أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
الخدج في غزة يحتضرون.. والحاضنات تأتيهم على ظهور الدبابات
يواجه حديثو الولادة والخدج والسيدات الحوامل على حد سواء خطر الوفاة في قطاع غزة المنكوب، نتيجة استهداف جيش الاحتلال القطاع الطبي والمشافي وكل ما يتحرك فيها، ما جعلها غير قادرة على تقديم أي رعاية طبية لهذه الفئة المهددة حياتها بسبب تعطل الحاضنات وانقطاع الكهرباء والأكسجين.
حديثو الولادة.. حديثو الوفاة
وسط خراب وفوضى وترهيب يحدثه جنود الاحتلال منذ فجر اليوم الأربعاء في مجمع الشفاء الطبي بعد اقتحامه بقوة السلاح والآليات العسكرية بذريعة البحث عن مواقع للمقاومة في أروقة المجمع، يسابق من تبقى من الطواقم الطبية في المشفى الزمن لإبقاء حديثي الولادة خاصة الخدج منهم على قيد الحياة، في وقت خرج فيه قسم الولادة عن الخدمة، كحال معظم مستشفيات غزة التي خرجت بأكملها عن الخدمة وليس أقساما بعينها فقط.
مقاطع فيديو انتشرت خلال الساعات الماضية كشفت الظروف المعقدة التي يعمل فيها القائمون على رعاية الأطفال الخدج في مجمع الشفاء، إذ تم جمعهم على سرير واحد، وتدفئتهم ببعض البطانيات والشراشف رغم حاجة كل طفل منهم للبقاء في حاضنة خاصة مجهزة لرعاية أوضاعهم الحساسة، وهذا ما يجعل الأطفال عرضة للموت بسبب مناعتهم الضعيفة وأحجامهم الصغيرة جدا.
وفي بيان نشرته منظمة "يونيسيف" اليوم الأربعاء بعنوان "تصريح صادر عن المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل حول زيارتها لغزة" جاء على لسان "راسل" قولها:
"بسبب نفاد الإمدادات الطبية وانقطاع الكهرباء في أحد مستشفيات غزة، مات أطفال حديثو الولادة كانوا يحتاجون إلى رعاية متخصصة ".
وأضافت "راسل" أن حديثي الولادة في مستشفى ناصر في خان يونس، كانوا يتشبثون بالحياة في الحاضنات، بينما كان الأطباء قلقون حيال كيفية إبقاء الآلات تعمل دون وقود.
أيتام الولادات القيصرية
ما إن يبدأ كثير من حديثي الولادة الدقائق الأولى في حياتهم، حتى تكون أمهاتهم قد فارقن الحياة بسبب عمليات ولادة قيصرية متعثرة في ظروف معقدة وفي ظل انعدام كامل لوسائل التعقيم والتخدير.
واقع القطاع الطبي في غزة يشي بأن كل عملية قيصرية قد تعني موتا محتما للأم، التي تكون على علم مسبق بأنها ستجري عملية متعسرة قد تفقد حياتها خلالها من شدة الألم والتلوث وغياب الرعاية المطلوبة، ولاحقا سيواجه وليدها خطر الموت بسبب غياب الحاضنات وغرف الخداج.
وكان تقرير لمنظمة "أكشن إيد الدولية" ومقرها جوهانسبرغ، كشف أن الطواقم الطبية في أحد مستشفيات قطاع غزة أجرى 16 عملية ولادة قيصرية خلال الأيام الأخيرة في ظروف قاسية وصعبة للغاية، مشيرا إلى أن الآلاف من النساء الفلسطينيات في غزة يخاطرن بحياتهن بخضوعهن لعمليات ولادة قيصرية طارئة دون تخدير أو تعقيم أو مسكنات.
اقرأ المزيد.. عمليات ولادة قيصرية للنساء دون تخدير
ما مصير 50 ألف حامل في غزة
صندوق الأمم المتحدة للسكان كشف خلال الأيام الأخيرة وجود 50 ألف حامل في غزة يفتقدن لأبسط مقومات الرعاية الطبية الأساسية، ما يجعل ولادتهن كأنها ولادة على حافة القبور، فلا الوالدة في مأمن، ولا وليدها أيضا، الذي يرى الموت في استقباله قبل أن يصرخ صرخة الحياة.
مدير الصندوق دومينيك ألين قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، والتي نشرت على منصة "إكس":
"لنتخيل المراحل النهائية والأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل قبل الولادة، مع حدوث مضاعفات محتملة، دون ملابس، ودون نظافة ودعم، ودون معرفة ماذا سيحدث للحامل في اليوم التالي والساعة التالية والدقيقة التالية".
حاضنات على ظهور الدبابات
ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء أنه ينسق لنقل حضانات وحليب إلى قطاع غزة تحسبا لإجلاء أطفال خدج من مجمع الشفاء الطبي.
وجاءت ادعاءات الاحتلال مصحوبة بصورة مجندة صهيونية تقوم بإنزال حضانات من سيارة مخصصة، وذلك في أعقاب نداءات استغاثة من أطباء مجمع الشفاء بشأن حديثي الولادة والخدج.
وردا على ادعاءات الاحتلال، قال مشرف الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي د. عمر زقوت:
"لم نشاهد أيا مما يدعيه الاحتلال من جلب حضانات وحليب، بل شاهدنا جلب الاحتلال للرعب والدمار".
وقد نشرت حسابات مقاطع فيديو على منصة "إكس" تظهر جيش الاحتلال وهو ينقل حاضنات الخدج على ظهر الدبابات في محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
اقرأ المزيد.. إدانات المنظمات الإنسانية.. هل تتجاوز الورق لتردع الاحتلال؟