خبير هندسة المياه، ناشط سياسي
هل يمكن الاستفادة من الأزمات الدولية
بقلم: لؤي الفروخ
يعيش العالم العربي مشاكل وأزمات كثيرة، منها الحروب ومنها عدم الاستقرار السياسي ومنها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ولكن تبقى قضية فلسطين هي أم المشاكل التي لا زال جرحها ينزف على مدار عقود طويلة.
ومع أنني أؤمن بأن زوال الاحتلال لن يتحقق في ظل الكيانات السياسية الحالية ولن يتحقق نتيجة للرأي العالمي أو لمواقف الشعوب أو الدول الأخرى أو المنظمات الدولية إلا أنني أرى أن هذه الكيانات التي تعول على الرأي العام العالمي وعلى الدول الكبرى في المساعدة في إنهاء احتلال جزء من فلسطين عليها أن تستفيد من الأزمات الدولية لتوجيه البوصلة نحو هذه القضية الغير مدرجة على قائمة اهتمام هذه الدول أو الشعوب أو المنظمات الدولية.
ولتوضيح الأمر أكثر فإن الحرب الروسية على أوكرانيا واحتلال أراضيها وتشريد شعبها حركت كثيرا من الدول للمطالبة بوقف هذا الاحتلال والتشريد، وبدأت وسائل الإعلام بالحديث وتسليط الضوء على ذلك، وبدأ المفكرون والمنظرون والدول باتخاذ قرارات لوقف الحرب والاحتلال والتشريد ومنها فرض عقوبات على روسيا المعتدية حتى أصبح الأمر رأيا عاما في أمريكا و معظم الدول الأوروبية.
هذه البيئة السياسية يجدر بالسياسيين العرب ومن يسمون أنفسهم الممثلين للشعب الفلسطيني وهم في واقع الحال أبعد من ذلك الاستفادة من هذا الوضع لإحياء قضية احتلال وظلم وتشريد أهل فلسطين والمطالبة بذلك في كل الوسائل المتاحة.
لكن للأسف حتى مثل تلك الفرص لا يتم الاستفادة منها، بينما دولة الاحتلال الإسرائيلي حاولت الاستفادة من تلك الأزمة منذ بدء الحرب على أوكرانيا بإظهار حرصها على وقف هذه الحرب والتوسط لإنهائها أمام العالم لتظهر بصورة إنسانية ومعتدلة وأنها حريصة على الشرعية والإجماع الدولي والقرارات الدولية، بينما هي تمارس الحرب والاحتلال والتشريد صباح مساء على أهل فلسطين.
الأمر الآخر أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لجأت إلى التسكين الزماني، سواء بلقاء ممثلين عن السلطة الفلسطينية أو إرسالها موفدين إلى بعض حكام العرب أو إعلانها أنها لا تنوي تأزيم الأمور في شهر رمضان وغير ذلك من المسكنات الزمانية التي ما تلبث أن تزول بعد أن تستقر الأمور.
فهل يستيقظ السياسيون والحكام من سباتهم ويستفيدوا من الأزمات الدولية، ومنها هذه الأزمة لتحريك العالم نحو رفع الاحتلال ومعاناة أهل فلسطين أم سيبقوا كما كانوا يضيعون حتى الفرص البسيطة.