الحجاج يتوجهون لـ منى لقضاء يوم التروية اقتداء بالنبي محمد

الصورة
المصدر
آخر تحديث

يستعد حجاج بيت الله الحرام للوقوف غدا الجمعة بصعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، وذلك بعد المبيت بمنى اليوم الخميس الثامن من ذي الحجة والذي يعرف بيوم التروية، اقتداء بسنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد توافد حجاج بيت الله الحرام اليوم الخميس إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، قبل التوجه صباح الجمعة للوقوف على عرفات الذي يمثل الركن الأعظم في أداء فريضة الحج.

أكبر موسم منذ جائحة كورونا

وأدى الحجاج أمس الأربعاء طواف القدوم تمهيدا لبدء مناسك الحج لهذا العام بأجواء إيمانية عامرة.

وهذا الموسم يعد الأكبر منذ بدء جائحة كورونا قبل عامين، إذ بلغ عدد حجاج بيت الله الحرام مليون حاج منهم 850 ألفًا من الخارج.

وتوجّه الحجيج اليوم إلى مشعر منى على بعد 7 كيلومترات شمال شرق الحرم المكي لقضاء يوم التروية اتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل الانطلاق في اليوم التالي (التاسع من ذي الحجة) للوقوف في صعيد عرفات.

ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنًى اتباعًا للسنة، ويصلون فيها خمس صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة.

يوم التروية  سبب التسمية

وترجع تسمية يوم التروية إلى أن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ فقد قال العلامة البابرتي في "العناية شرح الهداية" (2/ 467): [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى] اهـ.

وقيل: سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال العلامة العيني في "البناية شرح الهداية" (4/ 211): [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم رأى ليلة الثامن كأن قائلا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية] .

ومشعر "منى" هو أولى محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، حيث يقضي حجاج بيت الله الحرام في هذا المشعر يوم التروية، وليالي التاسع والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، لمن يتعجل، وليلة الثالث عشر لمن يتأخر.

ويستحب التوجه إلى منى قبل الزوال، فيصلي الحجاج بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، قصرا للصلاة الرباعية دون جمع، والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية، ثم يتوجه إلى عرفات بعد فجر التاسع من ذي الحجة.

 

الأكثر قراءة
00:00:00