الشهيد عدي التميمي.. عملية "مزدوجة".. ركعت الاحتلال

الصورة
الشهيد عدي التميمي
الشهيد عدي التميمي
المصدر

بعد عمليّة حاجز شعفاط التي نفذها من "مسافة صفر" واعترف العدو بمقتل مجندة وإصابة آخرين، تلك العملية التي أثبتت هشاشة المنظومة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي، قام الاحتلال بمحاصرة مخيّم شعفاط، وفشل في العثور على منفذ العملية، ليعلن أن المطارد "أصلع الرأس" فانتفض شباب مخيم شعفاط، لحلق رؤوسهم للتمويه، ثم حاول البحث عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأربك الشباب الفلسطيني خوارزميات (فيسبوك) في البحث عن كلمة "عدي"، اسم الشهيد، الذي استمر الاحتلال يطارده لـ 11 يوما متواصلة، فوجدنا أن عدي التميمي هو من كان يلاحق الاحتلال، فنفّذ عملية جديدة قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس المحتلة وأصاب جنديا بجراح خطرة،ولكن عدي سقط شهيدا.

عدي التميمي.. ذلك البطل..

ويتبادر للذهن حين مشاهدة لحظة استشهاده، ما قاله أحدهم في رثائه "لقد انقطعت في يد الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه تسعة سيوف في يوم مؤتة، وضمّ جعفر بن أبي طالب والملقب بالطيار الراية بين عضديه بعد أن قطعت كلتا يديه بالمعركة، وجمع الله للشهيد عدي التميمي البالغ من العمر 22 عاما، من مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، والذي اعتقل سابقا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كل هذه العناوين من البطولة والفداء.

وألهبت مشاعر الفلسطينيين، يوم أمس، مشاهد مسربة من كاميرا مراقبة لحاجز للاحتلال، حيث امتشق عدي مسدسه الصغير واستمر بإطلاق النار حتى النفس الأخير، أمام جنود الاحتلال المدججة بأحدث الأسلحة الأتوماتيكية والمختبئة خلف الحواجز الاسمنتية، في عمليته المزدوجة، التي لم يرد فيها الشهيد أن يظهر نفسه سوى من خلال المقاومة للاحتلال، ليكون دافعا لغيره بحمل البندقية كما نصّت عليه وصيته المتداولة.

فيديو استشهاد عدي التميمي

وصية الشهيد للشباب

وتداول الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصية قيل أنها تعود للشهيد عدي التميمي، والتي كتبها بتاريخ 11/10/2022، وتاليا نصها:

"أنا المطارد عدي التميمي من مخيم الشهداء شعفاط، عمليتي في حاجز شعفاط كانت نقطة في بحر النضال الهادر، أعلم أنني سأستشهد عاجلا أم آجلا، وأعلم أني لم أحرر فلسطين بالعملية، ولكن نفذتها وأنا أضع هدفا أمامي، أن تحرك العملية مئات من الشباب ليحملوا البندقية بعدي"

القناة العبرية 12 ، وضعت أسئلة أمام لجان التحقيق للجيش والشرطة و"الشاباك" حول هذه العملية وهي:



-  لماذا فشلوا في تعقبه على مدار 11 يومًا رغم أنه كان في مساحة صغيرة نسبيًا؟

-  كيف استطاع الهروب من العديد من القوى التي كانت تبحث عنه؟

 - كيف خرج من مخبئه ووصل إلى مدخل معاليه أدوميم؟

- كيف استطاع مفاجأة حراس الحاجز وتنفيذ هجوم آخر قبل تصفيته؟

 - هل هرب إلى شعفاط بعد الهجوم الأول، أم اختبأ في مكان آخر؟

كل هذه الأسئلة أثبتت أن الاحتلال بقوته وجيشة ومخابراته كان يبحث عن الشاب حليق الرأس في مخيم شعفاط والمناطق المحيطة، في وقت كان التميمي يخطط مرة أخرى لتنفيذ عملية فدائية جديدة.

التميمي، استطاع تلقين الاحتلال الإسرائيلي درسا أمنيا قاسيا، ومرّغ أنفه بالتراب، وأثار الخوف والرعب في قلوب المستوطنين الذين خفضوا أعداد المقتحمين للحد الأدنى خوفا من إثارة مشاعر الفلسطينيين، أثبت الشهيد عدي بأن المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا الاحتلال.

 

 

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00