ماهر الجازي.. هدية الحويطات في معان إلى فلسطين

الصورة
يمين الصورة: توزيع حلويات بمناسبة عملية جسر الملك حسين التي نفذها ماهر الجازي وقتل 3 من عناصر الأمن الإسرائيليين | يسار الصورة: ماهر الجازي بلباسه العسكري
يمين الصورة: توزيع حلويات بمناسبة عملية جسر الملك حسين التي نفذها ماهر الجازي وقتل 3 من عناصر الأمن الإسرائيليين | يسار الصورة: ماهر الجازي بلباسه العسكري

في صبيحة الـ8 من أيلول الجاري، نفذ ماهر الجازي عملية على جسر الملك حسين معبر الكرامة، والذي يطلق عليه الاحتلال اسم "معبر اللنبي" وهو يربط بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة ويخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي. 

يشكل جسر الملك حسين أحد ثلاثة معابر برية بين الأردن ودولة الاحتلال، وهو يستخدم لنقل البضائع والمسافرين، ويبعد عن مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية قرابة 5 كيلومترات. 

ماهر الجازي عسكري سابق عمل في الشرطة الملكية

تقول المصادر الإعلامية العبرية بأنه وخلال العملية، ترجل الجازي من شاحنته بعد دخوله المعبر وأطلق النار على ثلاثة مسلحين من أمن الاحتلال ومن مسافة صفر، مما أدى إلى إصابتهم إصابات حرجة بالرأس، ثم أعلن عن مقتلهم لاحقا، بينما استشهد الجازي رحمه الله إثر استهدافه بالرصاص مباشرة من قبل عناصر من الاحتلال. 

وما يفسر دقة إصابة الرصاصات التي أطلقها الجازي، هو أنه عسكري سابق وعمل في الشرطة الملكية.

مولد ماهر الجازي ونشأته

ولد ماهر الجازي في الـ28 من نيسان 1985 في قرية أذرح التابعة لمحافظة معان، وهو ينتمي إلى عشيرة الحويطات الأردنية، ووالدته تدعى عائشة. 

لديه عدد من الإخوة، بينهم شادي وكاسب، وهو متزوج وله 6 أطفال، ويقيم في منطقة الحسينية بمحافظة معان جنوبي الأردن.

الخلفية العائلية

تنتمي الجازي إلى عائلة لها تاريخ طويل في النضال الوطني، ومن بين أفراد العائلة البارزين، "الشيخ هارون الجازي الحويطي"، قائد معركة القسطل في القدس عام 1948، واللواء مشهور حديثة الجازي، أحد قادة معركة الكرامة عام 1968.

ماهر الجازي من عسكري متقاعد إلى سائق شاحنة

عمل ماهر الجازي في القوات المسلحة الأردنية قبل أن يتقاعد ويعمل سائق شاحنة، بدأ ماهر العمل في مجال الشحن عام 2022، ومنذ ذلك الحين كان يقوم برحلات أسبوعية على شاحنة يملكها أحد أقاربه، حيث ينقل البضائع داخل الأردن إلى وجهات قريبة مثل عمان وإربد ومعبر الكرامة، مفضلا الوجهات القريبة على الوجهات الخارجية كدول الخليج. 

في الأيام التي لا تتوفر فيها حمولة شحن، كان ماهر يعمل في مزرعة العائلة في وادي عربة، حيث يزرعون البرسيم. وكان يشارك إخوته خططه المستقبلية المتضمنة لتربية المواشي. 

انتقل ماهر إلى العمل في الشحن بعد 20 عاما من الخدمة العسكرية، بدأها وهو في الـ17 من عمره وأنهاها وهو في الـ37 برتبة وكيل أول. 

بدأ خدمته سائقا في الجيش العربي ثم انتقل إلى الشرطة العسكرية الملكية، حيث لم تُسجل عليه أي مخالفات تذكر. وبسبب حسن سيرته، تم اختياره للعمل في أمن السفارة الأردنية في الولايات المتحدة لمدة 6 أشهر في عام 2019، وفقا لزوجته وعمه. 

كان العمل في الشحن وسيلته لتحسين راتبه التقاعدي الشهري البالغ 380 دينارا، الذي كان ينفقه على أولاده الستة، بينهم 4 بنات وولدان. وقد طور رخصته لقيادة الشاحنات. 

مع بداية الحرب على غزة، تابع ماهر مثل بقية إخوانه أخبار المجازر عبر التلفاز، ولم يظهر أي نية لتنفيذ عملية أو انتقام، ولم يتحدث كثيرا عن ذلك، ولم يذكر أهله أنه شارك في أي من المظاهرات التي خرجت من معان دعما لغزة. ولم يُعرف عنه بين أهل الحسينية أنه كان يعبر عن غضب شديد على المستوى الشخصي.

موقف العائلة

صرح شادي الجازي، شقيق الشهيد، أن عائلته لم تكن على علم بنية ماهر، وأن تصرفاته لم تكن تثير أي شبهة. وقد علمت العائلة باستشهاده عبر القنوات الإخبارية. 

وأضاف شادي أن شقيقه تأثر بالأحداث والحرب على غزة وحزن على حال الأمة الإسلامية، وقال: 

"كل إنسان غيور يرى القتل والجرائم في غزة يشعر بدافع للتحرك، وأقدم أخي على فعلته، وأرجو أن يتقبله الله شهيدا".

من جهته، قال شيخ العشيرة، سلطان فيصل الجازي، إن ماهر هو شهيد الوطن، وقد أدى واجبه تجاه قضيته ووطنه وشعبه في فلسطين. 

وتقول عائلة الشهيد ماهر الجازي رحمه الله: 

"ابننا هدية الأردن لفلسطين وغزة".

اقرأ المزيد.. سائق شاحنة أردني يقتل 3 إسرائيليين من مسافة صفر على جسر الملك حسين

00:00:00