ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة في بلدة جباليا شمال قطاع غزة حيث أسفر قصف منزل لعائلة علوش عن استشهاد 32 شخصا، بينهم أطفال، وذلك
من سيخرج منتصرا إذا نجحت رؤية بايدن بوقف إطلاق النار؟
طرح كبير المراسلين والمحللين في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تساؤلا عن هوية المنتصر في حال تنفيذ الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن حاليا لوقف إطلاق النار، فهل ستكون حماس أم "إسرائيل".
وتساءل "سيث جيه فرانتزمان" في مقاله بالصحيفة ماذا حققت "إسرائيل"؟ وهي لم تنتصر حتى على مجموعة "إرهابية" في إشارة إلى مقاتلي حركة حماس الذين يتراوح عددهم بين 20-30 ألف مقاتل، وأضاف:
"عندما تحارب الدول القوية أعداء أضعف منها، فإن الدولة القوية لديها المزيد لتخسره من خلال ارتكاب الأخطاء".
خطة بايدن ستسمح لحماس بالاحتفاظ بالسلطة على غزة
وقال فرانتزمان، إن حركة حماس ستكون المنتصرة في الحرب؛ لأن خطة بايدن ستتركها تمسك بزمام السلطة في قطاع غزة، والاستفادة من إعادة الإعمار بحيث تكون لها يد في كل مبنى تتم إعادة بنائه.
وأوضح أن "إسرائيل" حددت أهدافها في غزة دون أي استراتيجية واضحة، وأن الخطة الحالية ستترك حماس في السلطة.
اقرأ المزيد.. مبادئ الرئيس الأمريكي.. محور اتفاق هدنة مقترح بين حماس و"إسرائيل"
حماس ستكون أقوى مما كانت عليه
وذكر سيث جيه فرانتزمان مقتطفات من الكلمة التي ألقاها الرئيس بايدن يوم الجمعة الماضي، حول خطة وقف إطلاق النار وما ستسفر عنه، وقوله إن حماس لم تعد في الوقت الراهن قادرة على تنفيذ هجوم مماثل لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين أول.
ورد الكاتب على ما قاله بايدن بالقول:
"من الممكن أن تنتهي هذه الجولة من القتال باكتساب حماس قوة أكبر مما كانت عليه، على الرغم من أنها فقدت أنفاقا ومقاتلين".
وأشار إلى أن مؤشرات الحرب تفيد ويكأنها ستترك حماس في السلطة، ويبدو أن تل أبيب بصدد التخلي عن شرطها الأساسي الذي تمسكت به وهو القضاء على الحركة.
وأضاف أنه إذا بقيت حماس فإنها ستعلن النصر، وإن قادتها سيسعون خلال السنوات القادمة، على الأرجح، للسيطرة على الضفة الغربية.
حماس لم تتضرر و "إسرائيل" ستدخل عزلة أكبر
وعلى الصعيد الإسرائيلي، ذكر فرانتزمان أن تل أبيب ستخرج من هذه الحرب أكثر عزلة مقارنة بما كانت عليه خلال الفترة الماضية، متسائلا عن "تضحية" "إسرائيل" بمقتل مئات من جنودها؟ حسب تعبيره.
وشدد القول على أنه إذا شعر أعداء "إسرائيل" أنهم انتصروا، فسيكون هناك المزيد من الهجمات في المستقبل، حيث أشار إلى عدم قدرة تل أبيب على ردع حزب الله الذي بإمكانه بالتعاون مع حركة حماس أن يدفعا "إسرائيل" مستقبلا إلى إخلاء مناطق الشمال "يقصد منطقة الجليل الأعلى على الحدود مع جنوب لبنان".
وقال فرانتزمان إن تل أبيب أنفقت رأس مالها السياسي في خوض هذه الحرب ببطء، ودون رغبة في تحقيق نصر حاسم، مضيفا أن وحدات حماس في وسط غزة لم يصلها ضرر شديد كما أن الجيش الإسرائيلي لم يهزمها في النصيرات ودير البلح والمغازي والبريج.
كما يرى بأن هذه الحرب قد أضعفت السلطة الفلسطينية، في الضفة الغربية، وسهلت تدفق الأسلحة إلى فصائل المقاومة في مناطق شمالي الضفة.