أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
الاحتلال يسجل رقما دمويا بقتل الصحفيين لم تشهده الحرب العالمية الثانية
تخطى عدد الشهداء بين الصحفيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أقل من شهرين، حصيلة قتلاهم خلال سنوات الحرب العالمية الثانية من 1939 إلى 1945 والتي راح ضحيتها عشرات الملايين.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين والصحفيين وعائلاتهم في قطاع غزة منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي، رغم اعتبار الاستهداف المتعمد للصحفيين والمدنيين جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.
منظمة مراسلون بلا حدود أعلنت في مطلع تشرين الثاني الماضي، تقدمها بطلب لدى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين.
استشهاد صحفي واحد يوميا
وبحسب تصريح المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، فقد ارتفع عدد الصحفيين الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 73، منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي، إذ إن صحفيا واحدا على الأقل يقتل كل يوم على أيدي جيش الاحتلال في فلسطين ولبنان منذ بداية العدوان.
وجاء استهداف جيش الاحتلال للصحفيين رغم تمتعهم بالحصانة بموجب القوانين الدولية، ويسعون إلى إيصال جرائم الحرب وهجمات الإبادة الجماعية في غزة إلى العالم.
ويفوق عدد الصحفيين الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال شهرين تقريبا، عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية التي استمرت من عام 1939 إلى عام 1945، كما أنه يفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا في حرب فيتنام التي استمرت من عام 1955 إلى عام 1975، ويفوق أيضا عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحرب الكورية التي استمرت من عام 1950 إلى عام 1953.
ووفقا لمؤسسة "منتدى الحرية" التي تعنى بالدفاع عن الحرية ومقرها واشنطن، فقد قتل 69 صحفيا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية الستة، كما قتل 63 صحفيا في الحرب خلال 20 عاما من الاحتلال الأمريكي لفيتنام، وقتل 17 صحفيا في الحرب الكورية التي استمرت 3 سنوات.
وبحسب لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، فقد قتل 17 صحفيا خلال الحرب الروسية الأوكرانية منذ شباط 2022.
اقرأ المزيد.. جحر الديك.. بوابة الاجتياحات الإسرائيلية ومسرح للمقاومة
الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين وعائلاتهم
اتجه جيش الاحتلال إلى استهداف الصحفيين مع بدء عدوانه على قطاع غزة، كما تعرض الصحفيون للاعتقال والرقابة واستهداف أفراد عائلاتهم خلال الفترة نفسها.
ففي الـ 13 من تشرين الأول الماضي، استهدف جيش الاحتلال منزل المصور الصحفي في وكالة الأناضول علي جاد الله في غزة، فقد فيها جاد الله ما لا يقل عن 8 أفراد من أسرته بمن فيهم والده وإخوته.
وفي اليوم ذاته فقد مصور وكالة "رويترز" للأنباء عصام عبد الله في لبنان حياته وأصيب 6 إعلاميين جراء استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية جنوبي لبنان، فيما أكدت منظمة مراسلون بلا حدود في تحقيقاتها بتعمد الاحتلال استهداف الصحفيين رغم وضعهم إشارة "صحافة" على ملابسهم.
كما استشهد عدد من أفراد أسرة مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح جراء عدوان الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في الـ 23 من تشرين أول الماضي، فراح ضحيته زوجته وابنه وابنته وحفيده البالغ من العمر 18 شهرا.
وفي القصف الذي استهدف مدينة خانيونس في الأول من تشرين الثاني الماضي، استشهد مراسل تلفزيون فلسطين محمد أبو حطب و11 فردا من عائلته، كما فقد في الخامس من الشهر نفسه مصور الأناضول محمد العالول أبناءه الأربعة وثلاثة من إخوته.
وفي الـ 21 من تشرين الثاني الماضي أيضا استشهدت مراسلة قناة الميادين فرح عمر، والمصور ربيع المعماري جراء غارة إسرائيلية على بلدة طيرحرفا على الحدود مع دولة الاحتلال.
وأيضا استشهدت الصحفيتان آلاء طاهر الحسنات، وآيات خضورة جراء عدوان الاحتلال على غزة، كما استشهد مدير رابطة بيت الصحافة الفلسطيني بلال جاد الله، جراء قصف إسرائيلي بالدبابات في حي الزيتون خلال توجهه نحو جنوب غزة.
وبعد انتهاء "الهدنة الإنسانية" واستئناف جيش الاحتلال هجماته على قطاع غزة في الأول من كانون الأول الحالي، استشهد 3 صحفيين في يوم واحد، بينهم مصور وكالة الأناضول منتصر الصواف الذي كان قد فقد والدته وأباه والعديد من أقاربه في العدوان يوم الـ 18 من تشرين الثاني، وأصيب هو بجروح.
ولم يتوقف جيش الاحتلال عن استهداف الصحفيين، بل حتى المقار والمكاتب الصحفية لم تسلم من عدوانه، حيث دمرت طائرات الاحتلال مكاتب صحيفة الأيام، وإذاعة غزة ووكالة شهاب للأنباء، ووكالة معا الفلسطينية، ومكتب قناة "برس تي في" وقناة العالم، ومكتب الوكالة الفرنسية كليا أو جزئيا.
الصحفيون المعتقلون لدى الاحتلال
على صعيد متصل، أعلن اتحاد الصحفيين الفلسطينيين، في بيان يوم الـ 28 من تشرين الثاني، عن اعتقال 41 صحفيا منذ الـ 7 من تشرين الأول المنصرم ولم يطلق سراح سوى 12 منهم لاحقا بعد فترات اعتقال مختلفة، وبحسب الاتحاد فإن 44 صحفيا فلسطينيا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلية ومنهم من تم تحويله إلى الاعتقال الإداري.
اقرأ المزيد.. اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. من أين جاء؟