بدأت درجات الحرارة بالانخفاض بدءا من يوم أمس السبت لتصبح حول معدلها السنوي، بعد أن كانت الأيام السابقة قد شهدت ارتفاعا لامس العشرينات على
هل موجة الحر التي تمر بها المملكة مألوفة ؟
استمرار الكتلة الهوائية الحارة حتى الثاني والعشرين من الشهر
تشهد المملكة كتلة هوائية حارة جدا تلامس فيها درجات الحرارة الـ 43 درجة مؤية، فهل تعتبر موجة الحر هذه مألوفة؟
شهدت المملكة في شهر آب من عام 2015 موجة حارة مشابهة لما تمر به المملكة اليوم، وسبقتها موجات مشابهة في آب من عامي 2010 و2000، ويقول مدير طقس العرب محمد الشاكر لـ حسنى اليوم أنه يمكن القول أن الموجة الحارة مألوفة، إلا أن قيم درجات الحرارة قد تكسر بعض الأرقام القياسية التي سجلت سابقا ما يجعل من موجة الحر هذه متميزة وغير مألوفة من حيث الأرقام.
موجة الحر ستستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر
أما عن المدة الزمنية المتوقعة لهذه الموجة، فيقول الشاكر أن التوقعات تشير إلى استمرارها حتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي، وهي فترة تعتبر وفق القيم الرصدية "مدة زمنية طويلة"، إلا أن درجات الحرارة خلالها لن تكون بذات النسق، حيث تعيش المملكة حتى الإثنين الذورة الأولى للموجة الحارة فيما من المتوقع أن تشهد الأجواء انفراجة يومي الثلاثاء والأربعاء بتراجع في درجات الحرارة، لتعاود الارتفاع نهاية الأسبوع أيام الجمعة والسبت والأحد، بحسب الشاكر.
وبحسب الخرائط الجوية فليس من المتوقع أن تكون الذروة الثانية المتوقعة نهاية الأسبوع أشد حرارة من الأولى، وإنما قد تسجل درجات حرارة مماثلة أو أقل من الذروة الأولى.
سحب ركامية تترافق مع موجة الحر اليوم
ويترافق مع درجات الحرارة العالية جدا ما يسمى بـ "مد رطوبي" من بحر العرب، بحسب الشاكر، حيث تتشكل بفعل هذا المد الرطوبي السحب والغيوم مع ساعات العصر والمساء مشكلة حالة عدم استقرار جوي، مع توقعات بهطول زخات رعدية من الأمطار في عدد من مناطق المملكة.
وقد يتراود للذهن أن هذه السحب والأمطار ستخفف من وطأة درجات الحرارة، إلا الشاكر بين أن الغيوم وهطول الأمطار سيرفع من نسب الرطوبة في الأجواء ما يزيد الشعور بالحرارة نسبيا، مضيفا أن السحب الركامية ستساهم بتشكل موجات غبار متفاوتة الحدوث من حيث الوقت والكمية والمكان، وأن أفضل فرصة لحدوث هذه الأمطار هي في مناطق وادي رم والعقبة وجبال الشراه.
المركز اللاهب يقترب من العاصمة
وتتشكل الموجات الحارة في بلاد الشام من تمدد الهواء الساخن الذي يستوطن في شبه الجزيرة العربية سنويا في فصل الصيف، ويعتبر المركز اللاهب لهذا الهواء الساخن هو شرق المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية، ويتمدد الهواء الساخن بكميات مختلفة مشكلا في بعض الأوقات كتلا هوائية حارة جدا تصل إلى بلاد الشام وتركيا وقبرص أحيانا، وذلك بحسب توزيعات الضغط الجوي للمنطقة.
وتتميز الكتلة الهوائية الحارة التي تشهدها المملكة عن غيرها باقتراب المركز اللاهب نحو المملكة، وتحديدا نحو العاصمة والمناطق الشرقية منها، حيث سجل المركز الرصدي في مطار الملكة علياء درجة حرارة بلغت 44.5 مؤية، وهي من أعلى درجات الحرارة التي سجلت في ذلك المركز على الإطلاق، وفق ما بين الشاكر.
وبحسب أنظمة المحاكاة الحاسوبية، فإن المركز اللاهب يقترب من المملكة اليوم وغدا، ما يجعل الموجة الحارة قوية من حيث القيم الحرارية والتي ستكسر بعض أرقامها الأرقام القياسية المسجلة في سجلات المملكة.
ليس وحشا كاسرا لكن علينا الانتباه
وتتأثر مختلف القطاعات بالحالة الجوية وعلى رأسها القطاعات الغذائية والزراعية وحالة المياه في المملكة، ويعتبر الشاكر أنه من الأمانة العلمية الإفصاح عن كافة الأرقام ومؤشرات الحالة الجوية التي تعيشها المملكة والدعوة لأخذ الحيطة والحذر، لافتا إلى أن العالم بأكلمه يشهد تغيرات مناخية وكسرا لمختلف الأرقام القياسية، حيث على العالم معرفة ما يدور من تطورات مناخية داخل المملكة أيضا.
ويؤكد الشاكر عبر حسنى اليوم أن أخذ الحيطة والحذر لا يعني أن المملكة تتعرض لوحش كاسر -حسب تعبيره- وإنما هو ضرورة أخذ درجات الحرارة بعين الاعتبار عند الحديث عن المزروعات أو الأغذية أو المياه أو مختلف القطاعات الحيوية.
نصائح لتجنب الخطر
ووجهت مختلف الجهات الرسمية من دائرة الأرصاد ووزارة العمل ومديرة الأمن العام ومديريات الزراعة ووزارة المياه، عدة نصائح للناس لتجنب الخطر المتأتي من ارتفاع درجات الحرارة، كما وجه الشاكر عدة نصائح للناس نجملها كالتالي:
- إغلاق الستائر والأباجورات لتجنب تجمع الحرارة داخل المنازل، والحرص على تهوية المنازل خلال الفترات المسائية والليلية.
- التخفيف من استخدام الإضاءة داخل المنازل كونها تساهم في نقل الحرارة إلى حجارة المنازل والأثاث وغيرها.
- وضع ماء بارد أو أكياس ثلج أمام المراوح لتخفيف من الحرارة ونشر البرودة داخل المنزل.
وعلى الصعيد الزراعي فقد وجهت مديريات الزراعة عددا من النصائح للمزارعين:
- سقاية المزروعات وخاصة الشجرية منها في الفترات الليلية.
- تغطية المسطحات المائية بأكياس مانعة للتبخر.
- عدم استخدام الأسمدة والمبيدات إلا للضرورة.
- على مربي الدواجن تفقد المراوح داخل الحظائر والتأكد من توفر كمية وافرة من المياه للدواجن والمواشي.
- في الماطق الغورية؛ تعتبر ساعات ذروة الحرارة الساعة السادسة مساء، لذا على المزراعين تجنب سقاية المزروعات في تلك الساعة.
ودعت مديرية الدفاع المدني الناس إلى اتباع التالي:
- عدم ترك الأطفال وكبار السن لفترات، حتى لو كانت قصيرة، داخل المركبات.
- عدم ترك مواد قابلة للاشتعال داخل المركبات كمعقم الأياي.
- تجنب ترك أعواد السجائر في الغابات وفي المناطق التي تكثر بها الأعواد الجافة خاصة في ظل نشاط الرياح الجافة.
تعليق رحلات "أردننا جنة" ودوام بعض الجامعات
وتفاديا للإصابة بالجهد الحراري أو ضربات الشمس، قامت وزارة السياحة بتعليق رحلات برنامج "أردننا جنة" اعتبارا من اليوم وحتى ثلاثة أيام، كما قررت العديد من الجامعات وخاصة جامعات جنوب المملكة عقد محاضرتها عبر الدوام عن بُعد، حرصا على الطلبة وسلامتهم.
تجارة الأردن تدعو القطاع التجاري للتعامل بحذر مع موجة الحر
ودعت غرفة تجارة الأردن تجارها وخاصة العاملين في قطاع الأغذية إلى تفقد مخازنهم واتباع الإجراءات اللازمة حرصا على سلامة الأغذية.