مونديال قطر.. تقويم رياضي جديد لكرة القدم العربية

الصورة
الكابتن أحمد شريف | برنامج مونديال العرب
الكابتن أحمد شريف | برنامج مونديال العرب

بقلم أحمد شريف | المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

يمثل مونديال قطر 2022 بالفعل انطلاقة جديدة لكرة القدم العربية، وبداية التقويم الرياضي الحقيقي للكرة العربية، لا على الصعيد التنظيمي فقط ولكن على الصعيد الفني بعد أن أثبتت المنتخبات العربية أنها قادرة على منافسة أبرز المنتخبات العالمية والتفوق عليها.

المونديال الذي تنظمه قطر كان استثنائيا في كل شيء، بدءا من اللحظة التي حصلت فيه قطر على شرف تنظيم المونديال مرورا بالانتقادات الحادة التي تعرضت لها الشقيقة قطر من الغرب الحاقد وانتهاء بالإبهار الذي قدمته من الافتتاح وحتى هذه اللحظة.

بارقة أمل في التفوق على الغرب

الأجيال العربية الشابة التي تعايش هذا المونديال الذي تحتضنه دوحة قطر بكل تفاصيله الدقيقة وتتفاعل يوميا مع منافساته على أعلى مستوى، تدرك أن ما تشاهده أشبه بالمعجزات، فوسط حالة الإحباط التي يعيشها الشباب العربي على مختلف الصعد اقتصاديا واجتماعيا ورياضيا، وجدوا ثمة بارقة أمل في التفوق على الغرب ومنافستهم على الأقل رياضيا.

الجيل الذي يعيش منافسات كأس العالم اليوم، سيؤرخ للرياضة العربية من خلال مونديال قطر 2022 الذي بات يشكل التقويم الرياضي لكرة القدم العربية، فالحكم سيكون على نحو: كرة القدم قبل مونديال قطر، وكرة القدم العربية بعدها رغم الاحترام والتقدير الكبيرين لكل الإنجازات التي تحققت سابقا، فشتان بين هذا وذاك، فتنظيم كأس العالم بصورة تفوقت فيها على كل النسخ الماضية، إنجاز لن يجاري قطر فيه إلا إنجاز عربي مماثل قد لا يلوح في الأفق في المستقبل القريب.

لا نقول هذا من باب مجاملة الأشقاء في قطر الحبيبة ولكن لقناعتنا أن قطر أبدعت في تنظيم المونديال وقدمت للعالم نموذجا للشباب العربي القادر على الإبداع في التنظيم وفي المنافسة.

مونديال قطر يقلب الموازين

ما جرى ويجري في ملاعب قطر سيغير الكثير من منظور الغرب وأشدهم عداء للعرب، فحشود الجماهير التي توافدت على العاصمة القطرية وبعض البلدان العربية المجاورة لها نقلوا للعالم كله صورة مختلفة عن تلك التي رسمها الإعلام الغربي والصهيوني للعربي الهمجي الإرهابي. صورة جميلة عن الشباب العربي المتحضر الشغوف الذي يمتلك طاقات إبداعية كل ما تحتاجه إيمان الأنظمة العربية والمسؤولين بها لتتفجر إبداعا.

لوحات جماهيرية ولا أروع في المدرجات رسمها الجمهور العربي السعودي والمغربي والتونسي والقطري التي حظيت منتخباتها بتمثيل العرب في المونديال ولوحات أجمل شاهدناها من الجماهير العربية التي لم تشارك منتخباتها وساندت المنتخبات العربية، فالأردني وقف كتفا لكتف مع الفلسطيني والسوري والعراقي والمصري والأعلام العربية برزت وازدانت بها المدرجات.

الإبداع لم يقتصر على المدرجات فقد انتقل للساحات التي شهدت فعاليات عديدة ومتنوعة ولم تكن محصورة بالشباب القطري، فشارك فيها كل أبناء العروبة الذين استقبلوا السواح الرياضيين من مختلف أصقاع الأرض وشرحوا لهم الثقافة العربية والإسلامية بطريقة متطورة لا جمود فيها، الأمر الذي ساهم في دخول عدد كبير من المشجعين الإسلام.

نعم التقويم العربي الرياضي بدأ من الدوحة، ورحلة النهوض بالكرة العربية وبالشباب العربي بدأتها قطر ولا بد لها أن تتواصل في المستقبل، فمونديال قطر ليس حدثا رياضيا فقط بل هو أبعد بكثير من ذلك.

الأكثر قراءة
00:00:00