يوم دام في العراق ..عشرات القتلى واشتباكات في محيط البرلمان

الصورة
المصدر
آخر تحديث

أفادت مصادر طبية عراقية، بارتفاع عدد قتلى الاشتباكات التي شهدتها العاصمة بغداد إلى 30 شخصا عدا عن إصابة 700 آخرين من بينهم 110 شخصا من أفراد القوات الأمنية، وذلك في يوم دام من أيام العراق.

يوم دام في العراق

وصباح اليوم الثلاثاء، استفاقت بغداد، على اشتباكات متقطعة وانفجارات، بعد يوم وصف بالدامي، إثر إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي، وإغلاق المؤسسات التابعة للتيار في عموم محافظات العراق .

وتواردت تقارير إعلامية من العراق تفيد باندلاع اشتباكات عنيفة في محيط البرلمان في العاصمة بغداد .

ومع تصاعد حدة الاشتباكات، أعلن الجيش العراقي حظر تجول على مستوى البلاد ابتداء من الـ7 مساء الاثنين بعد أن اقتحم أنصار رجل الدين مقتدى الصدر القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء المحصنة.

استمر القتال في بغداد حول المنطقة الخضراء المحصنة حتى الليل، حيث دوى إطلاق النار والانفجارات في سماء المدينة.

وزعم فصيل سرايا السلام التابع للصدر أنه يقاتل المليشيات المدعومة من إيران.

 وكان الصدر، الذي شهد محاولات لتشكيل حكومة أحبطت من قبل خصومه المدعومين من إيران بعد فوزه في انتخابات تشرين الأول 2021، قد صرح بذلك عدة مرات من قبل.

ومع ذلك، بدأ أنصاره باقتحام المباني الحكومية، بعد تنفيذهم اعتصاما احتجاجيا خارج البرلمان في المنطقة الخضراء ببغداد للمطالبة بانتخابات جديدة.

وسيطر أنصار الصدر، مساء الإثنين، على القصر الجمهوري، وأظهرت فيديوهات وصور لمتظاهرين وهم يجلسون على كراسي فخمة، ولوّح بعضهم بالأعلام العراقية والتقطوا صورا لأنفسهم، بينما ظهر آخرون وهم يسبحون في بركة حديقة القصر بشكل يذكر بمشاهد المحتجين في سيريلانكا بتموز الماضي.

بدأت المواجهات مع قوات الأمن بعد فترة وجيزة، وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي -حليف الصدر - أمرهم بعدم استخدام الذخيرة الحية، إلا أن تقارير أفادت بسقوط ضحايا من التيار الصدري بدأت في الانتشار.

وبحلول ليل أمس، تعرضت المنطقة الخضراء لنيران كثيفة. وتوجهت قوافل مقاتلي سرايا السلام التابعة للصدر إلى المنطقة الخضراء، منتشرة على الطريق الممتد من جسر الجمهورية إلى المنطقة الخضراء.

وأطلقت بنادق آلية وقذائف صاروخية ومدافع محمولة على سيارات وقذائف هاون على المنطقة الخضراء.

 

ووصفت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، التطورات بأنها "تصعيد خطير للغاية"، ودعت "جميع الأطراف للامتناع عما يمكن أن تؤدي إلى أحداث لا يمكن وقفها"، محذرة من أن "بقاء العراق كدولة بحد ذاته أمر على المحك".

وقد قضى سكان بغداد، بعد أن أغلقهم حظر التجول وخوفهم من الخروج، الليل في قلق على أمل استعادة الهدوء. بينما دعا هادي العامري رئيس منظمة بدر المدعومة من إيران إلى الهدوء.

الاقتتال يمتد إلى المحافظات الجنوبية

لم يمض وقت طويل حتى امتد الخلاف جنوب البلاد إلى المحافظات ذات الأغلبية الشيعية حيث يتمتع كل من الصدر وخصومه المدعومين من إيران بدعم كبير و اقتحم أتباع الصدر مبان حكومية في مدينتي الناصرية والحلة جنوب بغداد مع إغلاق بعض الطرق في الحلة، وبحسب وسائل إعلام محلية اقتحم أنصار الصدر أيضا مبنى الحكومة المحلية في محافظة ذي قار الجنوبية.

وبحسب ما ورد فعلوا الشيء نفسه في محافظتي واسط وميسان. حيث أغلقوا مبنى مجلس القضاء الأعلى في واسط وكتبوا على الجدران "مغلق بأمر الشعب".

في البصرة، أحرق متظاهرون من التيار الصدري الإطارات وأقاموا حواجز على الطرق. وأحرقوا مقرات تتبع لمليشيات عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي.

اعتزال السياسة لحظة الانفجار

ووسط الاشتباكات في بغداد أعلن الصدر إضرابه عن الطعام حتى وقف المظاهر المسلحة والعنف في البلاد، ودخل العراق في مأزق سياسي منذ الانتخابات التشريعية في تشرين أول من العام الماضي، بسبب الخلاف بين الفصائل الشيعية حول تشكيل ائتلاف حكومي.

وقال الصدر: "قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية. لذلك أعلن الآن تقاعدي النهائي"، وهو لاعب قديم في المشهد السياسي للبلد الذي مزقته الحرب، رغم أنه لم يكن هو نفسه في الحكومة بشكل مباشر.

وأضاف أنه سيتم إغلاق "جميع المؤسسات" المرتبطة بالتيار الصدري، باستثناء ضريح والده الذي اغتيل عام 1999، ومنشآت دينية أخرى.

على مر السنين، اتخذ الصدر مواقف متذبذبة ووصفه البعض بأنه "حرباء"، وجاء تصريحه الأخير بعد يومين من قوله إن على "جميع الأطراف" بما في ذلك حزبه التنازل عن المناصب الحكومية للمساعدة في حل الأزمة السياسية.

وحصدت كتلته في انتخابات العام الماضي 73 مقعدا، لكنها لم تحقق الأغلبية لتشكيل حكومة كما أنها لم تنجح بتشكيل أي تحالفات. وفي حزيران الماضي، استقال نواب الكتلة الصدرية في محاولة لكسر المأزق، مما أدى إلى أن يصبح إطار التنسيق أكبر كتلة في الهيئة التشريعية.

ومنذ ذلك الحين، انخرط الصدر في أساليب ضغط أخرى، بما في ذلك صلاة جماعية لعشرات الآلاف من أتباعه في 5 آب.

العراق البلد الغني بالنفط يعاني من الفساد المستشري، لكنه يعاني من ضعف البنية التحتية والبطالة وانقطاع التيار الكهربائي والخدمات العامة المتدهورة، ويواجه الآن نقصا في المياه حيث يجتاح الجفاف مساحات شاسعة من البلاد.

إيران تغلق الحدود وتلغي الرحلات

وقد أغلقت إيران، الاثنين حدودها مع العراق، وقال نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية، ماجد المرحمادي إن الحدود ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر ولا يمكن للحجاج الإيرانيين استخدام المناطق الحدودية لزيارة العراق.

وطالبت السلطات في محافظة إيلام، الواقعة غربي إيران والتي تشترك في الحدود مع العراق، الإيرانيين الذين قدموا إلى المحافظة للتوجه إلى العراق، بإلغاء رحلتهم عبر منطقة مهران الحدودية.

وأعلنت السلطات الإيرانية، تعليق الرحلات الجوية إلى بغداد، وذكرت شبكة "إيران" بالعربية أن "مطار الإمام الخميني الدولي بالعاصمة طهران أعلن إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى بغداد حتى إشعار آخر".

وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد دعت، في وقت سابق اليوم، "المواطنين الإيرانيين بعدم السفر إلى العراق حتى إشعار آخر ، وأنها ستعمل على إعادة الزوار الإيرانيين إلى البلاد بأمان".

كما طلبت السفارة الإيرانية في بغداد من "مواطينيها الموجودين في النجف وكربلاء عدم التجول ببغداد والكاظمية وسامراء".

حالة الطوارئ القصوى

كما قرر رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تعليق جلسات المجلس إلى إشعار آخر، كما أعلن حالة الطوارئ القصوى لكل القوات الأمنية في بغداد.

وطالب الكاظمي خلال اجتماع طارئ للقيادات الأمنية بالالتزام بحماية أرواح المتظاهرين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.

كما طالب الكاظمي مقتدى الصدر دعوة أنصاره للانسحاب من المؤسسات الحكومية.

من جهته قال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إن ما يشهده العراق ينذر بخطر كبير، وفي وقت دعا فيه رئيس إقليم كردستان مسرور البارزاني الأطراف السياسية إلى ضبط النفس وعدم السماح بانفلات الوضع عن السيطرة.

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
الأكثر قراءة
00:00:00