يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ424، في ظل تصعيد ميداني عنيف شمالي القطاع أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى، واستمرار معاناة
طوفان الأقصى تهدد الأمن الغذائي للاحتلال 75% منه من مزارع غلاف غزة
نشرت صحيفة "غلوبس" المتخصصة بالاقتصاد الإسرائيلي تقريرا يسلط الضوء على أهمية أراضي غلاف غزة بالنسبة للأمن الغذائي الزراعي للسوق الإسرائيلية. التقرير نشرته "غلوبس" في السادس عشر من تشرين أول الجاري، أي بعد 9 أيام من بدء معركة طوفان الأقصى.
خسائر هائلة في اقتصاد الاحتلال
وتفيد الصحيفة في تقريرها أنه وبعد مرور أكثر من أسبوع على بدء القتال في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، إلا أن معرفة أبعاد الكارثة ما تزال بعيدة من الناحية الاقتصادية، وأنه من الصعب تقدير الضرر. والوصف الوحيد الذي لا يوجد حوله خلاف هو أن الخسائر هائلة، ويمكن أن تهدد صناعات كاملة، ومن بين هذه الصناعات الزراعة.
المنطقة المحيطة بقطاع غزة تعرف باسم "حقل الخضروات الإسرائيلي". ووفقا للأرقام التي قدمها اتحاد المزارعين الإسرائيلي، فإن 75% من الخضروات التي يتم استهلاكها في دولة الاحتلال الإسرائيلي من مستوطنات غلاف غزة، بالإضافة إلى 20% من الفاكهة و6.5% من الحليب. وتوجد أيضا مزارع للدواجن ومزارع للماشية ومزارع للأسماك.
وتضيف الصحيفة أن منطقة غلاف غزة تكبدت خسائر كبيرة بسبب الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين أول 2023 فيما يعرف بطوفان الأقصى والتي جاءت ردا على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق المسجد الأقصى المبارك والأسرى واستمرار الحصار على قطاع غزة منذ 17 عاما.
ومنذ عشرات السنين تفرض سلطات الاحتلال قيودا مشددة على أراضي الغلاف الواقعة داخل قطاع غزة، وتمنع المزارعين الفلسطينيين من استثمار أراضيهم، عدا عن تعرض تلك الأراضي لعدوان مستمر من قبل جيش الاحتلال.
ونقلت "غلوبس" عن رئيس اتحاد المزارعين الإسرائيليين قوله:
"نعاني من اضطراب خطير في قدرتنا على العمل وحصاد المنتجات الزراعية في هذه المناطق، ونحتاج إلى عمال بعد إجلاء معظم العمال التايلنديين من منطقة الحدود. وقد وجهنا من يريد العمل إلى مزارعين آخرين في وسط البلاد".
يقول يارون سولومون، رئيس قسم الاقتصاد في اتحاد المزارعين وصاحب مزرعة للأفوكادو في مستوطنة إشكول:
"توجد منتجات في الوقت الحالي، ولكن الوصول إلى الحقول مستحيل، والجيش لن يسمح بالدخول".
لا يمكن الوصول إلى المحاصيل في مزارع غلاف غزة
يشرح سولومون أن الأفوكادو يجب أن تحصد الآن، ويقول إن هناك أيضا مشكلة في النقل:
"الكثير من سائقي الشاحنات غير مستعدين للقدوم إلى المنطقة".
وتتفاقم المشكلة في فترة حصاد المنتجات، حيث لا يوجد عمال. خصوصا المحاصيل التي يجب حصادها فقط في نهاية كانون أول القادم، لكنها تحتاج أيضا إلى الرعاية. ما يجعلها عرضة للتلف: كالجزر، والفجل، والبصل، والكوسا، والخيار. ما يعني ذلك أن الكيان سيكون أمام نقص في الفاكهة والخضروات بعد بضعة أشهر.
وبين تقرير "غلوبس" بأن وزارة الزراعة في دولة الاحتلال أكدت التزامها بدعم الصناعة، وقبل عدة أيام قررت توفير الدعم المالي لتوظيف العمال وتأمين إقامتهم وتوفير الطعام والنقل.
كما قررت حكومة الاحتلال استيراد عشرة ملايين لتر من الحليب شهريا، وهو ما يمثل 33% من سوق الحليب في الكيان، لمدة ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى 50 مليون بيضة.
ويخشى المزارعون الإسرائيليون من استمرار الحرب وزيادة الاعتماد على الأسواق الخارجية لتأمين احتياجات الكيان من الغذاء، ما قد يتسبب لهم بخسائر بينما يحقق المستوردون وتجار سلاسل التجزئة الأرباح.
أهمية منطقة غلاف غزة استراتيجيا
وأولت حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة أهمية كبيرة لمنطقة غلاف قطاع غزة بعد الانسحاب منه عام 2005، وعززتها بعشرات المستوطنات.
وعزز جيش الاحتلال سيطرته على غلاف غزة لأهداف استراتيجية على اعتبار أنه منطقة عازلة على طول الحدود البرية مع القطاع، ولضمان قطع أي فرصة لأي اتصال جغرافي بينه وبين الضفة الغربية بهدف إجهاض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية.
اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى تغرق الاقتصاد الإسرائيلي