العمليات الاستشهادية التي تنفذها المقاومة في غزة تربك جيش الاحتلال

الصورة
إحدى العمليات الاستشهادية في تل أبيب 1994 | المصدر: Getty Images
إحدى العمليات الاستشهادية في تل أبيب 1994 | المصدر: Getty Images

دلالات عملية مخيم جباليا وأبعادها

المصدر
آخر تحديث

تمثل العمليات الاستشهادية أحد أبرز أساليب المقاومة التي اعتمدتها الفصائل الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فقد أصبحت هذه العمليات جزءا أساسيا من تاريخ النضال الفلسطيني ضد العدوان المستمر. 

ومنذ بداية هذه العمليات في التسعينيات، شكلت محطات مفصلية في مسار المقاومة، ونجحت في إرسال رسائل قوية للعالم عن صمود الشعب الفلسطيني وعزمه على تحرير أرضه. 

تميزت العمليات الاستشهادية بالتخطيط الدقيق، وتركزت أهدافها على ضرب المواقع العسكرية الإسرائيلية، ما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف الاحتلال. 

وعلى مر السنوات، تباينت أسباب هذه العمليات ودوافعها، وتراوحت بين الرد على المجازر والاغتيالات، وبين تأكيد الحق الفلسطيني في الدفاع عن النفس. 

ورغم مرور أكثر من 447 يوما على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال المقاومة الفلسطينية توجه ضربات موجعة للاحتلال الإسرائيلي، آخرها العملية الاستشهادية النوعية التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام في الـ20 من كانون أول الجاري في مخيم جباليا، أحد أكثر المواقع استهدافا بالتدمير والبطش الإسرائيلي. 

ففي بيان مقتضب، أعلنت كتائب القسام يوم الجمعة مسؤوليتها عن هذه العملية الأمنية المعقدة، حيث نجح مُجاهد قسامي في قتل قناص إسرائيلي ومساعده من مسافة صفر، ثم تنكر بزي جنود الاحتلال، وتمكن من الوصول إلى قوة مكونة من 6 جنود إسرائيليين، وفجر نفسه بحزام ناسف، موقعا قتلى وجرحى.

دلالات عملية مخيم جباليا وأبعادها

وبحسب مراقبين، فإن عملية مخيم جباليا أثبتت قدرة المقاومة الفلسطينية على تجاوز التعقيدات الأمنية والعسكرية التي يحاول الاحتلال فرضها. كما بينت أن تمكن المقاتل القسامي من التسلل واستهداف جنود الاحتلال من مسافة صفر يعكس تطورا في التخطيط والتنفيذ. كذلك استخدام التنكر كان سلاحا نوعيا ساهم في نجاح العملية، في ميدان يعد من أصعب ساحات المعارك.

المقاومة وكسر المعنويات الإسرائيلية 

قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي د. إسماعيل الثوابتة لـ حسنى إن هذه العملية تحمل العديد من الأبعاد المهمة، موضحا أن نجاح المجاهد في التسلل واستهداف القناص من مسافة صفر، ثم التنكر بزي جنود الاحتلال، يظهر تطورا نوعيا في التكتيكات العسكرية للمقاومة. وأشار إلى أن العملية تعكس قدرة عالية على التخطيط والرصد والتنفيذ في ظل ظروف ميدانية معقدة مثل تلك التي يشهدها مخيم جباليا. 

وأضاف الثوابتة أن العملية أظهرت ثغرات كبيرة في منظومة الاحتلال الأمنية، سواء في حماية جنوده أو التعرف على رجال المقاومة، مشيرا إلى أن استخدام الحزام الناسف أثّر بشكل كبير في معنويات جنود الاحتلال، وأدى إلى تعزيز الروح المعنوية للمقاومة. 

وأكد الثوابتة أن العمليات النوعية كتلك تبرز قدرة المقاومة الفلسطينية على تطوير أساليبها القتالية رغم الرقابة المشددة والطائرات الاستخباراتية التي تحوم فوق غزة باستمرار.

ما هي أبعاد العملية على المفاوضات الجارية؟

يرى المحلل السياسي، رامي خريس، أن هذه العملية تحمل رسالة واضحة تؤكد استمرار المقاومة رغم الإمكانيات المتواضعة، مشددا على أن المقاومين الفلسطينيين يواجهون الاحتلال بكل الأدوات المتاحة، سواء باستخدام السكاكين أو اغتنام أسلحة الجنود. 

وأوضح خريس لـ حسنى أن هذه العمليات تُظهر تصميم المقاومة على مواصلة الكفاح ضد الاحتلال، على الرغم من اعتقاد الاحتلال بأنه سيقضي سريعا على المقاومة. كما أشار إلى أن التصعيد المتبادل بين المقاومة والاحتلال قد يكون مرتبطا بتوقيت المفاوضات الجارية حول وقف إطلاق النار، إذ يحاول كل طرف تعزيز موقفه بأكبر عدد من المكاسب، مشيرا إلى أن استراتيجية الاحتلال منذ بداية الحرب تتعمد استهداف المواطنين الأبرياء من أجل الضغط على فصائل المقاومة في جولات التفاوض القائمة. 

أما الثوابتة فيرى أن هذه العمليات تعزز من موقف المقاومة في أي مفاوضات أو في الساحة الدولية كممثل قوي للشعب الفلسطيني تحت قوة وتأثير السلاح والمقاومة من مسافة صفر، مشددا على أن نجاح هذه العملية سيدفع المقاومة لتكرار مثل هذه الأساليب أو تطويرها لعمليات مستقبلية ضد جنود الاحتلال في الميدان مما سيكون له أثرا قويا في الميدان وعلى أكثر من صعيد.

العمليات الاستشهادية: سلاح المقاومة الذي قلب موازين الصراع

منذ انطلاقة المقاومة الفلسطينية، شكّلت العمليات الاستشهادية أحد أبرز أساليبها في التصدي للاحتلال الإسرائيلي. هذا النوع من العمليات، الذي يعتمد على التضحية بالنفس من أجل إيقاع الخسائر في صفوف الاحتلال، أحدث نقلة نوعية في أسلوب المواجهة، حيث تجاوزت تأثيراته الجانب العسكري إلى النفسي والسياسي. 

تعود جذور العمليات الاستشهادية إلى أوائل التسعينيات، عندما بدأت الفصائل الفلسطينية بتنفيذ هذه العمليات كرد مباشر على جرائم الاحتلال وتنكيله بالشعب الفلسطيني. ورغم محاولات الاحتلال إحكام قبضته الأمنية، أثبتت المقاومة قدرتها على تطوير هذا الأسلوب، مما جعل هذه العمليات جزءا من الذاكرة النضالية الفلسطينية وأداة لزعزعة استقرار الاحتلال وإرباك حساباته. 

فيما يلي، نستعرض أبرز العمليات الاستشهادية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية خلال مسيرتها النضالية:

التاريخ

تفاصيل العملية ومنفذها

سبب العملية

النتيجة

16/4/1993

نفذ الاستشهادي ساهر تمام من نابلس عملية تفجير سيارته المفخخة في استراحة جنود الاحتلال بالأغوار.

كانت هدية كتائب القسام للمبعدين في مرج الزهور.

مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 8 آخرين.

6/4/1994

نفذ الاستشهادي رائد زكارنة عملية تفجير نفسه في حافلة إسرائيلية بمدينة العفولة.

ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

مقتل 8 إسرائيليين وإصابة العشرات.

13/4/1994

نفذ الاستشهادي عمار عمارنة عملية تفجير نفسه في مدينة الخضيرة.

ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

مقتل 6 إسرائيليين وإصابة العشرات.

19/10/1994

نفذ الاستشهادي صالح نزال عملية تفجير نفسه داخل حافلة إسرائيلية في شارع ديزنغوف بتل أبيب.

رد ثالث على مجزرة الخليل.

مقتل أكثر من 25 إسرائيليا وإصابة أكثر من 150.

25/1/1995

نفذ الاستشهاديان أنور سكر وصلاح شاكر عملية استشهادية في موقع عسكري إسرائيلي في غزة.

ردا على اغتيال مؤسس حركة الجهاد فتحي الشقاقي.

مقتل 25 جنديا إسرائيليا وإصابة العشرات.

25/2/1996

نفذ الاستشهادي مجدي أبو وردة عملية تفجير نفسه في حافلة بمدينة القدس، وفي اللحظة نفسها نفذ الاستشهادي مجدي سراحنة عملية استشهادية في عسقلان.

ردا على اغتيال المهندس يحيى عياش.

مقتل 27 إسرائيليا في القدس وإصابة العشرات.

2/3/1996

نفذ الاستشهادي رائد الشغنوبي عملية استشهادية في مدينة القدس.

ردا على اغتيال المهندس يحيى عياش.

مقتل 20 إسرائيليا وإصابة العشرات.

7/11/2000

نفذ الاستشهادي حمدي انصيو عملية استشهادية بتفجير زورقه البحري المفخخ ضد زورق إسرائيلي في بحر رفح.

ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل في انتفاضة الأقصى.

تدمير الزورق الإسرائيلي بالكامل.

1/6/2001

نفذ الاستشهادي سعيد الحوتري عملية تفجير نفسه داخل مقهى الدولفاريوم في تل أبيب.

ردا على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين.

مقتل 22 إسرائيليا وإصابة أكثر من 100.

9/8/2001

نفذ الاستشهادي عز الدين المصري عملية استشهادية في مطعم سبارو بالقدس.

ردا على اغتيال جمال منصور وجمال سليم في نابلس.

مقتل 16 إسرائيليا وإصابة أكثر من 100.

27/3/2002

نفذ الاستشهادي عبد الباسط عودة عملية استشهادية في فندق بارك بمدينة نتانيا.

ردا على تصعيد الهجمات الإسرائيلية في انتفاضة الأقصى.

مقتل 37 إسرائيليا وإصابة 150 آخرين.

14/1/2004

نفذت الاستشهادية ريم الرياشي أول عملية استشهادية نسائية ضد مقر المخابرات الإسرائيلية في معبر بيت حانون.

ردا على العدوان الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني.

مقتل 4 ضباط إسرائيليين وإصابة 6 آخرين.

30/8/2004

نفذت كتائب القسام عملية بئر السبع المزدوجة بواسطة الاستشهاديين أحمد القواسمي ونسيم الجعبري.

ردا على اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

مقتل 17 إسرائيليا وإصابة العشرات.

دلالات
00:00:00