منع بيع الخبز في الدكاكين يضيق الخدمة والخيارات أمام المواطن

الصورة

مواطنون: لا مبرر للقرار ولا تنافس بين الدكان والمخبز

ترسل أم محمد ابنها ذا الست سنوات صباحا إلى "الدكانة" التي تقع في شارع سكنهم لجلب ربطة خبز لتحضير وجبة الفطور كالعادة، إلا أنها ستتفاجئ بعد أيام بأن الخبز لن يكون متوفرا في محلات السوبر ماركت والدكاكين الصغيرة في الأحياء. حيث تعتزم وزارة الصناعة تفعيل قرار منع بيع الخبز في السوبر ماركت والدكاكين الصغيرة مبررة قرارها بأنه جاء لغايات تنظيمية بحتة؛ حتى لا تطغى المخابز الكبيرة على المخابز الصغيرة. 

وتضيف الوزارة أن أصحاب مخابز حجرية وصغيرة في القرى والأطراف يشكون من أن توزيع المخابز الكبيرة للخبز على المحال التجارية يؤثر على عملهم في ظل عدم قدرتهم على المنافسة.

أصحاب الدكاكين: نهدف لتوفير خدمة للزبائن ولا أرباح متأتية لنا

وفي استطلاع أجرته حسنى اليوم الثلاثاء حول القرار قال أبو سلطان -وهو مالك لسوبر ماركت في منطقة الجبيهة- إن القرار غير صائب، والمتضرر الأول والأخير منه هو المواطن الذي يتلقى الخدمة، مشككا بنية الحكومة حماية المخابز الصغيرة، فهذا القرار بالنسبة لأبي سلطان هو حماية لأصحاب المخابز الكبيرة التي باتت تعرض الحلويات والموالح وغيرها من المنتجات، فمن مصلحتها جذب الزبائن لشراء أكثر من مجرد ربطة الخبز.

وبأسف عبر أبو سلطان عن أن الزبون يفضل التبضع من مكان واحد، وأن غالبية زبائنه من الطلبة أو الموظفين أو العمال يفضلون شراء وجبة الفطور أو "السناك" من السوبر ماركت بما فيها الخبز بدلا من الوصول إلى المخبز البعيد، وأن القرار سيصعب الخدمة على المواطن وسيحرمه منها.

في الأجواء الحارة والماطرة الدكان دائما أقرب من المخبز

أما أبو سعيد -وهو صاحب دكانة صغيره في حي من أحياء صويلح- فقد وصف القرار بأنه خاطئ كليا، قائلا إن أصحاب الدكاكين لا يربحون سوى قرشين على ربطة الخبز الواحدة، بل أنهم لا يربحون شيئا أحيانا نظرا لتجديدهم كميات الخبز يوميا والتي يمكن أن لا تباع كاملة، مضيفا أن توفيرهم الخبز ليس إلا خدمة للمواطن وليس من باب الربح أو التجارة، وأضاف أبو سعيد أن الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار ارتفاع أسعار البنزين والمواصلات والأجواء الحارة أو الماطرة التي تصعّب على المواطنيين الوصول إلى المخابز ، فيما تسهل الدكاكين عليهم ذلك.

المخابز  في الأحياء ستتأثر من القرار

ولا يرى محمد -وهو عامل في سوبر ماركت في منطقة شارع الجامعة- أن الدكان أو السوبر ماركت يقف منافسا أمام المخبز سواء كان صغيرا أو كبيرا ، بل يراه مكملا لعمله، فجميع المحال تشتري الخبز من المخابز القريبة والمحيطة، وقد تتأثر هذه المخابز بالقرار . وأضاف محمد أنه في حال تطبيق قرار منع بيع الخبز فإن المواطن سيضطر للوصول إلى أقرب مخبز لشراء ربطة الخبز ذاتها التي كان المخبز يبيعها للسوبر ماركت، ما يدلل على أن القرار  سيصعب وصول الخدمة وسيقلل الخيارات أمام المواطنين.

مواطنون: لا مبرر لقرار منع بيع الخبز

تبتاع منى كل يوم تقريبا ما تحتاجه من أرغفة الخبز من السوبر ماركت المجاور لمكان عملها في الصيدلية مساء وهي عائدة إلى منزلها، وتقول لـ حسنى إن القرار قطعا سيصعب عليها مهمتها في توفير الخبز الطازج يوميا، وأن السوبر ماركت يوفر الخبز يوميا من المخبز البعيد عنها، وستضطر للوصول إليه في حال تطبيق القرار، وتؤكد أن القرار لا مبرر له خاصة أن سعر الخبز ثابت سواء في السوبر ماركت أو في المخبز. 

ويوافقها الرأي الحاج صبحي الذي قال إنه عادة ما يرسل حفيده الصغير لشراء الخبز من الدكان، مبينا أن القرار سيصعب عليه وعلى حفيده هذه المهمة. 

ويعتقد سالم أن مبرر الحكومة في حماية المخابز ليس مقنعا، فالزبون المعتاد على المخبز سيظل يذهب إلى المخبز ، فيما المعتاد على الشراء من السوبر ماركت سيبقى على عادته، ولا منافسة بين الاثنين.

من حق المواطن في القرى والأطراف الحصول على خيارات

وتعتقد وزارة الصناعة أن المخابز الكبيرة باتت تتغول على المخابز الصغيرة في القرى والأطراف، والتي غالبا ما تبيع خبزي الطابون أو المشروح فقط، إذ اعتادت بعض المخابز الكبيرة مؤخرا على إيصال الخبز المخبوز آليا عبر مندوبيها إلى الدكاكين، الأمر الذي وفر خيارات جيدة أمام سكان القرى لكنه في الوقت ذاته قلل من زبائن المخابز الحجرية. 

بينما يرى فواز  -صاحب دكانة صغيرة في حي الجبيهة- أن من حق المواطنين الحصول على خيارات دائما سواء في القرى أو المدن، وأن الذي يريد شراء الخبز المشروح أو الطابون أو المخبوز يدويا سيبحث عن مخابز حجرية، وأن المعتاد على خبز معين لن يغيره بسهولة خاصة في القرى. 

ووافقه الرأي محمد الذي جاء ليبتاع مواد تموينية من الدكانة قائلا: "إن كبير السن أو المريض أو ربات المنازل هم من يرتاد السوبر ماركت لشراء الخبز، وأن الحكومة لم تأخذ هذه الفئات بعين الاعتبار في قرارها، خاصة وأن الشعب الأردني معتاد على شراء الخبز طازجا والقليل من يقوم بتخزينه أو تفريزه".

وزير الصناعة: لن نرفع سعر الخبز

ولم تصدر وزارة الصناعة قرارا رسميا واضحا بعد في منع بيع الخبز في الدكاكين والسوبر ماركت، وإنما جاء الحديث عن هذا المنع في معرض حديث لوزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي الأسبوع الماضي خلال اجتماعه مع لجان نيابية، وأكد الشمالي أن الحكومة خصصت 277 مليون أردني لدعم القمح والخبز، وأنه لن يكون هناك ارتفاع على سعر الخبز ، مضيفا في الوقت ذاته أنه سيصار إلى إصدار قرار لمنع بيع الخبز في "الدكاكين والسوبر ماركت" لحماية صاحب المخبز الحجري الصغير.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00