الغذاء والدواء: مطعوم الحصبة غير مسجل لأسباب إدارية.. لكنه آمن

الصورة
صورة تعبيرية لمطعوم الحصبة | freepik
صورة تعبيرية لمطعوم الحصبة | freepik

نزار مهيدات: نمنح إذن استيراد أدوية غير مسجلة بعد التأكد من مأمونيتها

آخر تحديث

بعد تداول تصريحات للمدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء نزار مهيدات أمس الأربعاء حول عدم تسجيل مطعوم الحصبة والحصبة الألمانية في المؤسسة، أوضح مهيدات عبر حسنى اليوم الخميس أن عدم تسجيل أي صنف دوائي أو مطعوم يعود لأسباب إدارية بحتة ولا علاقة له بمأمونية المطعوم أو عدم إجازته من قبل المؤسسة.

يُسمح باستيراد أدوية آمنة ولكنها غير مسجلة

وبين مهيدات أنه يوجد 8500 دواء مسجل ومتداول في الأردن، فيما يوجد 149 صنفا دوائيا غير مسجل لأسباب إدارية لعدم استكمالها شروطا فنية، مضيفا أن المؤسسة أجازت هذه الأصناف الدوائية وسمحت باستيرادها، ومن ضمنها مطعوم الحصبة والحصبة والألمانية، وجاء ذلك تحقيقا للكفاية الدوائية بما يضمن الحفاظ على الأمن الدوائي في المملكة، ونظرا لمأمونية هذه الأصناف وصلاحيتها من الناحية العلمية والدوائية. 

متى يوصف الدواء بأنه غير مسجل؟

وأشار مهيدات إلى أن الدواء يصنف بأنه غير مسجل إذا لم يحقق عددا من الشروط الفنية منها:

  •  عدم وجود وكيل متقدم لتسجيل الصنف.
  • أن يكون الصنف الأصيل مسجلا وقد تم تعديل موقع تصنيعه.
  • أن تكون الشركة المصنعة قد أوقفت إنتاج صنف معين لأسباب مختلفة، مما يدعو المؤسسة لتوفير صنف آخر بالدرجة ذاتها من المأمونية والفاعلية.

الإشاعات انتشرت لغياب التوعية اللازمة

وعاتب مهيدات وزارة الصحة -بصفته مواطنا قبل صفته مسؤولا في الجهات الصحية- وذلك لتخليها عن دورها التوعوي والتثقيفي والتوضيحي حول مطعوم الحصبة والحصبة الألمانية وحول برنامج التطعيم الوطني. 

وكانت الشائعات قد انتشرت حول مطعوم الحصبة والحصبة الألمانية في وقت كانت فيه وزارة الصحة مقلة في حملات التوعية والتثقيف والتوضيح للمواطنين، ورغم تصريح بعض الأمناء العامين في الوزارة عن برنامج التطعيم بشكل عام، إلا أن العديد من الأسئلة بقيت عالقة في أذهان الناس وخاصة ذوي الطلبة، حول أنواع المطاعيم وأعراضها ومأمونيتها وغيرها. 

ومما يزيد المشهد إرباكا ضبابية المعلومات المقدمة من وزارة الصحة وضعف تنسيقها مع الوزارات الأخرى المعنية مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية. حيث شهدت بعض المدارس الثانوية في المملكة إحجاما من الطلبة عن تلقي المطعوم، كما يبدو أن دور الحضانات لم تتلق معلومات تستطيع مشاركتها مع الأهل عن ما إذا كان الأطفال دون سن الثالثة مشمولين في مطعوم الحصبة والحصبة الألمانية، أم أن الحملة ستستهدف فقط تطعيم المتخلفين عن جدول المطاعيم المعتمدة.

إحدى دور الحضانة عممت هذه الرسالة على الأهالي:

رسالة على مجموعة لإحدى الحضانات

 

دراسة للمؤسسة أثبتت مأمونية مطعوم الحصبة

وتعنى مؤسسة الغذاء والدواء بتوفير الدواء الآمن بحكم أنها المظلة المعنية بالأمن الغذائي والدوائي في المملكة بشكل مطلق، ويبين مهيدات أنه يمنع على أي جهة سواء حكومية أو خاصة استيراد أي نوع من الأدوية من دون الحصول على إذن مسبق من المؤسسة. 

ورغم حصول مطعوم الحصبة والحصبة الألمانية MR على توصية تؤكد مأمونيته وفاعليته من قبل منظمة الصحة العالمية إلا أن المؤسسة العامة للغذاء والدواء أجرت دراساتها الخاصة على اللقاح؛ للتأكد من سلامته -بحسب مهيدات-. 

وبين مهيدات أن أشخاصا على مستوى من الاختصاص في المؤسسة يجرون دراسة وتقييما للأدوية واللقاحات بشكل دقيق، وبناء على توصياتهم تمنح الأدوية إجازة أو رفضا، مؤكدا أن ملف اللقاح خضع للدراسة على المستوى الفني والدوائي، حيث أثبتت دراسة المؤسسة أنه آمن. 

شروط استيراد صنف دوائي غير مسجل

ولضمان مزيد من سلامة الأدوية واللقاحات وتحقيقا لهدف المؤسسة في الرقابة على الأدوية المتداولة فإن المؤسسة العامة للغذاء والدواء تضع شروطا مسبقة على من يريد استيراد أصناف دوائية غير مسجلة في الأردن، أبرزها: 

  • موافقة وتنسيب إلى رئيس مجلس إدارة المؤسسة بالموافقة على استيراده.
  • وجود شهادة "حرية البيع" التي تعني أن يكون الدواء المستورد متداولا في بلد المنشأ.
  • أن تكون خطوط إنتاج المصنع المورد لهذا الصنف معتمدة من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردني. 

وأكد مهيدات أن لقاح MR الذي يعطى خلال الحملة الوطنية أصبح يعطى في مختلف دول العالم ويحظى بتوصية من قبل منظمة الصحة العالمية التي تعد مرجعية للجهات الدوائية الرقابية في العالم، ومن ضمنها المؤسسة العامة للغذاء والدواء.

اللقاحات أحد أفضل الاختراعات البشرية

استشاري طب الأطفال الدكتور مروان الشلبي والحاصل على البورد الأميركي في طب الأطفال، قال إن اللقاحات أحد أفضل الاختراعات في المجال الطبي على الإطلاق؛ حيث أسهمت في إنهاء أمراض من الوجود بشكل كلي. 

وبين الشلبي لـ حسنى أنه كان شاهدا في طفولته على إصابات أطفال جيله بمرض شلل الأطفال، إلا أن هذا المرض انتهى وجوده في الأردن بعد أن حصل الأفراد على المطعوم اللازم للوقاية منه. مؤكدا أن بعض الدول مثل نيجيريا ما زالت تعاني من مرض شلل الأطفال الذي يؤدي إلى الوفاة أحيانا؛ وذلك بسبب معارضة بعض الأفراد للحملات الوطنية للتطعيم مما أسهم بعودة انتشار المرض. 

وأسهمت اللقاحات التي تم منحها في مختلف دول العالم بانتهاء أحد أشهر الأمراض في القرن الماضي، وهو مرض الجدري الذي كان يحصد أرواح الآلاف بشكل سنوي. 

وأكد الشبلي أن الأفراد في العادة يغيرون وجهة نظرهم حول أهمية المطاعيم بعد أن يحصلوا على التثقيف والتوعية المناسبة. 

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في وقت سابق عن موعد انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للتطعيم الذي يبدأ في منتصف شهر تشرين الأول المقبل ويستهدف جميع الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة إضافة إلى رياض الأطفال والحضانات ودور الإيواء والمبرات والأحداث بهدف التأكد من تلقيهم كافة المطاعيم المدرجة على البرنامج الوطني للتطعيم.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00