صحفي رياضي، مقدم برنامج في التسعين
عيون النشامى ترصد محاربي الصحراء
يتابع عشاق المنتخب الوطني لكرة القدم باهتمام كبير بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تدور رحاها في دولة المغرب الشقيقة.
ويكمن سر متابعة الأردنيين للبطولة -إلى جانب المستوى الفني العالي الذي تقدمه الفرق المتنافسة- بوجود المنتخب الجزائري الشقيق الذي وضعته قرعة كأس العالم إلى جانب منتخب النشامى في المجموعة العاشرة، إضافة لبطل العالم المنتخب الأرجنتيني ومنتخب النمسا.
فالمنتخب الجزائري الشقيق، الملقب بمحاربي الصحراء، والمشارك في البطولة الإفريقية هو ذاته الذي سيشارك في بطولة كأس العالم، الأمر الذي يفرض على جهازنا الفني بقيادة الكابتن جمال السلامي واللاعبين رصد هذه المشاركة الجزائرية للتعرف أكثر ومن كثب على هذا المنتخب العربي الصلب الذي يقدم مباريات قوية تجعله منافسا قويا على بطاقتي التأهل للدور الثاني من المونديال.
المباريات التي قدمها المنتخب الجزائري في البطولة تؤكد أن المنتخب الشقيق منتخب عربي بمواصفات عالمية ولا بد لجهازنا الفني من تحليل أداء المنتخب الجماعي والفردي بدقة متناهية للوقوف على مواطن القوة والضعف فيه ووضع الخطط المناسبة لمواجهته والتفوق عليه.
وهنا لا بد من الإشارة الى أن مشاركة المنتخب الجزائري بتشكيلته المونديالية الرسمية في البطولة الإفريقية تعد من أفضل محطات إعداد المحاربين للمشاركة في المونديال؛ نظرا إلى أنها تضمن للاعبين منافسة فنية وبدنية على أعلى مستوى، فالمنتخبات الإفريقية قوية وعنيدة والتفوق عليها يدعو إلى الاطمئنان على مستوى الجاهزية لمعترك المونديال القادم.
المنتخب الجزائري نسخة من النشامى
البطولة الإفريقية كشفت عن أوجه تشابه فنية وبدنية كبيرة بين منتخب الجزائر ومنتخب النشامى، هذا التشابه يكاد يكون صورة طبق الأصل وهو ما سيجعل مواجهة المنتخبين في كأس العالم معقدة والفوز بنقاطها صعبة للغاية.
القاسم المشترك الأبرز بين النشامى والمحاربين أن كلا الفريقين يلعبان بروح قتالية عظيمة، تحول اللاعبين إلى جنود في ساحة المعركة، فالمنتخب الجزائري حاله حال منتخب النشامى يلعب من الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة بالحماس نفسه والقوة نفسها بشكل يعيق الجوانب الفنية للطرف الآخر ويلغي تأثير اللاعبين المهاريين.
وعلى الصعيد البدني أظهرت المواجهات الجزائرية للاعبين الأفارقة استعدادا بدنيا مميزا خاصة على صعيد المواجهات الفردية، لاعب ضد لاعبين، وربما تكون هناك أفضلية نسبية وبفارق ضئيل يتفوق بها المنتخب الشقيق على لاعبينا النشامى، وهذا بالطبع لا يلغي إمكانية تفوق لاعبينا الذين أظهروا تفوقا واضحا على لاعبي المغرب في نهائي كأس العرب، علما أن المنتخب المغربي هو الآخر صورة مشابهة جدا للمنتخب الجزائري.
نسختان من ميسي
وعلى الصعيد الفردي فإن وجه التشابه يبدو في أوجه، خاصة في الجانب الهجومي؛ فالاعتماد الأكبر في حسم لقاءات المنتخبين الشقيقين عادة ما ينحصر في لاعبي الخط الأمامي، وتحديدا في اللاعبين الذين يلعبون بالقدم اليسرى، ففي منتخب النشامى يظهر ميسي الأردن موسى التعمري لاعب فريق رين الفرنسي والذي يعيش أفضل حالاته الفنية مع فريقه، وفي الجهة المقابلة يبرز ميسي الجزائر رياض محرز الذي يقدم في البطولة الإفريقية مستوى باهرا جعله يتصدر ترتيب الهدافين للجزائر والبطولة.
وفيما يبرز علي علوان كفرس الرهان لمنتخبنا الوطني بقدرته على استغلال المساحات، يظهر بغداد بو نجاح في الجانب الجزائري بتفوقه في ألعاب الهواء، وفي حراسة المرمى يبدو حارسنا يزيد أبو ليلى في المستوى نفسه لـ لوكا زيدان حارس الجزائر.
هذا التقارب الفني والبدني للمنتخبين الشقيقين سيجعل مواجهتهما في المونديال مثيرة وحماسية، والفائز منهما سيكون الأقرب لبلوغ الدور الثاني من البطولة.
اقرأ المزيد.. التعمري يتحدى ميسي