وجهت الطفلة شام البكور ذات السبع سنوات، والتي فازت مؤخرا في مسابقة تحدي القراءة العربي، رسالة إلى العالم فحواها بأن الأمل والإصرار والبحث عن الجمال في الأشعار والكتب والمعاني يستطيع الإنسان أن يتجاوز كل الصراعات والحروب. وبكلمات طفلة عانت من تبعات الحرب قالت للعالم: "علينا أن نحب بعضنا".

الطفلة المعجزة..

الطفلة شام التي وصفها النقاد أثناء مشاركتها في مسابقة تحدي القراءة، بأنها الطفلة المعجزة، باعتبارها أصغر مشاركة في المسابقة، بدت معجزة أيضا بحضورها وطلتها وفصاحة لسانها، وقوة لغتها العربية التي تتمسك بالحديث بها، وهي في سنوات طفولتها الأولى عندما كانت تحفظ أسماء العواصم العربية، لتكون بوابتها في الثقافة العربية الأصيلة والمعرفة.

شام البكور التي زارت إذاعة حسنى اليوم برفقة والدتها تؤكد أن إصرارها على المشاركة والتحدي جعلها تشارك في مسابقة تحدي القراءة العربي، التي تنظمها دبي في الإمارات العربية المتحدة وتظفر ببطولتها من بين المتسابقين الذين مثلوا 18 دولة عربية.

من هي الطفلة شام البكور

تعيش شام مع والدتها في مدينة حلب السورية، بعد أن فقدت والدها قبل أعوام عندما كانت برفقته في سيارة تعرضت لقذيفة خلال الأحداث في سوريا، لتفقد والدها وتصاب شام بشظايا في رأسها.

وتفضل شام التي تقضي يومها بما هو مفيد ، تصحو وتنام مبكرا، أن تقضي وقتها بما هو مفيد ولا تتعامل مع العبث واللهو، فهي لا تجد جدوى من إضاعة الوقت باللعب على الهاتف، إذ علينا استخدامه بما هو مفيد لنا حسب قولها.

وتسعى دائما إلى الاجتهاد والتميز رغم صغر عمرها؛ فالقراءة بالنسبة لها معرفة لهذا العالم، ومنها تحاول أن تكتب أشياء مفيدة، وتقدمها لأجيالها ليستفيدوا منها في حياتهم.

فقد قرأت شام عندما شاركت في مسابقة تحدي القراءة مائة كتاب في مجالات متنوعة، وكانت تعيد قراءة الكتاب مرة أخرى لتتعمق به وتنقل ما فيه إلى أقرانها ربما لا يعرفون مضمونه، مفضلة من هذا التنوع من الكتب والمعارف كتب السيرة النبوية التي وجدت أنها الأقرب إليها.

ماذا تفضل أن تقرأ شام؟

تتجه شام كما تقول إلى العمق في المعرفة والثقافة وسعة الاطلاع، فهي كما تقول، لا تفضل قراءة القصص القصيرة التي تعتبرها للتسلية، ولكنها تفضل قراءة الكتب العميقة.

شام التي تفضل قراءة قصص السيرة النبوية والإسراء والمعراج، تحفظ أجزاء من القرآن الكريم ولديها رغبة بختم القرآن الكريم وهي في عمر صغير، ومن ثم ستحدد توجهها في هذه الحياة.

شام تحب الحياة والاجتهاد والتحدي كما تحب والدتها التي جاهدت في أن تعيش طفلتها، بعد وفاة والدها، حياة كريمة مليئة بالتعلم والسلام. كما عبرت شام بكلمات طفلة محبة صادقة عن حبها لجدها الذي يمنحها العزيمة في هذه الحياة لتنقل رسائلها دائما بالعربية الفصحى.