تواصل الجهات المعنية التحقيق في حوادث المدافئ الأخيرة التي أودت بحياة عدة مواطنين نتيجة الاختناق باستخدام مدافئ غاز محلية الصنع، مؤكدة
ماذا تعرف عن التسمم بأول أكسيد الكربون وكيفية الوقاية منه؟
مع حلول فصل الشتاء، يزداد استخدام وسائل التدفئة في المنازل مثل مدافئ الكاز والغاز والديزل، إلا أن عدم الانتباه لأساليب تشغيل هذه الأجهزة وتهوية الغرف بشكل كاف قد يؤدي إلى التسمم بخطر أول أكسيد الكربون، الغاز الذي لا لون له ولا رائحة، ولا يمكن اكتشافه بالحواس، لكنه قاتل عندما يتجمع في منطقة محصورة وسيئة التهوية أو مغلقة؛ إذ يدخل هذا الغاز إلى الجسم عبر الجهاز التنفسي ويصل إلى الدم، وفيه يرتبط بجزيئات الهيموغلوبين الموجودة في خلايا الدم الحمراء مانعا إياها من الارتباط بالأكسجين، كما يفترض، ونقله إلى خلايا الجسم وأنسجته.
وبكلمة أخرى فإن أول أكسيد الكربون يخنق الجسم داخليا؛ فصحيح أن الرئتين تعملان ولكن الغاز السام يمنع خلايا الدم الحمراء من نقل الأكسجين، والنتيجة تكون الموت.
في هذا السياق، يقدم المهندس أحمد البس، ممثل الصناعات الكيميائية في غرفة صناعة عمان، إرشادات مهمة لضمان سلامة استخدام وسائل التدفئة.
أول أكسيد الكربون.. الغاز الخفي
أول أكسيد الكربون CO هو غاز سام ينتج عند الاحتراق غير الكامل للوقود. ويحدث الاحتراق غير الكامل عندما تكون كمية الوقود أكبر من الأكسجين المتوفر في المكان. في الظروف الطبيعية، يحترق الوقود بالكامل وينتج ثاني أكسيد الكربون CO₂ الآمن، أما في حالة نقص الأكسجين فتتحول نسبة كبيرة من الاحتراق إلى أول أكسيد الكربون.
-
تركيزات منخفضة "30–50 جزء في المليون" تسبب صداعا ودوخة وتعبا وغثيانا.
-
تركيزات أعلى تؤدي إلى تسارع ضربات القلب وتشوش الوعي.
-
عند تجاوز 800–1000 جزء في المليون، قد يحدث تلف الدماغ أو الوفاة.
ولعلنا جميعا سمعنا عن حوادث مأساوية، لأفراد وعائلات اختنقوا وهم نائمون ليلا، أو أطفال وكبار قضوا اختناقا في الحمام دون أن يشعر بهم أحد. تكمن الخطورة في أن التسمم بأول أكسيد الكربون يحدث بصمت؛ إذ لا يشعر المصاب بالغاز، ولا تتاح له الفرصة للاستغاثة أو طلب النجدة.
جميع الأشخاص معرضون لخطر التسمم بهذا الغاز السام، ولا سيما الفئات الأكثر حساسية مثل الأجنة في بطون أمهاتهم، والرضع، والأطفال، والمسنين، وكذلك المصابون بأمراض القلب أو فقر الدم أو مشكلات في الجهاز التنفسي.
أبرز مصادر أول أكسيد الكربون
ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، تشمل أبرز مصادر ذلك الغاز السام:
-
استخدام معدات تدفئة سيئة الصيانة.
-
أدوات تدفئة تفتقد التهوية الكافية أو لا تكون موصولة بأنبوب يخرج مخلفات الاحتراق إلى خارج المنزل، ويشمل ذلك أجهزة الغاز لتسخين الماء.
-
تشغيل السيارات أو المحركات في أماكن مغلقة، مثل المرائب.
-
المطابخ المنزلية التي تعمل بالغاز.
-
الشوايات التي تعمل بالفحم.
-
المواقد التي تعمل بالخشب.
-
الحرائق بأنواعها، وخاصة تلك التي تحدث في أماكن محصورة مثل مناجم الفحم أو المنازل المغلقة.
عوامل زيادة الخطر
-
التهوية المحدودة: غلق النوافذ والأبواب يمنع تجدد الهواء ويستنزف الأكسجين بسرعة.
-
زيادة كمية الوقود: تشغيل المدفأة بكمية كبيرة دون توفر أكسجين كافٍ.
-
استخدام الأجهزة غير المجهزة: الصوبات القديمة أو الرخيصة دون بوري أو مدخنة مناسبة.
أمان الصوبات والكاز
-
لون اللهب: اللهب الأزرق يدل على اكتمال الاحتراق وأمان الجهاز، أما اللهب الأحمر أو الأدخنة السوداء فهي مؤشر على احتراق غير كامل وخطر أول أكسيد الكربون.
-
البواري أو المدخنة: ضرورية لإخراج جميع نواتج الاحتراق خارج المنزل، خاصة في الصوبات التقليدية.
-
حساسات الأمان: الأجهزة الحديثة مزودة بحساسات توقف التشغيل تلقائيا عند انخفاض الأكسجين، لتجنب التسمم.
تدفئة الغاز الحديثة
العديد من الشقق الحديثة تحتوي على بويلرات صغيرة تعمل بالغاز داخل المنزل، ولكن معظمها مزود بمدخنة توجه العوادم إلى الخارج، مما يقلل خطر تراكم الغاز. من المهم عدم استخدام أجهزة غير مجهزة بالمدخنة، خصوصا في الحمامات المغلقة.
صوبات الكهرباء.. آمنة لكن تحتاج رطوبة
صوبات الكهرباء تعمل بمقاومة حرارية ولا تنتج أول أكسيد الكربون، لكنها قد تسبب جفاف الهواء. ينصح بوضع وعاء ماء بالقرب منها لتعويض الرطوبة، وتجنب التعرض للهواء شديد الجفاف لفترات طويلة.
إرشادات السلامة العملية
-
فتح نوافذ أو أبواب للتهوية البسيطة أثناء تشغيل أي وسيلة تدفئة.
-
مراقبة لون اللهب والتأكد من اكتمال الاحتراق.
-
استخدام أجهزة مجهزة بحساسات أمان أو بوري خارجي.
-
عدم تشغيل الأجهزة الغازية في غرف مغلقة أو حمامات صغيرة دون تهوية.
-
عدم ترك الأجهزة مشتعلة أثناء النوم، اتباعا للسنة النبوية.
اقرأ المزيد.. الحكومة تحيل ملف حوادث الاختناق بالمدافئ إلى النيابة العامة