تتصاعد المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال أثناء شنه الاقتحام تلو الآخر على مدن الضفة الغربية المحتلة. الاحتلال يشن اقتحاما
غزة.. صمود أسطوري رغم فقد الأحبة
عندما يتعلق الأمر بقطاع غزة الذي يظهر صمودا منقطع النظير رغم صغره ككيان يوصف بأنه زنزانة كبيرة جمعت نحو مليونين وثلاثمئة ألف فلسطيني في مساحة لا تتجاوز 362 كلم2، إلا أن الفلسطينيين في غزة يظهرون صمودا أسطوريا في كل مرة يقاومون فيها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، فرغم العدوان والدمار والقتل وفراق الأحبة، يتشبثون بالصبر، وعيونهم صوب إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
يقول مواطن غزي في رسالة إلى نتنياهو:
"قطاع غزة كلما ضربته زاد قوة.. اضرب وإحنا بنظل صادمين"
في غزة إما الصمود أو الصمود
وأظهر غزيون كثر في ظل الأيام العصيبة التي يعيشونها بسبب وحشية العدوان الإسرائيلي عليهم، قوة وصبرا، ليتجلى لنا في تلك اللحظات جمال الرضا بقدر الله سبحانه وتعالى.
ورغم هشاشة البنية التحتية لقطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق منذ 17 عاما، والتي عانت من حملات عسكرية إسرائيلية خلفت دمارا هائلا وخسائر بشرية فادحة، إلا أن الغزيين في كل مرة يقولون كلمة واحدة "كله فدا فلسطين فدا القدس"، تسمعها من صغارهم قبل كبارهم.
في ظل هذه الحرب الضروس، يبقى صمود أهل غزة كابوسا يؤرق جيش الاحتلال الإسرائيلي. يرفع الناجون من الهجمات شارة النصر والصمود، وسط رؤية الجثث الملقاة والبنية التحتية المدمرة. في رسالة تترك إلهاما كبيرا في نفوس متلقيها.
تقول هذه المسنة من عائلة زنون من بين ركام منزلها الذي دمرته طائرات الاحتلال:
"مش راح نطلع من بيوتنا لو بهدوها علينا"
في غزة، لا ينظر إلى الجرح بمنظور المأساة الحزينة فقط، بل يعد تحديا للظروف ومظهرا للصمود. يتعامل السكان مع الحياة بإصرار، حتى يفاجؤوا بفقدان أحد أفرادهم، يرفعون شارة الصمود في مواجهة الموت.
ويبقى هذا الصمود كطفل ضرجت آلة العدو وجهه بالدماء لكنها لم تمنعه من أن يبتسم.
أو كفتى تناسى ألمه وأخذ يرفع معنويات والده بعد نجاتهما من قصف جوي إسرائيلي، فلن تجد ذلك إلا في غزة.
ولا يمنع الجرح الغائر أحدهم من الوقوف بين المكلومين، يذكرهم عبر كلمات بأجر الصبر العظيم أمام الملمات العظيمة، كهذا الشاب من داخل مستشفى القدس في غزة.
كما أنه لا يمنع طبيبة تفاجأ بجثمان زوجها شهيدا أثناء عملها في مداواة جراح المصابين، وما هو إلا دليل على صمود أسطوري يبهر كل من يرصده بعين منصفة وقلب حي.
اقرأ المزيد.. الطفولة في مرمى النيران