حوار مع برنامَج ذكاء اصطناعي – الجزء الأول

الصورة
ليث أبو نواس
ليث أبو نواس

بقلم ليث أبو نواس | المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

آخر تحديث

منذ نشأت الشبكة العنكبوتية العالمية أو الويب، وهي كما تعرفها المصادر كنظام معلومات يمكن المستخدم من الوصول إلى مختلف الوثائق والموارد وربطها ببعضها البعض كمجموعة من الروابط متشعبة وتطبيقات مبنية افتراضيا فوق البنية التحتية التشغيلية من شبكات و كوابل أو ما يسمى بشبكة الإنترنت.

وهنا يجب ذكر الفرق بين شبكة الويب وشبكة الإنترنت، حيث أن الأخيرة يقصد بها الكوابل والشبكات التي تربط الأجهزة وتعد البنية التشغيلية للوصول إلى تطبيقات الويب، ويعتبر الخلط بين المصطلحين من أكثر الأخطاء انتشارا في العالم.

سجل العالم أول نجاح تشغيلي لشبكة الويب سنة 1990 م في سويسرا، بهدف تنظيم الوثائق في معهد "سيرن" وهو اختصار الحروف الأولى من الاسم باللغة الفرنسية للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية،  وهو يعد أضخم مختبر في العالم في فيزياء الجسيمات. وتم نشر بروتوكولات الويب من معهد سيرن للعالم في سنة 1993 م ومن بعدها بدأ الانتشار السريع لتقنيات الويب الجيل الأول.

ما هي أجيال الشبكة العنكبوتية العالمية

حوار مع برنامج ذكاء اصطناعي

بمرور الزمان وتطور التِقَانَة وتطبيقات الويب السريع، أصبح هناك الحاجة إلى وضع الأسس والقواعد الناظمة عالميا لتمكن جميع التطبيقات من العمل على نفس الشبكة وبكفاءة عالية، ولذلك أسس (تيم بيرنرز لي) وهو مخترع الويب، ما يعرف برابطة الشبكة العالمية لوضع المعايير العالمية لشبكة الويب. وتم التوافق على تصنيف تقنيات الويب ضمن الحقب الزمنية التالية أو ما يصبح يعرف اليوم بأجيال الويب، والملاحظ أنه تم اعتماد مدّة عشرة سنوات نظريا لكل جيل في خط تطور تِقَانَة الويب تمر منذ تأسيس الجيل الأول.

الجيل الأول ويب 1.0  (ويب المعلومات)

وهو أول إصدار للشبكة، وكان يعتمد بالأساس على بروتوكولات تتيح تصفح وربط المستندات وتقديم خِدْمَات معينة تهدف إلى عرض المعلومات فقط دون حدوث أي تفاعل بين المتلقي وبين المزود، وانتشر في هذه الحِقْبَة الكثير من الصفحات الثابتة تتضمن محتوى ثابت كالنصوص والصور وبعض الفيديوهات التي يضعها بالعادة أفراد يعملون لدى مؤسسات، ويذكر أن البريد الإلكتروني، ومجموعات الأخبار وغرف المحادثة الجامدة هي من أشهر خِدْمَات الجيل الأول.  

الجيل الثاني ويب 2.0 أو (ويب التفاعل)

مع بداية ظهور وانتشار المدونات الإلكترونية، وهي المقالات التي يتم نشرها في العادة من صناع محتوى، وازدياد الرغبة في نشر محتوى مرئي من المستخدمين أنفسهم، وفرت التقنيات الحديثة البروتوكولات والتطبيقات التي تركز على السماح للناس على التعاون ومشاركة المعلومات، فظهرت مواقع تسمح للمستخدم بنشر المحتوى والتفاعل معه.

ركزت تقنيات الجيل الثاني على التفاعل وخلق البيئة الافتراضية التي وصفت بأنها أكثر إنسانية وأكثر تفاعلا من مجرد نصوص جامدة ثابتة، بحيث تحول الويب من مصدر للمعلومات الجاهزة إلى بيئة تفاعلية افتراضية، عززته ظهور منصات التواصل الاجتماعي، وتحول مصدر المعلومات من مؤسسات معينة إلى شبكة من المعلومات التي يوفرها الناس للناس.

ومن أهم تطبيقات وخدمات الجيل الثاني، التدوين الصوتي أو البود كاست، المدونات، اليوتيوب، الويكي، مواقع التواصل الاجتماعي.

وأصبح من المقولات المتداولة بين أخصائي الويب لوصف الحالة التفاعلية واللامركزية في نشر المعلومات على الويب بعد الجيل الثاني والثالث بما يعرف بلفظة الـ ثلاث A وهو اختصار للأحرف الأولى لمقولة بالإنجليزية تعني أن الويب قد مكن أي شخص من أن يتحدث عن أي موضوع في أي وقت وزمان.

الجيل الثالث ويب 3.0 (الويب الدلالي – الذكاء الاصطناعي)

عدّ الجيل الثالث امتداد الويب لتنظيم تبادل المعلومات الهائل في التطبيقات العاملة لتكوين ما يعرف بالويب الدلالي أو بمعنى الويب الذي يحمل معنى، وهو ثورة جديدة في عالم الويب حيث تصبح المعلومات والبيانات قابلة للمعالجة منطقيا من قبل برامج الحاسوب لإنشاء شبكات من المعلومات والبيانات ضمن معنى أو موضوع معين. وبتوفير هذه الشبكات ذات المعنى والتسلسل المنطقي يصبح بالإمكان تدريب الآلة على فهم هذه الشبكات والتفاعل معها، أو كما يعرف بالذكاء الاصطناعي وتعليم الآلات.

لاحقا في الجزء الثاني من المقال

لقد عملت حوارا مع إحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة، الذي حصل على تفاعل كبير من المستخدمين يتجاوز الملايين خلال أقل من شهر، وهو تطبيق متوافر اليوم بصيغة تجريبية يتيح للمستخدم التفاعل عن طريق الدردشة مع تطبيق ذكاء اصطناعي بحيث يقوم بالإجابة عن الأسئلة المطروحة بناء على قاعدة البيانات التي تم تدريبه عليها، ما يميز هذا التطبيق، هو مقدرته على التحليل والربط وإعطاء النتائج بدقة عالية دون البحث في مصادر خارجية، وإنما يعتمد على تقنيات تحليل اللغة أو كما يصفها هو بنفسه، وأقتبس من إجابته على سؤال طرحته عليه وهو "من أنت؟" فكانت الإجابة التالية" أنا هو المساعد، وهو نموذج كبير للغة مدرب من قبل مختبر. أنا هنا لمساعدتك في تلبية استفساراتك وإجابة أسئلتك، ولكن أنا لست شخصًا حقيقيًا، وليس لدي القدرة على التعامل مع العالم الحقيقي كما يفعل البشر، لقد تم تدريبي على التعلم من مجموعة كبيرة من البيانات النصية والتي قد تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات. وأنا هنا لأساعدك في العثور على المعلومات والإجابات التي تريدها، ولكن لا يمكنني الوصول إلى الإنترنت للبحث في المعلومات الجديدة أو التحدث مع البشر".

وعندما سألته عما يستطيع عمله، كانت الإجابة وأترجمها بتصرف –لأنني طرحت السؤال بالإنجليزية قبل أن أعرف أنه يستطيع فهم اللغة العربية– "أنا نموذج كبير للغة مدرب من قبل أخصائيين في المختبر، مهمتي الأساسية هي مساعدة المستخدم في صياغة نص شبه إنساني مستندا على المدخلات المقدمة لي، وتضمن المساعدة التي أقدمها، الإجابات عن تساؤلات، إعطاء معلومات شاملة عن مواضيع مختلفة، الدخول في نقاشات مع المستخدمين. أنا أفهم وأستطيع الرد على مختلف المدخلات باختلاف اللغات ويمكنني المساعدة على تزويد معلومات ذات دِقَّة عالية بأفضل شكل متاح لي، ومن المهم أن أشير أنني آلة لا يمكنني الوصول إلى الإنترنت للبحث عن معلومات جديدة خارج نطاق ما تم تدريبي عليه، حيث أنني تلقيت آخر تدريب على معلومات محدثة حتى عام 2021".

الأكثر قراءة
00:00:00