نقد أردني لاذع للسلطة الفلسطينية على خلفية قضية مطار رامون "الإسرائيلي"
بعد حالة جدل واسعة بين مؤيد ومعارض للتعامل مع مطار رامون "الإسرائيلي"، وبعد أخبار متداولة حول تسيير أول رحلة لفلسطينيين عبر رامون كانت وجهتها قبرص، والتي تناقلتها جميع وسائل الإعلام الأردنية والفلسطينية، تدحرجت كرة الثلج أكثر وأكثر، فكان هناك تصريح مقتضب لرئيس الوزراء بشر الخصاونة، وهجوم لاذع على السلطة الفلسطينية من قبل كتّاب ومسؤولين محسوبين على الجانب الرسمي، ومطالبات نيابية وشعبية للفلسطينيين بعدم السفر والتعامل مع مطار رامون "الإسرائيلي".
تصريح مقتضب لرئيس الوزراء بخصوص مطار رامون
خلال تدشين رئيس الوزراء بشر الخصاونة ونظيره الفلسطيني لمحطة تحويل كهرباء "الرامة"، أكد الخصاونة عبر تصريح مقتضب التزام الأردن بتسهيل عبور الأشقاء الفلسطينيين، من خلال معبر الملك حسين إلى المملكة، وعبرها إلى دول العالم من خلال مطار الملكة علياء الدولي، في حين قال رئيس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية محمد اشتية إنه لا بديل عن عمقنا الأردني، وإنه لا مطار رامون ولا غيره يمكن أن يؤثر على ذلك، وطالب الاحتلال بفتح مطار القدس الدولي إذا كان جادا في سعيه لتسهيل السفر للفلسطينيين.
صحفيون ومسؤولون أردنيون يتهمون السلطة الفلسطينية "بالتواطؤ"
فيما شنّ عدد من الكتاب الصحفيين الأردنيين والمسؤولين السابقين هجوما لاذعا ضد السلطة الفلسطينية وصل حد اتهامها "بالتواطؤ" وفق قولهم، حيث كتب الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الدستور الأردنية سابقا محمد حسن التل مقالا قال فيه "إنه من المرجح أن هناك اتفاقا تحت الطاولة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على موضوع مطار رامون"، وأن هذا ما يفسر موقف السلطة الغامض وعدم قيامها باتخاذ الإجراءات المطلوبة لإغلاق الباب أمام محاولات إسرائيل فرض التطبيع قسرا على الفلسطينيين".
وأردف أنه رغم المواقف الأردنية الرسمية الداعمة للقضية الفلسطينية والسلطة، يأتي موقف السلطة بطريقة غير مفهومة، ولا أريد أن أقول بأنه متواطئ".
وفي ذات السياق، اتهم الكاتب الأردني، ماهر أبو طير، السلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بقضية سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون "الإسرائيلي".
وأوضح بأن لغة مسؤولي السلطة كانت ناعمة، ولم يكلفوا أنفسهم منع الفلسطينيين من اللجوء لمطار رامون، وعبروا عن نصائح وتمنيات فقط بدل البحث عن ضرر ذلك على الأردن على أرض الواقع.
مضيفا أن السلطة الوطنية الفلسطينية لا تجرؤ أصلا على أي خطوة ضد هذا الأمر، وأن مسؤوليها أنفسهم يستجدون الموافقات الإسرائيلية للمرور بين المدن الفلسطينية المحتلة.
الموقف الأشد مهاجمة للسلطة الفلسطينية
أما أشد تلك المواقف، كانت من وزير الإعلام الأسبق والناطق الرسمي السابق باسم الحكومة سميح المعايطة الذي هاجم السلطة الفلسطينية خلال لقاء تلفزيوني قائلا إنها تتعامل بعقلية التنسيق الأمني مع "إسرائيل" ولا تتعامل بعقلية رد الجميل للأردن ومنع إلحاق الضرر به.
وتساءل المعايطة عما إذا كانت السلطة الفلسطينية التي ضبطت الضفة الغربية ومنعت إطلاق طلقة واحدة باتجاه الاحتلال خلال كل السنوات الماضية، لا تستطيع الآن منع الفلسطينيين أو أي شخص من السفر عن طريق مطار رامون ؟"، وأردف "نعم تستطيع، لأنها قامت بإيقاف كل أعمال المقاومة في الضفة الغربية".
وأشار إلى أن مكاتب السياحة والسفر الفلسطينية التي تجري حجوزات السفر عبر مطار رامون، تأخذ ترخيصها من السلطة الفلسطينية، مضيفا أن "هذا فعل سياسي مقصود من السلطة الوطنية الفلسطينية بالتوافق مع الاحتلال الإسرائيلي، والذي يشكل ضررا مباشرا على الدولة الأردنية، وهنا السلطة الفلسطينية تقدم خدمة كبيرة للاحتلال، والسلطة متواطئة من حيث الاتفاق ومن حيث التنفيذ".
نائب يطالب بمنع دخول فلسطينيين للأردن.. في حال استخدموا مطار رامون
أما نيابيا، فقد طالب النائب خليل عطيّة الحكومة الأردنية بمنع دخول أي فلسطيني استخدم سابقا مطار رامون "الإسرائيلي" إلى الأردن، ووقف التعامل معه، كما طالب الحكومة بالسعي لإغلاق شركات السياحة والسفر التي تتعامل مع مطار رامون بشكل نهائي.
وبين أن "الشعب الفلسطيني على عيني وراسي، ولكن على الفلسطيني أن يختار بين الأردن الواقفة طول عمرها مع فلسطين والفلسطينيين، أو يختار الصهاينة المحتلين أرضه، وإلي ما بده يدبر راسه"، وفق قوله.
"الإخوان": استخدام مطار رامون استهداف جديد للأردن
أما شعبيا، فقد طالبت "جماعة الإخوان المسلمين" في بيان لها "من الفلسطينيين تغليب مصالح الأمة.. والامتناع عن استخدام مطار تمناع (رامون) التابع للاحتلال، مهما كانت الدوافع التي يحاول الاحتلال تسويقها في سبيل ذلك".
وأن "قرار سلطات الاحتلال الصهيوني بالسماح للمواطنين الفلسطينيين باستخدام مطار تمناع (رامون) جنوبي فلسطين المحتلة للتنقل والسفر، ما هو إلا استهداف جديد للأردن على الصعيدين السياسي والاقتصادي"، وفق البيان.
مصدر يعلّق على الجانب الفني لمطار رامون "الإسرائيلي"
ومع غياب تصريح رسمي وواضح، ومحاولة تصديره من خلال مسؤولين سابقين وكتاب وصحفيين، صرح مصدر مسؤول أردني فيما يتعلق بالموقف الأردني من مطار رامون "الإسرائيلي بالقول " على الصعيد الفني فإن الأردن قدم الكثير من الاعتراضات على المطار قبل وبعد تشغيله، وكان هناك قرار من مجلس الطيران المدني الدولي بسحب المطار من خطة الملاحة الجوية ووجهات الطيران.
وبين أن هناك العديد من الملاحظات الفنية وفق المصدر التي تهدد الملاحة الجوية، منها تماس مناطق الملاحة الجوية بين رامون ومطار الملك حسين بالعقبة، وعدم تحقيق الحد الأدنى للمسافات الفاصلة بين الطائرات في مرحلة الإقلاع والهبوط، وعدم الالتزام بمعايير مواقع المطارات وفق متطلبات الطيران المدني الدولية واتفاقية شيكاغو للطيران.