عقد مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء جلسة خاصة بطلب من الأردن والجزائر حول وكالة الأونروا والظروف التي تواجهها في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. 

وخلال الجلسة، حذر وزير الخارجية أيمن الصفدي من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحاول قتل وكالة الأونروا التي تتعرض منذ سنوات لمحاولة اغتيال سياسي يستهدف رمزيتها التي تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وفق القانون الدولي، وأكد أن المجتمع الدولي يجب أن يبني موقفه من الوكالة استنادا إلى تضحياتها وعملها ودورها، لا استنادا إلى الادعاءات المزيفة والأكاذيب ومحاولات تشويه التاريخ والحاضر التي يروجها الاحتلال.

الصفدي: وكالة الأونروا وحدها من يمكن أن تخفف معاناة الفلسطينيين

وأضاف الصفدي أن غزة تتضور جوعا ويواجه سكانها خطر المجاعة، وهذا كله من صنع حكومة الاحتلال التي تستخدم التجويع كسلاح في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وفي تحد للإرادة الدولية التي عبرت عنها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتابع أن معاناة الفلسطينيين يصعب وصفها، ووحدها وكالة الأونروا تمتلك المعرفة والقدرة والبنية التحتية للمساعدة في تخفيف هذه المعاناة، باعتبارها العمود الفقري وعصب الجهود الإنسانية في غزة. 

ولفت الصفدي إلى أن وكالة الأونروا بذلت تضحيات تستحق التقدير لضمان ألا يقضي الفلسطينيون في غزة جوعا، حيث استشهد 178 شخصا من موظفي الوكالة خلال العدوان على القطاع. 

وفي السياق، قال الصفدي إن دولة الاحتلال الإسرائيلي وجهت اتهامات ضد 12 من موظفي الأونروا، وقد تصرفت الوكالة بمسؤولية وقامت على الفور بفصل هؤلاء الموظفين حتى قبل بدء التحقيق -على حد وصفه-، كما رحبت الوكالة وتعاونت بشكل كامل مع التحقيقات الدولية بشأن تلك الادعاءات. وتابع الصفدي:

"هذه الحرب على غزة يجب أن تتوقف، وسوف تتوقف، وعندها سيرى العالم بأم عينيه الواقع غير الإنساني الذي فرضته إسرائيل على غزة، والذي حاولت جاهدة أن تخفيه عن أعين العالم، بمنعها الصحفيين من الدخول إلى القطاع وتوثيق الدمار الذي سببته، وعندها سيتمكن العالم من رؤية حجم الدمار والموت والمعاناة الذي جلبته إسرائيل إلى غزة، وسوف يدرك العالم مدى احتياجه للأونروا، ومدى أهمية الدور الذي تلعبه الوكالة الدولية".

اقرأ المزيد.. الصفدي من برلين: الأردن لن يكون ساحة لأي صراع أو حرب إقليمية