خبير هندسة المياه، ناشط سياسي
القوة النووية.. لماذا لا
بقلم: لؤي الفروخ
من حق كل دولة أو شعب تطوير قدراته العسكرية والتقنية بأي شكل من أشكال القوة، بما في ذلك القوة النووية سواء لاستخدامات عسكرية أو مدنية، لكن دول الغرب وعلى رأسها أمريكا ومن ورائها دولة الاحتلال الصهيوني لا تريد لأي شعب امتلاك أي شكل من أشكال القوة حتى تبقى هي المسيطرة والمتحكمة في مناطق نفوذ هذه الدول.
والمتابع لصفقات السلاح للدول العربية ودول العالم الثالث -كما يصفونها- يلمس ذلك، حيث أن معظم هذه الصفقات لسلاح دفاعي وليس هجومي، وحتى الهجومي منها يكون منزوع التكنولوجيا المتطورة بخلاف ما يباع أو يسلم لدولة الاحتلال التى يحرص الغرب على تزويدها بالأسلحة المتقدمة وذات التكنولوجيا الحديثة والدقيقة.
لماذا يوافق الغرب لدول.. ويرفض لإيران؟!
ضمن هذا السياق يبقى السؤال لماذا وافق الغرب على أن تكون دول مثل الصين والهند وباكستان دول نووية ويتخذ موقفا مختلفا مع إيران أو أي دولة عربية إن فكرت في السلاح النووي؟!
يبدو أن الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بتوازن القوى، حيث لا مانع عند الغرب إن كان وجود مثل هذه القوة في دول تابعة له يحدث توازن مع قوى إقليمية أخرى مثل الصين على سبيل المثال، أو في الصراع بين الهند وباكستان أن يسمح بالقوه النووية، لكن امتلاك إيران ذات الامتداد في محيط دولة الاحتلال يعتبر خطرا يجب وقفه، وهذا ما حاول نتنياهو وغيره من حشد مؤيديه من صهاينة أمريكا لمنع ذلك، مع العلم أن امتلاك إيران أو غيرها من الدول العربية لن يشكل خطرا حقيقيا أو وجوديا على المحتل، لأن هذه الأنظمة تعلم أن أمريكا لن ولا تسمح لأي كان بمجرد ايذاء المحتل، فكيف بتدميره، ولأن هذه الأنظمة لا تزال تدور في الفلك الأمريكي ضمن معادلة توازن القوى الذي تسمح به أمريكا.
إذا لما الخوف من امتلاك إيران أو أي دولة عربية لهذه "القوة النووية"
في تحليلي البسيط أن الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا تعلم علم اليقين أن الأنظمة التى أوجدتها وساندتها قد تنهار تحت متغيرات مختلفة بسبب ضعف شرعيتها ونزوع تيارات معارضة ذات أيدولوجية قوية مثل الإسلام تستطيع أن تسحب البساط من تحت هذه الأنظمة المتآكلة، وتستطيع عندها من امتلاك قوة مدمرة تنهي الكيان المحتل من جذوره.
فهذا الكيان النشاز يعلم أن نهايته قادمة على أيدي المخلصين من أبناء هذه الأمة، لكنه يعمل ويقاتل من أجل تأخير ذلك قدر ما يستطيع، من هنا يأتي تسليط الضوء بشكل مكثف على الاتفاق النووي مع إيران وكأن إيران دولة عظمى، لتوجيه درس لكل الدول العربية أن لا مكان للقوة النووية في محيط دولة الاحتلال، ومن أجل ابتزاز هذه الدول وإبقائها ضمن المحمية الأمريكية.