تهجير قسري لأهالي جباليا "إسرائيل" تستخدم القوة المميتة لتحقيق حلمها

الصورة
فتاة فلسطينية في سيارة دمرها قصف الاحتلال لساحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بقطاع غزة | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
فتاة فلسطينية في سيارة دمرها قصف الاحتلال لساحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بقطاع غزة | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
آخر تحديث

تتجدد معاناة التهجير في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث يستهدف الاحتلال نحو 400 ألف فلسطيني في تلك المنطقة. 

القصف المتواصل والعمليات العسكرية المكثفة، مصحوبة بحصار محكم يمنع دخول المواد الغذائية والدوائية، ما يزيد من حدة الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

خطة الجنرالات: جباليا فصل من مخطط التجويع والترحيل

تظهر "خطة الجنرالات" التي يروج لها عدد من قادة جيش الاحتلال السابقين، كاستراتيجية تهدف إلى تنفيذ عملية عسكرية شاملة شمالي القطاع، تليها محاولات لتهجير السكان. 

وتعتمد هذه الخطة على تجويع المواطنين واستهدافهم بشكل ممنهج، حيث يُعد من يختار البقاء في المنطقة تحت الحصار ناشطا في حركة حماس، مما يتيح للاحتلال اتخاذ إجراءات ضده. 

تتجاهل التصريحات الإسرائيلية، ومنها تلك الصادرة عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، التحذيرات الدولية وتصر على أن العمليات تستهدف فقط البنية العسكرية لحركة حماس. ومع ذلك تشتبك هذه الرواية مع الواقع، حيث يشير مراقبون إلى وجود نية لإفراغ المنطقة من سكانها حيث يتعرض من يقرر البقاء للتهديد والاعتقال على الرغم من دعوات الاحتلال لترك الشمال والتوجه نحو الجنوب.

صمود وتحدٍ في جباليا وشمالي القطاع

على الرغم من الضغوط العسكرية، لا تزال نسبة الاستجابة لنزوح السكان نحو الجنوب منخفضة. ورغم القصف المكثف على جباليا عبر الطائرات المسيرة، يرفض العديد من السكان مغادرة منازلهم؛ البعض يتجه نحو مدينة غزة، في حين أن الحركة من الشمال تتبع طرقا بعيدة عن أوامر الاحتلال للإخلاء، ومع ذلك يبقى الأهالي صامدين في منازلهم، مما يبرز عزمهم على مواجهة التهجير القسري، الذي يمثل حلما إسرائيليا لتغيير المعادلة الديمغرافية في المنطقة.

وتسعى الطواقم الطبية في المنطقة، على الرغم من الاستهدافات المتكررة، إلى الحفاظ على عملها في ثلاثة مستشفيات مركزية، وهي كمال عدوان والعودة والإندونيسي، في وقت تعاني فيه من نقص حاد في الوقود والمعدات الطبية.

حرب الإرادات: تهجير ممنهج أم صمود شعبي؟

يرى مختصون بالشأن السياسي، أن مخططات الاحتلال لتهجير سكان الشمال ليست جديدة، بل هي جزء من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تفريغ المنطقة من سكانها. ويشيرون إلى أن الاستمرار في استهداف هذه المناطق يعكس محاولات إعادة تشكيل البنية الديمغرافية والاجتماعية فيها. 

ويؤكد آخرون على أن إصرار السكان على البقاء في منازلهم يمثل تحديا لخطط الاحتلال، وسط تحذيرات من أن إفراغ الشمال قد يفتح الباب لتطبيق مخططات مشابهة في مناطق أخرى من غزة. ما يستدعي التأكيد على أهمية دعم المقاومة من جميع الفصائل وضرورة الضغط على الاحتلال من خلال فعاليات محلية ودولية. 

يخشى سكان قطاع غزة أن تكون هذه الخطة تمهيدا لتطبيقها على مختلف مناطق القطاع، بعد فشل محاولات التهجير في العام الأول من الحرب. جاءت تلك المخاوف في ظل تسريبات حول مقترحات إسرائيلية وأمريكية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين جنوبا نحو سيناء المصرية، وهو ما قوبل برفض قاطع من السلطات المصرية، التي أشارت إلى أن هذه المقترحات تشكل تهديدا لأمنها القومي. 

في المقابل، تستمر الفصائل الفلسطينية والجهات الحكومية في غزة بدعوة السكان إلى عدم النزوح، مشككة في المزاعم الإسرائيلية بشأن وجود مناطق آمنة في وسط القطاع وجنوبه. يثبت الواقع الميداني زيف تلك الادعاءات، حيث تتعرض تلك المناطق لقصف جوي ومدفعي مستمر، مما يؤكد أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع بأكمله.

الآثار الإقليمية والدولية

يرتبط المشروع الإسرائيلي أيضا بتغيرات سياسية في المنطقة، حيث يأمل الاحتلال بالحصول على دعم أمريكي لتنفيذ هذه الخطط. ومن المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني المقبل على الموقف الأمريكي من هذه الأحداث، مما يزيد من تعقيد المشهد. 

ويؤكد خبراء مختصون بالشأن السياسي أن الوضع الراهن يشير إلى أن الاحتلال يحاول محاصرة جباليا وتفريغها من سكانها، مع العلم أن المقاومة الفلسطينية تقوم بعمليات نوعية ضد القوات الإسرائيلية. ويشير الخبراء إلى أن الدعم الإقليمي والدولي لسكان الشمال يمكن أن يكون عاملا مؤثرا في إحباط خطط التهجير. 

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى في يومها الـ376 حصار متواصل لشمال غزة ومطالب بفتح ممر آمن

دلالات
الأكثر قراءة
00:00:00