عضو مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن، نقيب تجار الألبسة سابقا
صناعة التفاؤل
سلطان علان، عضو غرفة تجارة عمان والأردن
حين يقرر واضعو خطط التحفيز الاقتصادي خطة عمل مستقبلية، تجدهم يبحثون في الأدوات التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم، والتي منها على سبيل الذكر لا الحصر التوسع في الإنفاق، و هذا يمكن أن يتم بعدة أوجه، فمثلا تقوم الحكومة بتحرير الودائع من خلال تخفيض سعر الفائدة/ المرابحة فتصبح عوائدها غير مجدية، فتتحول من مدخرات إلى مصادر تمويل تدعم حركة الاقتصاد، وكأن الاقتصاديين هنا يصنعون التفاؤل، فقرار تخفيض سعر الفائدة قرار فني مبني على نظريات اقتصادية و لكنه يحمل صفة التفاؤل من خلال تنشيط عجلة الاقتصاد، و هل يكون التفاؤل مميزًا إلا عندما يخرج من بوابة الانكماش و الركود و ما يصاحبه من إحباط و تشاؤم.
التسلح بحزمة من التفاؤل
نحن اليوم و في خضم هذه الجائحة التي تهز أركان حياتنا الاجتماعية قبل الاقتصادية مطالبون بالتسلح بحزمة من التفاؤل، و أيضا على صناع القرار الاقتصادي أيضا صناعه التفاؤل حتى نعبر هذه المحنة.
يقولون إن التاريخ يحمل العبرة، فمن تاريخ اليابان لنا مثال كيف قامت نهضتهم من براثن الهزيمة في حرب عالمية، فكانت نهضتهم أيضا عالمية، و تلك جزيرة سنغافورة و التي استنبطت من دموع رئيس وزرائها "لي كوان" و من كلماته التي قالها بعيد قرار ماليزيا التخلي عن الجزيرة المزعجة فقال "كيف ستعيش سنغافورة بعد اليوم"، نعم صنع "لي كوان" التفاؤل لشعبه فكانت سنغافورة الجزيرة الصغيرة صاحبة المطار الأول عالميا و صاحبة ثاني أكبر ميناء حاويات على مستوى العالم، نحن اليوم بحاجة ملحة لصناّع التفاؤل ليحملونا صوب نمو اقتصادي نحقق فيه أهدافنا.