أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
بعد تصريحات الصفدي كيف سيستعد الأردن لما هو أسوأ؟
الطرح العالمي لما يجري عبثي ومجنون وعلى الأردن أن يستعد للأسوأ
يقود الأردن حراكا دبلوماسيا واسع النطاق بهدف وقف الحرب الغاشمة على قطاع غزة، ويرتكز الخطاب الأردني على أسس أمنية وأخلاقية وإنسانية وقانونية للدفاع عن حق الفلسطنيين وأمنهم واستقرارهم، بحسب ما أوضح وزير الخارجية أيمن الصفدي أمام مجلس النواب أمس.
لا مبرر لهذه الحرب وما يتم طرحه محض جنون
وركز الصفدي في خطابه أمس على منحيين رئيسيين: الأول هو موقف الأردن الثابت تجاه ما يحدث، والثاني هو الجهد المبذول لوقف آلة الحرب والقتل ومخططات التهجير بحق الفلسطنيين.
أما فيما يتعلق بسياق موقف الأردن، فجدد الصفدي أن الخطاب الأردني الوطني على المستوى الشعبي أو الحكومي واحد تجاه إدانة الحرب المستعرة في غزة، وأكد على ضرورة إدانة آلة القتل الإسرائيلية، مجددا القول:
"لا مبرر للحرب.. هذه عقوبة جماعية يرفضها القانون ويرفضها الأردن بشدة".
تهجير الفلسطنيين خط أحمر
وبحسب خطاب الصفدي، فإن الأردن يعي أن ما يتم من حرب على غزة اليوم هو أكبر من مجرد "حق في الدفاع عن نفسها" كما تروج، وإنما تسعى لتهجير الفلسطينيين من غزة وهو ما أكد الصفدي عليه قائلا إنه "خط أحمر". وأضاف الصفدي:
"إن محاولة تهجير الفلسطينيين من أرضهم مجددا هو خط أحمر بالنسبة للأردن، وسيتم التصدي له بكل الإمكانيات وهو خرق للقانون الدولي".
"إن تهجير المدنيين جريمة حرب، وهذه الحرب لن تجلب سوى الدمار والكارثة للمنطقة برمتها".
مخطط التهجير بمنزلة إعلان حرب
وفي تصريحات للصفدي هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الغاشم على غزة، استخدم الصفدي مصطلح "إعلان حرب" في سياق تحذيره من أي مخطط تهجير لأهالي الضفة الغربية إلى الأردن، لافتا من تحت قبة مجلس النواب إلى أنه في حال توسعت دائرة الحرب التي تشنها إسرائيل بتهديد أهالي الضفة وأمنهم ودعوتهم إلى التهجير فإن الأردن لن يقرأ ذلك إلا على أنه "إعلان حرب".
تطور في الخطاب في الأردن على مستوى دبلوماسي
واعتبر الحزبي سالم الفلاحات عبر حسنى اليوم أن خطاب الصفدي تحت قبة مجلس النواب أمس هو تطور في الخطاب الوطني على المستوى الحكومي، وأنه أصبح أقرب ما يمكن للخطاب الشعبي الغاضب والمندد بكل ما يحصل.
وربما لم يكن الخطاب الأردني في بداية الحرب الغاشمة مرضيا للحراك الشعبي الأردني الغاضب، حيث كان الخطاب يتحدث عن الأبرياء المدنيين لكلا الطرفين، فيما أصبح الخطاب اليوم أكثر وضوحا واستجابة لما يتطلبه الواقع؛ من ضرورة وقف آلة القتل غير المبررة على الشعب الفلسطيني، كما يقول الفلاحات.
هذا ولم يكتف خطاب الصفدي بالمطالبة بوقف الهجمة الغاشمة على قطاع غزة، بل طالب العالم بإدانة إسرائيل وأفعالها، كما أدان قتل الإسرائيليين، وهو ما اعتبره الفلاحات تطورا في الخطاب الدبلوماسي الأردني.
ويرى الفلاحات في الوقت ذاته أن الأردن ما زال يملك أوراق قوة تمكنه من إحداث مزيد من الضغط على العالم والكيان المحتل على رأسها التهديد بفسخ اتفاقية وادي عربة.
ازدواجية تطبيق القانون الدولي مرفوضة
وفي رفض واضح، أكد الصفدي في خطابه أنه لا يجوز تطبيق القانون الدولي بشكل انتقائي، وفق الهوية أو الجنسية أو الديانة أو حسب شكل الجاني، داعيا العالم إلى تطبيق القانون بحذافيره في غزة كما يتم تطبيقه على الإسرائيليين والأوكرانيين وغيرهم. وأضاف الصفدي:
"لا فرق بين ضحية وضحية.. الفلسطينيون ليسوا أقل إنسانية من الإسرائيليين أو الأوكرانيين، لا يمكن السكون أو القبول بازدواجية المعايير".
السكوت عن المجازر سيشعل حربا ضد دول الغرب
وفي تحذير واضح يصدر عن الصفدي لأول مرة، حذر من أن سكوت العالم وعدم اتخاذه موقف رفض واضحا للمجازر الإسرائيلية وإدانتها والعمل على وقفها، سوف يترك انطباعا لدى الشعوب العربية بأن هذه الحرب باتت حربا بين المسلمين والمسيحيين من العرب ودول الغرب الصامتة عما يحدث.
ويأتي تصريح الصفدي في وقت قام فيه الملك عبد الله الثاني بجولة أوروبية لحشد الموقف الأردني المتمثل بضرورة إدانة ما تفعله إسرائيل ووقف آلة القتل الدائرة بشكل فوري وإدخال المساعدات. وأضاف الصفدي:
"رسالتنا للعالم الغربي وصلت بكل صراحة وعبرنا عن موقفنا تجاه ما يحدث أمام الجميع".
وعقّب على ذلك العين والسياسي طلال ماضي عبر حسنى قائلا إن الأردن يدرك حجم الحشد الدولي وأهميته تجاه إدانة الجرائم الإسرائيلية، مضيفا أن الحراك الدبلوماسي الأردني الأخير يأتي بعدما كشفت حرب غزة الانحياز الكامل لدولة الكيان المحتل في الغرب، الانحياز الذي كان سابقا وراء الكلمات وتحت الأدراج، فيما أصبح اليوم أمرا معلنا، ما حتم على الأردن أن يقابله بإعلان واضح ورد حاسم بضرورة إدانة ما تقترفه آلة الحرب الإسرائيلية.
المؤشرات تبين أن الأسوأ قادم
وبين الصفدي تحت قبة مجلس النواب أمس أنه من واجبه أن يقول لنواب الشعب إن المؤشرات والقراءات السياسية تبين أن الحرب ذاهبة إلى ما هو أسوأ على سوء ما نشهده اليوم. مضيفا:
"ثمة حديث عن هجوم بري، وإذا حصل فالكارثة ستكون أكبر".
"نحذر من احتمالات توسع هذه الحرب، واحتمالات توسعها وامتدادها أمر قائم وهو خطر حقيقي، وإذا انتشرت الحرب وتوسعت على جبهات أخرى فنحن كلنا أمام حرب إقليمية."
اقرأ المزيد.. 13 يوما على طوفان الأقصى وترقب لعدوان بري إسرائيلي على غزة
وأوضح الصفدي للنواب أمس، أن الجهد الأردني يبذل في سبيل درء ما هو أسوأ مما يحصل اليوم، وأن الأردن يعمل على ثلاثة محاور رئيسية وهي:
- وقف فوري للحرب وآلة القتل في قطاع غزة.
- السماح بدخول المساعدات الطبية والغذائية بشكل فوري ودون شروط.
- حماية المدنيين في غزة وعدم التعامل بازدواجية في تطبيق القانون الدولي.
جبهة داخلية متينة
وتعقيبا على ذلك بين الشيخ طلال ماضي، أن الأردن بإمكانه اتخاذ عدة خطوات على صعيد الجبهة الداخلية والخارجية من باب الاستعداد لما هو أسوأ على رأسها:
- بذل جهود دبلوماسية على أعلى مستوى، ووضع العالم بصورة انعكاسات الحرب التي أشعلتها إسرائيل.
- وعلى مستوى الجبهة الداخلية، عدم حرف البوصلة الداخلية عن ما يجري في غزة وفلسطين المحتلة.
- اليقظة والوعي تجاه عدم شق الصف أو جر المتظاهرين أو الأجهزة الأمنية إلى صدام داخلي لا فائدة منه ولا يخدم القضية الفلسطينية.
احتلال أساسه الشر ويدفع بالمنطقة للهاوية
ووصف الصفدي الاحتلال في خطابه أمس بأنه شر ويدفع بالمنطقة نحو الهاوية، وعلى إثر ذلك فإن الأردن يصب كافة جهوده وتصريحاته أمام الغرب والعالم بضرورة إنهاء هذا الاحتلال في المنطقة.
وحمل الصفدي النواب المسؤولية إلى جانب الحكومة، وقال إن الصراحة تستوجب أن نقول إنه يجب على الأردن الاستعداد لما هو أسوأ، وعلى الجميع الوقوف معا بموقف ثابت والالتفاف حول الجهود لتفادي تبعات هذا الخطر وتخطيه.
وجدد الصفدي استياءه من تعامل العالم منذ سنوات بهامشية مع القضايا العربية معتقدا أنه تجاوزها لمجرد التعامل معها كفرص عمل هنا وهناك، أو تأمين لقمة طعام لأسرة هنا أو هناك، على حد وصفه.