عملية زراعة كلية لمريض دون توافق زمرة الدم بين الشخصين، مؤكدا أن العملية تكللت بالنجاح، وكانت هذه العملية هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، مضيفا أنه تم إجراء عمليتين أخريين في المملكة بالطريقة نفسها دون تطابق زمرة الدم، وتكللتا بالنجاح.