توفير الأكسجين قبل توفير الأسِرّة

الصورة
آخر تحديث

مدير عام مستشفى الإسراء، ونائب رئيس جمعية المستشفيات الخاصة

لم تكن كارثة مستشفى السلط الأخيرة إلا ظاهرة متوقعة ونتيجة حتمية للطريقة التي يدار بها علاج مرض "الكورونا" في مستشفياتنا، ومن الممكن بسهولة أن تتكرر هذه الكارثة في أي لحظة وفي أي مستشفى.

لقد نبهت معالي الوزير وأمين عام وزارة الصحة في اجتماع رسمي قبل ثلاثة شهور، و قبل الموجة الثانية للوباء والتي تعصف في كل أنحاء الوطن.

يومها لفَتُ الأنظار إلى أهمية توفير الأكسجين قبل توفير الأسِرّة، لا بل وقبل توفير أجهزة التنفس.

ذلك أن العلاج الأساسي لمرضى الكورونا في المستشفيات هو الاكسجين المضغوط. وأن الانظمة في المستشفيات غير مؤهلة لتوزيع كميات هائلة من الاكسجين عبر أنابيب قديمة او لم يتم تجديدها بسهولة.

وأشرت إلى أن الكميات تضاعفت عشرات الأضعاف من أجل علاج مرضى الكورونا.

وأن توريد الأكسجين هو أمن قومي علاجي لا يمكن ان تتحكم به شركات تفرض السعر الذي تريده والدفع نقدا و مسبقاً، وفوق كل هذا يضاف ضريبة مبيعات 62 دينار لكل واحد طن من الأكسجين السائل والبالغ سعره 573 دينار.

إن هذه ليست كماليات أو رفاهية لم يقف عندها صاحب القرار ولم يعي تماماً أهمية الأكسجين رقم 1 في علاج مرضى الكورونا. وقد تحدثت يومها وقلت الأولى أن يكون هناك أمر دفاع يتعلق بوقف احتكار الأكسجين لحين ابتعاد هذه الجائحة التي تطال الآن كل بيت.

أيّها القوم.. أيّها المسؤولون.. أيّها المعالجون، نحن الآن نخوض معركة سلاحها الرئيس والوحيد هو الأكسجين، فهل وعيتم حقيقة المشكلة؟

"اللهم اني  بلغت، اللهم فاشهد"

بقلم: د. نائل زيدان المصالحة

نائب رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، ومدير عام مستشفى الاسراء

الأكثر قراءة
00:00:00