استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
تقرير للأمم المتحدة: ضمن 18 بؤرة ساخنة شبح الجوع يخيم على غزة
صدر تقرير جديد للإنذار المبكر عن الأمم المتحدة، اليوم الخميس، بشأن تفاقم انعدام الأمن الغذائي وانتشار الجوع في 18 "بؤرة ساخنة" حول العالم. التقرير الذي سلط الضوء على الأوضاع الحرجة في غزة والسودان، يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المجاعة ووقف التدهور المستمر في أماكن مثل هايتي ومالي وجنوب السودان.
ودعا تقرير "بؤر الجوع الساخنة/ تحذيرات مبكرة من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي بشأن انعدام الأمن الغذائي الحاد" والصادر عن كل من منظمتي الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي التابعين للأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأرواح وسبل العيش ومنع المجاعة والموت في 18 بؤرة ساخنة، تضم 17 بلدا ومجموعة إقليمية واحدة من 4 بلدان هي: ملاوي المتضررة من الجفاف، وموزمبيق، وزامبيا، وزيمبابوي، حيث يوجد خطر كبير لتفاقم الجوع الحاد، اعتبارا من حزيران إلى تشرين الأول 2024.
الحاجة إلى تحرك عاجل
يؤكد التقرير أن الأزمات الغذائية في العديد من البؤر الساخنة تتفاقم بسبب الصراعات والظواهر المناخية المتطرفة والصدمات الاقتصادية. ويشير إلى أن عام 2023 قد شهد تراجعا في التمويل الإنساني لأول مرة منذ عام 2010، مما يزيد من التحديات التي تواجه جهود الإغاثة.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، شو دونيو:
"إن الاحتمالات المخيفة التي أبرزها هذا التقرير ينبغي أن تكون بمنزلة جرس إنذار لنا جميعا. نحن بحاجة إلى قيادة التحول من الاستجابة للأزمات بعد حدوثها إلى نهج أكثر استباقية ومبادرة".
شبح الجوع يخيم على غزة والسودان
يلفت التقرير الانتباه إلى الوضع الحرج في غزة، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، ما يؤدي إلى مستويات غير مسبوقة من الجوع والدمار. يتوقع التقرير حدوث مجاعة بحلول نهاية أيار 2024 في قطاع غزة، ما لم تتوقف الأعمال "العدائية" وتتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول الكامل للقطاع. بالإضافة إلى ذلك، يحذر التقرير من أن أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون خطر الموت جوعا بحلول منتصف حزيران.
علما بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي، تعمدت منذ بداية العدوان على غزة في السابع من تشرين أول الماضي، استخدام التجويع كسلاح ضد الغزيين حيث فرضت حصارا خانقا على القطاع ومنعت دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود، كما أنها أغلقت جميع المعابر، ما زاد من صعوبة الأوضاع وتدهورها في القطاع الذي يعاني أصلا من حصار لأكثر من 17 عاما.
يحذر التقرير أيضا من التداعيات الإقليمية الأوسع للأزمة، والتي تهدد بتفاقم الاحتياجات للأمن الغذائي المرتفعة أصلا في لبنان وسوريا.
اقرأ المزيد.. سلاح التجويع يفتك بشمال قطاع غزة
في السودان، يتزايد القلق مع اقتراب موسم العجاف وانعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يعاني منه 18 مليون شخص. ويحذر من أن المجاعة تقترب من ملايين الأشخاص في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم، مع تأثيرات إقليمية تشمل لبنان وسوريا.
الأزمات في هايتي ومالي وجنوب السودان
في هايتي، يؤدي العنف المتصاعد والفوضى الاقتصادية إلى تفاقم الأزمة الغذائية، مع وجود أكثر من 362 ألف شخص نزحوا من منازلهم. وفي مالي، من المتوقع أن تستمر مستويات الجوع الكارثية في الارتفاع بسبب الصراع وانسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. أما في جنوب السودان فإن العدد المتوقع للأشخاص الذين يواجهون خطر الموت جوعا قد يتضاعف تقريبا بحلول منتصف 2024، مع زيادة تدفق اللاجئين من السودان.
الظواهر المناخية تزيد من خطر الجوع
يحذر التقرير من التأثيرات المستمرة لظاهرة النينيو، التي جلبت معها موجات من الجفاف والفيضانات فقلبت حياة الناس وسبل عيشهم رأسا على عقب وتعرضهم لخطر الجوع وسوء التغذية. مع اقتراب ظاهرة النينيو من نهايتها وما تسببت به من جفاف مدمر في الجنوب الإفريقي والفيضانات في شرق إفريقيا، يتزايد القلق بشأن ظاهرة النينيو المرتقبة، والتي تهدد بجلب مزيد من الظواهر المناخية المتطرفة بين آب 2024 وشباط 2025 بما في ذلك خطر الفيضانات في أجزاء من السودان وجنوب السودان والصومال وإثيوبيا وهايتي وتشاد ومالي ونيجيريا، في حين تستعد منطقة البحر الكاريبي لموسم أعاصير نشط للغاية في المحيط الأطلسي.
النتائج الرئيسية
وفقا للتقرير، تظل "مالي وفلسطين وجنوب السودان والسودان" في أعلى مستويات التأهب وتتطلب أقصى درجات الاهتمام. أضيفت هايتي إلى القائمة بسبب تصاعد العنف والتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي هناك، كما يؤكد التقرير أن الصراع هو المحرك الرئيسي للجوع في جميع هذه المناطق. وأن هذه البؤر الساخنة تواجه مستويات طوارئ من انعدام الأمن الغذائي، مع احتمال تفاقم الأوضاع إلى ظروف كارثية.
تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار وسوريا واليمن من بين البؤر الساخنة التي تثير قلقا كبيرا للغاية، حيث يواجه عدد كبير من الأشخاص انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ومن المتوقع أن تتدهور الأوضاع الحياتية في هذه الدول خلال الأشهر المقبلة بسبب تفاقم العوامل الدافعة للجوع.
منذ الإصدار السابق لتقرير بؤر الجوع الساخنة في تشرين الأول 2023، انضمت إلى قائمة بؤر الجوع الساخنة كل من جمهورية إفريقيا الوسطى ولبنان وموزمبيق وميانمار، إضافة إلى نيجيريا وسيراليون وزامبيا، بجانب بوركينا فاسو وإثيوبيا وملاوي والصومال وزيمبابوي. من المرجح أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في هذه الدول خلال الفترة المتوقعة.
توسيع نطاق العمل الإنساني لمنع تفاقم الجوع
يقدم التقرير توصيات محددة لكل بلد بشأن أولويات العمل الاستباقي والاستجابة الفورية لحالات الطوارئ، بهدف تلبية الاحتياجات الحالية والمستجدة لإنقاذ الأرواح ومنع تحول المخاطر المتوقعة إلى كوارث إنسانية كاملة.
تعد الاستجابة الإنسانية الفورية على نطاق واسع أمرا بالغ الأهمية لمنع مزيد من المجاعة والموت، خاصة في مالي وفلسطين وجنوب السودان والسودان وهايتي. لكن التقرير يحذر من أن التعامل الفعال مع المجاعة ومنعها يتطلب تطبيق مفهوم الزراعة في أوقات الطوارئ، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة بطريقة متوازنة. كما يشدد التقرير على الحاجة إلى استثمارات أكبر في الحلول المتكاملة عبر منظمات متعددة، بهدف معالجة انعدام الأمن الغذائي بفعالية وتقليل الاعتماد على المساعدات الغذائية الطارئة.