استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
تواطؤ بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين لمنع وصول المساعدات إلى غزة
تصاعدت خلال الأيام الأخيرة ظاهرة اعتداء المستوطنين على شاحنات مساعدات متجهة لقطاع غزة بعضها سيّرت من الأردن، وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشرته أمس الأربعاء، عن تواطؤ بين جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي من جهة والمستوطنين والناشطين اليمينيين المتطرفين من جهة أخرى للعمل على مهاجمة شاحنات المساعدات المتجهة لقطاع غزة.
وقالت الغارديان إن الجيش والشرطة الإسرائيليين عملا خلال الفترة الماضية على تزويد المستوطنين بمعلومات دقيقة عن مكان الشاحنات التي تنقل المساعدات وعن خط سيرها، بما يمكنهم من مهاجمتها.
المستوطنون يتلقون إحداثيات حول شاحنات المساعدات
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم المجموعة الرئيسية للنشطاء الإسرائيليين وراء الحواجز أن المستوطنين الذين يعترضون الإمدادات الإنسانية الحيوية إلى القطاع يتلقون معلومات حول موقع شاحنات المساعدات من أعضاء في الشرطة والجيش الإسرائيلي.
ويدعم ذلك وجود رسائل من مجموعات دردشة داخلية عبر الإنترنت تمت مراجعتها من قبل صحيفة الغارديان فضلا عن شهادات عدد من الشهود ونشطاء حقوق الإنسان.
ويزعم أولئك الذين يعيقون المركبات أن المساعدات التي تحملها يتم تحويلها إلى حماس بدلا من تسليمها إلى المدنيين المحتاجين، وهو ادعاء ترفضه وكالات الإغاثة، كما قال مسؤولون أمريكيون إن "إسرائيل" لم تقدم أي دليل يدعم الادعاءات بأن حماس تستولي على المساعدات.
وأظهرت مقاطع فيديو الأسبوع الماضي قوافل المساعدات التي تم اعتراضها وتخريبها من قبل المستوطنين عند حاجز "ترقوميا" غرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة، حيث أظهرت الصور كيف ألقى فيه المستوطنون صناديق المساعدات على الأرض، ما أثار غضب الأردن، كما اعتبرته إدارة البيت الأبيض يأنه "سلوك غير مقبول أبدا".
وأظهرت الصور أكواما من المساعدات المتضررة وآثار أرز وطحين، كما أظهرت صور تم تداولها لاحقا على وسائل التواصل الاجتماعي الشاحنات وهي مشتعلة.
تعاون كامل بين الشرطة والجيش مع المستوطنين
وصف سائقو الشاحنات الفلسطينيون الذين ينقلون المساعدات إلى غزة لصحيفة الغارديان مشاهد "وحشية" بعد أن تعرضت مركباتهم للهجوم، وقالوا إن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يرافقون القافلة لم يتدخلوا.
ونقلت الغارديان عن السائق يزيد الزعبي 26 عاما، سائق شاحنة فلسطيني تعرض للهجوم من قبل المستوطنين الأسبوع الماضي عند حاجز "ترقوميا":
"هناك تعاون كامل بين المستوطنين والجيش، نحن مصدومون ومتفاجئون من أن الجيش لم يوفر لنا أي نوع من الحماية، رغم أنهم كانوا حاضرين ويشاهدون ما يحدث. الجيش كان في خدمة المستوطنين".
وقالت الغارديان إن اللقطات التي حصلت عليها تظهر الجنود الإسرائيليين وهم يرافقون القافلة، دون اتخاذ أي إجراء ضد المستوطنين.
وأضافت الصحيفة أن المستوطنين والنشطاء اليمينيين المتطرفين غالبا ما يبلغون الأعضاء في مجموعاتهم مسبقا عن الأوقات والمواقع التي تتجه فيها شاحنات المساعدات نحو غزة، مشيرين إلى أنهم يحصلون على هذه المعلومات من الشرطة والجيش الإسرائيلي.
في إحدى الرسائل التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان، نبه النشطاء اليمينيون المتطرفون الأعضاء في مجموعاتهم أنهم سيحصلون على "معلومات أولية حول تخطيط تحركات الشاحنات، من جنود الشرطة والجيش عند المعابر الحدودية".
في رسالة أخرى في مجموعة "واتساب" للمستوطنين، كتب أحد الأعضاء يوم الأحد: "تلقيت معلومات من ضابط في الجيش الإسرائيلي بأنهم يجلبون الشاحنات أمام مستوطنة عوفرا إلى بيتين (قرية فلسطينية)".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تداول نشطاء فيديو لمحامية حقوق إنسان إسرائيلية كانت قد زارت حاجز "ترقوميا" الأسبوع الماضي لتوثيق أفعال المستوطنين ومنع نهب المساعدات، وقالت إنها تعرضت للضرب والصفع من قبل مستوطن وإن قوات الأمن الإسرائيلية لم تفعل شيئا لوقف الاعتداء.
وقالت المحامية "كان لدى المستوطنين أسلحة وسكاكين".
ومؤخرا اقترح وزير أمن الاحتلال اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، أن على الحكومة نفسها وقف شاحنات المساعدات إلى غزة بدلا من تركها لمجموعات النشطاء.
اقرأ المزيد.. بلينكن يطالب تل أبيب بمحاسبة مهاجمي قافلة مساعدات أردنية إلى غزة