أربيل يهود: الوجه العسكري المخفي خلف جدل تبادل الأسرى

الصورة
المجندة الإسرائيلية أربيل يهود
المجندة الإسرائيلية أربيل يهود
آخر تحديث

في خضم اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تقف قضية الأسيرة أربيل يهود كأحد أعقد الملفات التي تعيق تنفيذ صفقة تبادل الأسرى. 

المقاومة الفلسطينية، التي التزمت بتسليم أربع مجندات إسرائيليات في المرحلة الثانية من الصفقة، اتهمت الاحتلال بالمماطلة وخرق الاتفاقيات، وسط إصرارها على إبقاء أربيل يهود كورقة ضغط محورية. هذه التطورات تكشف مجددا زيف ادعاءات حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن تعاملها مع مواطنيها الأسرى، وتجعل من قضية يهود رمزا لتوترات تتجاوز مجرد التفاوض.

أربيل يهود: من الكيبوتس إلى برنامج الفضاء العسكري 

ولدت أربيل يهود عام 1995 في مستوطنة نير عوز القريبة من شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وتبلغ من العمر 29 عاما، أسس جداها الكيبوتس الذي نشأت فيه، وهو أحد المستوطنات التعاونية التي تعتمد على الحياة المشتركة والعمل الجماعي في الزراعة بين سكانها من المستوطنين الإسرائيليين. 

لاحقا، انتقل والدها للعيش في مدينة ريشون لتسيون والتي أنشأت على أراضي بلدة عيون قارة الفلسطينية بعد تهجير أهلها، بينما غادرت "يهود" الكيبوتس في رحلة إلى أمريكا الجنوبية. 

بدأت "يهود" العمل كمرشدة في مجال الفضاء والفلك بمجمع "غروبتك" التكنولوجي التابع لمجلس أشكول الإقليمي، واستمرت في هذا الدور حتى وقوعها في الأسر خلال في الـ7 من أكتوبر 2023.

ورغم أن الإعلام الإسرائيلي حاول تقديمها كمدنية تهتم بالعلم، فإن تأكيدات المقاومة الفلسطينية كشفت عن دورها العسكري كمدربة في برنامج الفضاء التابع لجيش الاحتلال، مما يضع صورتها في إطار مختلف تماما.

أسر أربيل والمماطلة الإسرائيلية في الإفراج 

وقعت أربيل يهود في أسر المقاومة الفلسطينية خلال معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، حيث أخذت من منزلها في نير عوز مع شريكها أريئيل كونو.

المقاومة أكدت أنها على قيد الحياة، بينما تلقي "إسرائيل" بمسؤولية إثبات ذلك على عاتق المقاومة بدلا من تحمل مسؤولية تسريع الصفقة. 

وسائل إعلام الاحتلال زعمت أن أربيل أسيرة لدى فصيل مختلف "سرايا القدس"، وهو ما يعكس تخبط السرد الإسرائيلي أمام الرأي العام. في الوقت نفسه، تستمر المقاومة باستخدام قضيتها كورقة تفاوضية قوية وسط مزاعم الاحتلال بجهود "تسريع الإفراج"، لتبقى أربيل رمزا لسياسة الاحتلال المتناقضة بين حماية الجنود والتخلي عنهم عند الحاجة. 

أكد الأسرى المفرج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة مع حركة حماس أن أربيل لا تزال على قيد الحياة. 

وجاء في الاتفاق المبرم بين حماس والاحتلال في 15 كانون الثاني 2025 أن يتم الإفراج عن أربيل وعدد من المجندات الإسرائيليات مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. ومع ذلك، لم تكن أربيل من بين المفرج عنهم في المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى. 

وأعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل" لن تسمح بعودة سكان غزة إلى مناطق الشمال حتى يتم التوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عنها. 

من جهته، صرح مصدر قيادي في حركة حماس للجزيرة أن المقاومة أبلغت الوسطاء بأن الأسيرة "يهود" ما زالت على قيد الحياة، وأنه سيفرج عنها يوم السبت، الأول من شباط 2025. 

سلّمت كتائب القسام ظهر أمس السبت، أربع مجندات إسرائيليات للصليب الأحمر في ميدان فلسطين بمدينة غزة. 

وكان أبو عبيدة، المتحدث باسم الكتائب، قد أعلن يوم الجمعة عبر قناته على "تيليغرام" أن الإفراج يأتي ضمن "صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى"، مشيرا إلى أن المجندات هن: 

  • كارينا أرئيف.

  • دانييل جلبوع. 

  • نعمة ليفي.

  • ليري إلباج.

يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال دخل حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي، ويُتوقع أن يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض للتحضير للمرحلتين الثانية والثالثة. 

وفي إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، أفرجت حماس عن ثلاث أسيرات إسرائيليات، إذ ينص الاتفاق على إطلاق سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين. 

اقرأ المزيد... من هي الأسيرة المحررة خالدة جرار؟

الأكثر قراءة
00:00:00