100 يوم من العدوان على غزة ونتنياهو بين فشل وضغط

الصورة
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الحرب بيني غانتس في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع في تل أبيب 11/11/2023
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الحرب بيني غانتس في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع في تل أبيب 11/11/2023
المصدر

في اليوم الـ100 لحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفعت أصوات الاحتجاج وتصاعدت مطالب جهات إسرائيلية عدة بإيلاء الأولوية لإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في القطاع، ما يظهر فشل مجلس الحرب الذي يترأسه بنيامين نتنياهو في تحقيق أهداف عدوانه، وعلى رأسها تدمير حركة حماس والإفراج عن "المحتجزين" الإسرائيليين لدى المقاومة. 

هآرتس: لم تحقق "إسرائيل" أي هدف لها بعد 100 يوم من الحرب

وفي تقريرها، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية أن هناك 136 محتجزا في القطاع حتى الآن، بالتزامن مع إعلان إضراب يدوم لمدة 100 دقيقة ظهر اليوم الأحد وتنظيم احتجاجات تطالب بإطلاق سراح "المحتجزين" الإسرائيليين. 

ورغم أن حكومة الاحتلال حددت هدفين للحرب: وهما تدمير حماس وإعادة المحتجزين، فإن التقرير يؤكد على عدم اقترابها من تحقيق أي من هذين الهدفين بعد مرور 100 يوم.

تشير الصحيفة إلى تصاعد التحديات التي واجهتها حكومة نتنياهو منذ بداية الحملة، حيث أبدى البعض شكوكا حيال إمكانية تحقيق الهدفين المتضاربين، فيما تواصل الحكومة تهديداتها بتدمير حماس. وفي هذا السياق، تشدد حكومة نتنياهو على ضرورة استمرار القتال والزعم أن "استمرار القتال أمر ضروري من أجل التوصل إلى صفقة، ولكن الوضع يشير إلى غير ذلك". 

واعتبرت "هآرتس" أن عدم استعداد حركة حماس لصفقة مقابل هدنة قصيرة يعني أنه إذا كانت تل أبيب تريد إعادة أسراها أحياء، فعليها الموافقة على وقف طويل للقتال، وبكلمات أخرى بحسب الصحيفة: 

"إن من يريد إعادة المحتجزين إلى منازلهم وهم أحياء، يجب أن يطلب من الحكومة عقد صفقة لتحريرهم بأي ثمن حتى لو كان ذلك بدفع ثمن سياسي داخلي".

في الوقت نفسه، يشير المزيد من المراقبين والمسؤولين الإسرائيليين السابقين إلى فشل الحكومة في تحقيق أهداف الحرب، ويتساءلون عن ضبابية الصورة المستمرة. من بين هؤلاء المسؤولين السابقين يبرز رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزير الأمن السابق موشيه يعالون، الذي شارك في مظاهرة في مدينة حيفا، طالب فيها الحكومة بإعادة المحتجزين الإسرائيليين بأسرع وقت والاستقالة، داعيا إلى إجراء انتخابات جديدة للكنيست. 

وألقى يعالون كلمة خلال المظاهرة، والتي تعد واحدة من سلسلة مظاهرات نظمت في عدة مناطق، بما في ذلك تل أبيب. قال فيها:

"لقد مرت 100 يوم على الحرب في قطاع غزة والحدود الشمالية، والنهاية ليست في الأفق. 100 يوم ونحو 1400 قتيل وآلاف الجرحى و136 مخطوفا لدى حماس، وأكثر من 100 ألف جرى إجلاؤهم من بيوتهم. وحتى الآن، لم تقر هذه الحكومة التافهة بعد بما هي أهداف الحرب وكيف ستنتهي".

وفي تقييمه، يرى يعالون أن "المسؤول عن هذا الفشل لا يزال يتولى رئاسة الحكومة"، وهو إشارة إلى بنيامين نتنياهو. وأضاف أن نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية، على الرغم من التحذيرات المتكررة من وزير الأمن يوآف غالانت بأن التعديلات القضائية تشكل تهديدا فوريا على أمن الدولة.

اقرأ المزيد.. محكمة العدل الدولية تعقد جلستها الأولى للنظر في دعوى جنوب إفريقيا لمحاكمة "إسرائيل"

نتنياهو يصر على استمرار العدوان

على الرغم من الانتقادات الواسعة، يصر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على مواصلة العدوان، حسبما أفادت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي في مقر هيئة الأركان العامة في تل أبيب الليلة الماضية، لمضي 100 يوم على بداية العدوان. وأكد نتنياهو: 

"نحن مستمرون في الحرب حتى النهاية، وسنحقق النصر المطلق، ونحقق جميع أهدافنا، ومنها القضاء على حركة حماس، وإعادة جميع المختطفين، وضمان أن قطاع غزة لن يشكل تهديدا لإسرائيل في المستقبل".

وزعم نتنياهو قدرته على استعادة الأمان في المناطق الجنوبية والشمالية، وأشار إلى أنه لن يوقفه أحد، سواء كانت لاهاي "في إشارة إلى محكمة العدل الدولية"، أو محور الشر، أو أي جهة أخرى. حسب قوله. 

وأعرب نتنياهو عن اعتقاده بأن "إسرائيل" وقواتها الأمنية تشارك في "أكثر الحروب ذات الأسس الأخلاقية"، مؤكدا أن ما حدث في الـ 7 من تشرين أول 2023 لن يتكرر أبدا. 

وركز على أن الحكومة ستناقش اليوم الميزانية العامة لتأمين استمرار العدوان، بتخصيص مزيد من الأموال للأمن، وزيادة المكافآت والدعم لجنود الاحتياط والعائلات، وتقديم المساعدة لإعادة المستوطنين النازحين إلى منازلهم، وإعادة تأهيل المستوطنات والكيبوتسات. وزعم نتنياهو قائلا: 

"نحن في طريقنا نحو النصر، ولن نتوقف حتى نحققه. على الرغم من الشكوك التي قد تثار، إلا أنني واثق في شعبنا، ومقاتلينا، وقادتنا، وأعلم أننا بعد أحداث 7 أكتوبر، لن نستسلم إلا لتحقيق النصر المطلق. رغم التحليلات التي تعتبر ذلك مستحيلا، نحن نؤكد أن ذلك ممكنا وضروريا، وهو ما سنعمل على تحقيقه".

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن نحو 250 شخصا احتجزوا في هجوم طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي، ولا يزال 132 منهم في غزة، ويعتقد أن 25 منهم لقوا حتفهم. 

وأطلق سراح نحو 100 منهم خلال هدنة بدأت في الـ24 تشرين الثاني واستمرت مدة أسبوع، في مقابل إفراج الاحتلال عن أسرى فلسطينيين بموجب اتفاق توسطت فيه قطر ومصر. 

وأصبحت الاحتجاجات مساء أيام السبت حدثا أسبوعيا في تل أبيب منذ بدء العدوان، لكن المجموعات التي تدعم عائلات المحتجزين خرجت بأعداد أكبر بمناسبة مرور 100 يوم منذ بدء العدوان.

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى تتم يومها الـ100 وكأنها 100 عام في غزة

شخصيات ذكرت في هذا المقال
الأكثر قراءة
00:00:00