الأردن يشارك في مؤتمر يحيي حل الدولتين وسط مقاطعة أمريكية وترقب لاعترافات أوروبية

الصورة
مستوطنة جفعت زئيف المقامة على الطريق المؤدي إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة
مستوطنة جفعت زئيف المقامة على الطريق المؤدي إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة
آخر تحديث

في مسعى جديد لإحياء حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تستضيف الأمم المتحدة في نيويورك المؤتمر الدولي رفيع المستوى، برعاية فرنسا والسعودية، لوضع خارطة طريق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

مشاركة أردنية ودولية واسعة

المؤتمر الذي يستمر 3 أيام، يحضره ممثلون عن 123 دولة ومنظمات دولية وإقليمية، في وقت تقاطع فيه الولايات المتحدة و"إسرائيل" الحدث، بينما تتجه أنظار العالم نحو مخرجات قد تعيد تشكيل الموقف الدولي من الدولة الفلسطينية.

ويمثل الأردن في المؤتمر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، ويعقد المؤتمر بمشاركة منظمات معنية بعملية السلام في الشرق الأوسط، في محاولة لإعادة إحياء مفاوضات متوقفة منذ سنوات.

مؤتمر مؤجل يعقد في لحظة حرجة

كان من المقرر عقد المؤتمر في منتصف حزيران الماضي بحضور قادة عالميين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غير أن التصعيد العسكري بين إيران و"إسرائيل" أدى لتأجيله. وبدأت الاجتماعات التحضيرية يومي 28 و29 تموز تمهيدا لقمة موسعة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.

أهداف المؤتمر: خارطة طريق سياسية وأمنية

يسعى المؤتمر لإرساء أسس واقعية لتحقيق حل الدولتين، وتشكيل 8 مجموعات عمل تعنى بقضايا حيوية، مثل:

  • وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

  • إطلاق سراح المحتجزين.

  • إعادة إعمار القطاع.

  • إصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية.

  • تنمية الاقتصاد الفلسطيني.

  • ضمان احترام القانون الدولي.

وقد وصف السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور المؤتمر بأنه "فرصة فريدة لتحويل الإجماع الدولي إلى خطة واقعية".

خفض سقف التوقعات وتركيز على خطوات تدريجية

رغم الآمال الكبيرة، يرى دبلوماسيون أن المؤتمر لن يشهد إعلانات فورية بالاعتراف بدولة فلسطين، بل سيركز على خطوات مرحلية لبناء الثقة، مثل التهدئة في غزة، وتحسين الوضع الإنساني، وضمانات أمنية لـ"إسرائيل".

الولايات المتحدة تعارض وتغيب

أعلنت واشنطن رسميا مقاطعتها المؤتمر، مبينة أنه يقوض جهود إنهاء الحرب في غزة. ووجهت تحذيرات دبلوماسية إلى عدة دول لثنيها عن المشاركة. كما هاجم وزير الخارجية ماركو روبيو فرنسا على خلفية نيتها الاعتراف بفلسطين، ووصفها بأنها "خطوة متهورة تخدم حماس". 

من جانبه، صرح السفير الأمريكي لدى "إسرائيل" مايك هاكابي أن "إقامة دولة فلسطينية لم تعد هدفا للسياسة الخارجية الأمريكية".

موقف إسرائيلي عدائي وتصعيد في الخطاب

رفضت دولة الاحتلال المؤتمر ووصفته بأنه منحاز، إذ وصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو جهود الاعتراف الأوروبي بأنها "مكافأة للإرهاب"، محذرا من أن إقامة دولة فلسطينية ستكون "منصة لإبادة إسرائيل". حسب تعبيره. 

وصرحت حكومة الاحتلال أن المؤتمر "يتجاهل قضية الأسرى ويمنح شرعية لحماس".

فرنسا تمهد لاعتراف تاريخي بدولة فلسطين

من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه على الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول، ما يجعله أول زعيم من مجموعة السبع يتخذ هذه الخطوة. 

وأكدت فرنسا أن الاعتراف سيكون مشروطا بعدم شمول قيادات حماس ضمن الدولة المعترف بها، وهو الموقف ذاته الذي تتبناه بريطانيا.

تصاعد الزخم الأوروبي نحو الاعتراف

ينسجم الموقف الفرنسي مع اتجاه أوروبي متنام نحو الاعتراف بفلسطين، بعد أن أقدمت إسبانيا والنرويج وأيرلندا على هذه الخطوة عام 2024. ويرى محللون أن تعنت حكومة نتنياهو، واستمرار الحرب على غزة، وسوء الأوضاع الإنسانية، دفع عددا من العواصم الأوروبية إلى إعادة تقييم مواقفها.

ترحيب فلسطيني ومراهنة على الحراك الدولي

رحبت القيادة الفلسطينية بالمؤتمر وبالاعترافات الأوروبية المرتقبة. وقال الرئيس محمود عباس إن اعتراف فرنسا المرتقب "قرار شجاع يسهم في إرساء أسس السلام العادل"، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إنهاء الاحتلال. 

اقرأ المزيد.. قرار ضم الضفة الغربية.. صفعة إسرائيلية أخيرة

00:00:00