عمان.. كيف تم تخطيطها؟ رحلة في الذاكرة مع أنس قطان

تتمتع عمان بطبيعة جبلية وهضاب ما يجعلها "غير مملة" للناظر حسب وصف المهندس أنس قطان لها، خلال لقائنا معه في بودكاست نحن والمدينة، إلا أن هذه التضاريس شكلت تحديا في تخطيط المدينة.

يحدثنا المهندس أنس قطان في لقائنا معه عن تاريخ تخطيط مدينة عمان كما نراها اليوم، ويحدثنا عن تطور شبكة الطرق والجسور فيها وبدايات تخطيطها حيث أنه كان أول مهندس تخطيط يعمل في أمانة عمان عام 1969.

كما يعرج لنا على عدة مصطلحات ومفاهيم تساعدنا في فهم خريطة عمان، كمصطلحي الدائري والمحوري المتعلقين بالشكل الهندسي الذي يربط الشوارع الحيوية في المدينة بمركزها لتقليل الازدحامات المرورية وتسهيل التنقل بين أجزائها. 

من خطط المدينة؟

صورة لأحد شوارع مدينة عمان



لم تكن مساحة المدينة تتجاوز 80 كم2 في خمسينيات القرن الماضي، لكنها توسعت إلى أن بلغت مساحتها 1.680 كم2 في يومنا الحالي، وهذا الاتساع بالمساحة جاء بفعل تضخم الكثافة السكانية السريع الذي لحق عمان إثر النكبة عام 1948، ثم حرب الخليج عام 1990، وتلتها الحرب الأمريكية على العراق عام 2003، إضافة إلى هجرة العمل من المحافظات إلى العاصمة.

يذكر لنا قطان أنه جاء إلى أمانة عمان كأول مهندس تخطيطي للمدينة، حيث أن هندسة تخطيط المدن استحدثت أكاديميا في العالم بعد الحرب العالمية الثانية لتعاود الدول إعمار وتخطيط مدنها التي هدمت جراء الحرب. وبالرغم من أن عمان لم تعاني من ويلات الحروب والتدمير، أضيف هذا المنصب في الأمانة للمساهمة في تخطيط المدينة.

عمان كمدينة حدائقية

يذكر لنا قطان أنه كان هناك تفكير بجعل المدينة حدائقية في بدايات منتصف القرن القاضي، كالتي أنشئت في القاهرة بتنفيذ من المعماري المصري سيد كريم، الذي أراد نقل التجربة إلى العاصمة الأردنية، فتم تحديد حدود المدينة الغربية وجعل من منطقة الشميساني وعبدون الحد الفاصل بين المدينة وريفها الغربي.

فما هي المدينة الحدائقية؟ تم ابتداع فكرة المدينة الحدائقية عام 1898م كأسلوب تخطيط حديث للمدن بقصد إنشاء حدائق تحيط بها، حيث أن المدن الصناعية كانت تفسد على ساكنيها ارتباطهم وانسجامهم مع الأرياف، فتم تطوير هذه المدن تخطيطيا و تحويطها بأحزمة خضراء من الحدائق، لتتيح لساكنيها العيش داخل المدن الصناعية والتجارية دون الحاجة للجوء إلى الأرياف هربا من تلوث وضجة المدينة.

يقول قطان أن مشروع تحويل العاصمة إلى مدينة حدائقية فشل بسبب اصطدامه بواقع التضخم السكاني للمدينة لاحقا، لتتسع رقعتها ومساحتها الجغرافية، كما أن الأمانة لم تستطع استملاك كثير من الأراضي وتخطيطها، حيث أن الخرائط المسحية التي كانت تمتلكها الأمانة لم تكن تبين حدود الأراضي.

طبوغرافية المدينة وتحديات التخطيط 

تتمتع عمان بطبيعة جبلية وهضاب ما يجعلها "غير مملة" حسب وصف قطان لها، إلا أن هذه التضاريس شكلت تحديا في تخطيط المدينة وفتح الشوارع فيها ووصل الجبال ببعضها، فتحتم أحيانا على الأمانة ردم الوديان بين الجبال كوادي صقرة، أو إيجاد حلول أكثر منطقية رغم كلفتها، كإنشاء جسر عبدون فوق الوادي، حيث أن إنشاء الجسور المعلقة يحول دون تقسيم سكان الوادي كما أنه لا يمنع الرياح والشمس من الوصول إلى المنطقة المنخفضة من الوديان. يخبرنا قطان عن التحديات المتعلقة بطبوغرافية المدينة التي لا تشبه في شبكة طرقها وتخطيطها طبوغرافية مدينة سهلية مثلا، والحلول التي ابتكرها مهندسوا الأمانة في حل المعضلات التي واجتهم تباعا.

من هو أنس قطان؟

المهندس قطان مستشار سابق في أمانة عمان. عمل فيها كمهندس تخطيط لمدة 40 عاما، منذ عام 1969 وحتى عام 2009.

عمل على تصميم عدة مشاريع في أمانة عمان مثل جسر عبدون المعلق كجزء من حل معضلة الأزمة المرورية، كما أنه عمل على مشاريع تطوير مدن محيطة بالعاصمة مثل مدينة أحد كجزء من حل مشكلة الاكتظاظ السكاني.

حصل على شهادته في هندسة تخطيط المدن من جامعة الأزهر في القاهرة عام 1969. 

للاستماع للحلقة كاملة:

الأكثر قراءة
00:00:00