صحفي ومحرر أخبار
قاذفة B-2: الطائرة الشبح التي غيرت قواعد الاشتباك الجوي

بعد أكثر من ثلاثة عقود على دخولها الخدمة، عادت القاذفة الأمريكية "B‑2 Spirit" أو قاذفة B-2 إلى الواجهة اليوم الأحد، بعدما استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ غارات استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، في تصعيد وصفته طهران بالعدوان الخطير.
ما هي قاذفة B-2؟
القاذفة الملقبة "بالشبح" التي ولدت في زمن الحرب الباردة، وجرى تصميمها لتفادي أنظمة الدفاع الجوي الأشد تعقيدا، تحولت إلى أداة رئيسية في الضربات بعيدة المدى التي لا تحتاج إلى إعلان سابق أو إذن من أحد.
ورغم التكتم الرسمي، فإن استخدام قاذفة B-2 في هذا النوع من المهام يعكس طبيعة العمليات العسكرية الأمريكية التي تنفذ عن بعد باستخدام التكنولوجيا الدقيقة، وفي كثير من الأحيان دون قرارات دولية واضحة، فما هي هذه القاذفة التي تخترق الأجواء بلا أثر؟
تاريخ استخدام هذه القاذفة
طورت شركة نورثروب غرومان الأمريكية هذه القاذفة كجزء من مشروع "تطوير قاذفة قنابل استراتيجية متطورة" في ثمانينيات القرن الماضي لمواجهة الدفاعات الجوية السوفييتية خلال الحرب الباردة، وتم تصنيعها بين 1989 و2000.
شهدت أول طيران تجريبي في 17 تموز 1989، ودخلت الخدمة في 1 كانون الثاني 1997 بعد عرضها رسميا في 22 تشرين الثاني 1988.
تتخذ قاذفة B-2 شكل "جناح طائر" بطول 21م وامتداد جناحي يجعل عرضها يصل لنحو 52م، ما يساعد على تقليل بصمتها الرادارية، إلى جانب تقنيات طلاء ومواد مركبة تمنحها قدرة على التسلل عبر أقوى أنظمة الدفاع الجوي، كما تتميز بأن حمولة قنابلها الداخلية تصل إلى 18 طن من القنابل التقليدية أو النووية، بما في ذلك قنابل التوجيه الدقيق JDAM والقنبلة النووية B83، كما تدعم نسخة الـMOP فائقة الاختراق (30000 رطل) والملقبة بـ "أم القنابل" لضرب المخابئ العميقة، ولكن التكلفة الهائلة لتصنيعها والتي تقارب 2.1 مليار دولار للطائرة الواحدة جعلت العدد الإجمالي منها 21 قاذفة فقط، 19 قاذفة ما زالت في الخدمة حتى الآن في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميزوري الأمريكية، وتخطط واشنطن إلى استخدام طائرتها الأحدث B 21 Raider بدلا منها.
الحروب التي شاركت فيها قاذفة B-2
-
1999 – كوسوفو: أول استخدام قتالي، حيث نفذت 49 مهمة ودمرت 33% من الأهداف خلال ثمانية أسابيع، منها القنابل الذكية JDAM.
-
2001 – أفغانستان: نفذت بعض أطول المهام المستمرة في التاريخ، استمرت حتى 44 ساعة بإعادة تزويد وقود جوية.
-
2003 – العراق: 49 طلعة، منها 27 انطلقت من ميزوري و22 من قواعد مسبقة، أطلقت 700 طن من القنابل.
-
2017 – ليبيا: ضربت مواقع لتنظيم داعش قرب مدينة سرت وانطلقت لتنفيذ هذه الضربة من قاعدة غوام غرب الفلبين وسط المحيط الهادئ.
-
2024 – اليمن: نفذت ضربة جوية ضد الحوثيين بصفتها أول عملية خلال العقد الحالي.
-
2025 – إيران: شاركت في الضربة الأمريكية على مواقع نووية، مستخدمة قنابل "MOP" لتدمير منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان، إلى جانب 30 صاروخا من غواصات أمريكية موجودة في الشرق الأوسط.
ميزات قاذفة B-2 الاستراتيجية
-
قدرة اختراق فريدة: تصميم جناح طائر مطلي بمواد رادارية وحرارية متقدمة، وتترك بصمة رادارية بحجم طائر صغير لتخدع الرادارات بعدم وجود خطر.
-
نطاق عالمي دون إعادة تزود: يصل إلى 6.900 كم دون أي عملية تزويد بالوقود، و19.000 كم مع التزويد الجوي.
-
حمولة ضخمة ومتنوعة: تفاصيلها تشمل القنابل النووية، وMOP، وقنابل JDAM الذكية.
-
حلقة دعم تكاملي: يرافقها طائرات تشويش رادارية وأنظمة دفاع لحمايتها خلال المهمات الحساسة.
اقرأ المزيد.. الضربة الأمريكية على إيران تستهدف منشآت نووية.. وطهران ترد في تل أبيب