تعتبر الانتخابات الأمريكية حدثا مهما يشد أنظار العالم بأسره، حيث تشهد الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الثلاثاء، عملية انتخاب رئيسها الـ47، وأبرز المتنافسين فيها مرشحة الحزب الديموقراطي كامالا هاريس ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

وتجرى الانتخابات الرئاسية وسط تقارب شديد بين ترامب و هاريس، وفق استطلاعات للرأي. وهذا التقارب قد يسفر عن فوز أحدهما بالاقتراع دون الفوز بالتصويت الشعبي.

ما هي قواعد انتخاب الرئيس الأمريكي؟

للتأهل لرئاسة الولايات المتحدة، يتطلب الدستور الأمريكي شروطاً واضحة؛ يجب أن يكون مرشح الانتخابات الأمريكية للرئاسة مولودًا على الأراضي الأمريكية، لا يقل عمره عن 35 عاماً، وأن يكون قد أقام في الولايات المتحدة 14 سنة على الأقل. وتُطبق الشروط ذاتها على منصب نائب الرئيس، مع إضافة ألا يكون نائب الرئيس من الولاية ذاتها التي ينتمي إليها الرئيس وفقًا للتعديل الدستوري الثاني عشر.

الرئيس ونائبه يُنتخبان كل أربع سنوات عبر المجمع الانتخابي (Electoral College) المكوّن من 538 مندوباً، حيث تُخصص مقاعد لكل ولاية بناءً على عدد سكانها وعدد ممثليها في الكونغرس. ويحتاج المرشح للرئاسة في الانتخابات الأمريكية إلى 270 صوتاً على الأقل من مجموع أصوات المجمع الانتخابي للفوز.

تشكيل المجمع الانتخابي

المجمع الانتخابي هو تقليد دستوري يعود للقرن الثامن عشر، ويهدف إلى تمثيل الشعب عبر مجموعة من المواطنين الذين تختارهم كل ولاية للإدلاء بأصواتهم نيابة عن الناخبين. ويتم اختيار أعضاء المجمع عادة من قبل الأحزاب السياسية في مؤتمرات حزبية، أو عبر اللجنة المركزية للحزب. في يوم الانتخابات، يُعيّن الناخبون ممثليهم في المجمع الانتخابي الذين بدورهم يصوّتون للرئيس.

ويعود هذا النظام الانتخابي إلى دستور 1787، الذي أرسى قواعد انتخاب الرئيس الأمريكي عبر الاقتراع العام غير المباشر في جولة واحدة. وقد اعتبر الآباء المؤسسون للولايات المتحدة هذا النظام حلاً وسطاً بين الانتخاب المباشر للرئيس من قبل الشعب، وبين انتخابه عن طريق الكونغرس، الذي رأوا فيه نظاماً قد يفتقر للديمقراطية. وعلى مر العقود، ومع كل مفاجأة انتخابية، قُدِّمت إلى الكونغرس مئات الاقتراحات لتعديل نظام المجمع الانتخابي أو إلغائه، لكن أياً منها لم يقرّ.

مراحل انتخاب الرئيس في الانتخابات الأمريكية

تتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكي عبر خمس مراحل، تبدأ بتصفيات داخل الأحزاب وتختتم بانتخابات الهيئة الانتخابية:

إدارة وتنظيم الانتخابات

تتولى كل ولاية أمريكية تنظيم الانتخابات الرئاسية بشكل مستقل، من حيث فرز الأصوات وتنظيم الاقتراع ووضع قواعد التصويت، والتي قد تكون إلكترونية أو يدوية. وتتحمل الولايات تمويل الانتخابات، مع دعم محدود من الحكومة المركزية.

وفي حال عدم حصول أي مرشح على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي، يتم حسم الرئاسة من قبل مجلس النواب، بينما يحسم مجلس الشيوخ منصب نائب الرئيس.

هذا النظام الفريد، رغم تعقيده، يُظهر نموذجا مميزًا في الديمقراطية الأمريكية حيث يكون دور الناخبين على المستوى المحلي حاسمًا، ليدل على تعددية أصوات الولايات المتحدة وتنوعها.

اجتماع كبار الناخبين: خطوات حاسمة نحو تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد

يجتمع كبار الناخبين في ولاياتهم في منتصف كانون الأول لاختيار رئيس ونائب رئيس، وذلك التاريخ حدده القانون الأميركي الذي ينص على أن "يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم إثنين بعد ثاني يوم أربعاء في كانون الأول".

في 6 كانون الثاني 2025، في ختام التعداد الرسمي للأصوات، يعلن الكونغرس رسميا اسم الرئيس أو الرئيسة، غير أن النتيجة ستعرف قبل ذلك بكثير. ويؤدي الرئيس أو الرئيسة اليمين في 20 كانون الثاني 2025.