واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة فجر اليوم الأربعاء، مستهدفا المدنيين في منازلهم ومخيمات النزوح، ما أسفر عن مجازر جديدة وشهداء
الولايات المتحدة تمارس صنفا خاصا من الإرهاب
أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية في الـ 18 من شهر تشرين أول الجاري عددا من قادة حركة حماس على قائمة الإرهاب وذلك على خلفية معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها الحركة في السابع من الشهر الحالي، ردا منها على جرائم حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقواتها بحق الفلسطينيين وتدنيس المسجد الأقصى المبارك بشكل مستمر، وأثار هذا الإدراج تساؤلات عن مدى العقبات التي ستواجه قادة حماس والعقوبات التي ستفرض عليهم.
إدراج أي جهة على قائمة الإرهاب هو قرار إداري وليس قرارا قانونيا
خبير القانون الدولي أنيس القاسم أوضح لـ حسنى اليوم الإثنين أن قرار إدراج أي فرد أو منظمة أو مؤسسة على قائمة الإرهاب قرار إداري وليس قانونيا، وهذا يعني بحسب القاسم أنه لا يمكن لأي جهة تدرج على قائمة الإرهاب أن تتوجه إلى المحاكم الأمريكية -المعنية بالنظر بقضايا قوائم الإرهاب- لتزيل نفسها عن هذه القائمة؛ وذلك لأن وزارة الخارجية الأمريكية تستطيع أن تطلب بكتاب رسمي من القاضي المعني بالنظر في الدعوى القضائية أن يكف يده عنها لأنها "موضوع سياسي" وليس قانونيا.
وأضاف القاسم أن الدستور الأمريكي يمنع نظر القضاء في قضية تعتبرها الحكومة قضية سياسية، وهذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية "تمارس صنفا خاصا من الإرهاب والخنق" وفق قوله، مبينا أنه لا يوجد مسار آخر للجهة المدرجة على القائمة إلا أن تبحث مع الإدارة الأمريكية سبب هذا الإدراج، وتدفع ثمن إزالتها من القائمة وهو ما يتمثل عادة بتقديم تنزلات معينة أو العمل مع واشنطن كجهة تجسس تخدم المصالح الأمريكية.
وبين القاسم لـ حسنى أن الولايات المتحدة الأمريكية ابتكرت هذه القائمة لخنق المؤسسات والأفراد المدرجين عليها، وهو ما يمثل "الظلم الإمبريالي الأمريكي" على حد وصفه، وأشار القاسم إلى وجود 22 اتفاقية دولية تعرف الإرهاب ولا تتفق أي منهما مع الأخرى، ما يعني عدم وجود تعريف محدد يمكن لواشنطن أن تستند إليه لتحديد المدرجين في القائمة.
ما معنى قوائم الإرهاب؟
يقول الخبير القانوني أنيس القاسم إن أي جهة تدرج على قائمة الإرهاب يصبح التعامل معها محرما، وعلى سبيل المثال لا تستطيع هذه الجهة أن تفتح حسابا بنكيا في الولايات المتحدة وإذا كان لديها حساب فعليها إغلاقه وإلا تتم مصادرته.
كما لا يمكن لها أن تفتح حسابا بنكيا في دولة أخرى بسبب وجود تعاون دولي مع المؤسسات البنكية الأمريكية، إذ إن عدم التزام البنك بتعليمات واشنطن يعرضه للحرمان من التعامل مع البنوك الأمريكية التي لها تعاملات على مدار الساعة عبر دول العالم.
ولفت القاسم إلى وجود اختلافات في الاعتبارات الأمريكية التي تدرج بناء عليها أي جهة على قائمة الإرهاب، مشيرا إلى أن واشنطن تصنف منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية ومع ذلك يأتي الرئيس الأمريكي إلى بيت لحم ويقابل محمود عباس، أي إن الاعتبارات السياسية تسمح بوجود هامش للمناورة، وإن أمريكا "تفصل هذه التصنيفات على مقاسها".
هامش للتفاوض
أما فيما يتعلق بعدم إدراج الدول الأوروبية لحماس على قائمة الإرهاب، قال القاسم إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع أن تتجاوز حدودها وتفرض على المجموعة الأوروبية أن تقطع علاقتها مع حماس؛ لأن ذلك يتعلق بالسياسات الأوروبية المختلفة عن السياسات الأمريكية، لأن لها اعتبارات ومصالح معينة تفرض عليها أن تتعامل مع حماس، ويمثل ذلك هامشا للمناورة والتفاوض مع الجهة المدرجة كإرهابية حسب المصالح الدولية.