طوفان الأقصى تتم يومها الـ100 وكأنها 100 عام في غزة

الصورة
من الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة خلال الـ100 يوم من العدوان | المصدر: رويترز
من الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة خلال الـ100 يوم من العدوان | المصدر: رويترز
المصدر

أتم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ100، وأدى القصف الإسرائيلي إلى مزيد من الشهداء والإصابات بين الفلسطينيين وسط وجنوبي القطاع، في وقت تحتدم فيه المعارك بخانيونس، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربات قاسية لقوات الاحتلال مؤكدة قتل جنود وتدمير آليات. 

وبحسب المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، أشرف القدرة، فقد وصل عدد الشهداء، منذ بداية العدوان حتى يوم أمس السبت، إلى 23.843 شهيدا، أما عدد المصابين فقد وصل إلى 60.317 مصابا. 

وقصفت مدفعية جيش الاحتلال مناطق متفرقة شرقي ووسط خانيونس، كما شنت طائراته الحربية عدة غارات على وسط القطاع فضلا عن سقوط شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على منزل لعائلة صباح في منطقة البركة بدير البلح.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلا في مخيم بربرة للاجئين الفلسطينيين وسط مدينة رفح.

وتمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال عدد كبير من الشهداء وإنقاذ العشرات من الجرحى بعد استهداف قوات الاحتلال لمنزل يعود لعائلة قاسم في حي الدرج وسط مدينة غزة الليلة الماضية. 

وكان البيت المكون من 3 طوابق يضم 3 عائلات نازحة، وقد دمر بالكامل، وقال أحد الشهود إن 80 شخصا كانوا داخله، مشيرا إلى أن غالبيتهم استشهدوا جراء القصف.

100 يوم كأنها 100 عام في غزة

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن الـ100 يوم الماضية كانت مثل 100 عام لسكان غزة نتيجة للعدوان العسكري الإسرائيلي. وأضاف لازاريني في بيان له القول: 

"إن جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن في الأيام الـ 100 الماضية يلطخ إنسانيتنا المشتركة".

وأكد لازاريني في بيان أن القصف المستمر في غزة أدى إلى نزوح جماعي للسكان وتسبب في أكبر تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 1948، مؤكدا أن هذه الحرب أثرت على أكثر من 2 مليون شخص. 

وأوضح أن الأوضاع في ملاجئ الأونروا أصبحت غير إنسانية، مع نقص حاد في الطعام والنظافة والخصوصية، وأضاف أن الأطفال يعانون من صدمات شديدة، حيث تعرض الآلاف للقتل والتشويه واليتم، مع حرمان مئات الآلاف من التعليم. وأشار إلى أن الأزمة في غزة هي كارثة من صنع الإنسان مطالبا بالسماح بتدفق البضائع التجارية لتجنب المجاعة. 

وفيما يتعلق بالقوانين الإنسانية الدولية، أكد لازاريني أنه ينبغي حماية منشآت الأونروا والمدنيين في جميع الأوقات، داعيا إلى عدم استخدام هذه المنشآت لأغراض عسكرية. وأعرب عن أسفه لعدم سريان وقف إطلاق النار وطالب بتحسين إمكانية توصيل المساعدات الإنسانية والسماح بدخول البضائع التجارية. 

وفي الختام، أكد لازاريني أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك لاستعادة قيمة الحياة البشرية وتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.

اقرأ المزيد.. متى تنتهي الحرب على القطاع؟

استهداف الحجر والبشر 

وبعد مرور 100 يوم من الحرب الدموية، كشفت الأرقام عن تكلفة هائلة من الأرواح في غزة، حيث استشهد نحو 23 ألف مدني، بينهم 10 آلاف طفل و7 آلاف امرأة، وأصيب أكثر من 50 ألف آخرين. لكن اللافت في هذا السياق هو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، في هجماتها، لا تستهدف فقط المقاومة كما تدعي، بل تستهدف كل حي في غزة، في أي مكان. 

قوات الاحتلال حاصرت مستشفى النصر للأطفال، وأجبرت الطاقم الطبي على إخلائه، تاركة أطفالا خدج عثر على جثثهم متحللة داخل المستشفى. كما استهدف جيش الاحتلال كل ما يساعد السكان على البقاء أحياء، حيث خرج 77% من مستشفيات القطاع عن الخدمة، وتضررت 104 مدارس بنسبة 70%. 

القصف الإسرائيلي ألقى أكثر من 29 ألف قنبلة على القطاع، ودمر 40% من المنازل، وتظهر صور الأقمار الصناعية اختفاء أحياء بأكملها وتدمير جدران نحو 33% من بيوت غزة وشوارعها. 

وبالإضافة إلى الحجر والبشر، حاولت دولة الاحتلال قتل الحقيقة من خلال استهداف الصحفيين، حيث استشهد أكثر من 115 منهم. وبحسب تقديرات يحتاج القطاع إلى 7-10 سنوات لإزالة الركام الذي خلفه العدوان في هذه الحرب، مما يعرف بـ "قتل المباني".

اقرأ المزيد.. مريم تروي قصة نزوح عائلتها 3 مرات وتقول "يا أسفاه على العروبة"

القسام: فقدان الاتصال بـ 4 أسرى للاحتلال في غزة من 2014

أعلنت كتائب القسام أمس السبت، فقدان الاتصال بخلية مسؤولة عن 4 من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة منذ عام 2014. إذ نشرت الكتائب مقطع فيديو بثلاث لغات تحت عنوان "الوقت ينفد". 

وأشارت الكتائب إلى أنها فقدت الاتصال بالخلية التي تحتجز الجنود الأربعة المأسورين في غزة، وهم "آلون هدار، وشاؤول آرون، ومغنيستو، وعمر". 

ووجهت المقاومة حديثها للإسرائيليين، واتهمت فيه حكومة نتنياهو بالإهمال، قائلة: "للأسف، قطع الاتصال بالخلية". وأضافت: "الاتصال يعود بأيدينا، ونطالب بإعادة أبنائكم الذين أسروا في 7 أكتوبر الماضي". 

وحذرت الكتائب مشيرة إلى عدم اهتمام حكومة نتنياهو بعودة الأسرى، قائلة: "لا تنسوا، الوقت يمضي ويتلاشى".

مقتل ضابط وجندي جنوب قطاع غزة 

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، عن مقتل ضابط احتياط وجندي من سلاح الهندسة خلال معارك مع المقاومة جنوب قطاع غزة، وذلك في يومه الـ100 من العدوان على القطاع. وقال الجيش في بيان: 

"قتل المساعد احتياط إندوعالم كابيدة، البالغ من العمر 21 عاما، من بلدة كريات غات (جنوب) وذلك أثناء المعارك الدائرة جنوبي قطاع غزة الليلة الماضية". 

كما أشار البيان إلى أن الجندي كان تابعا للواء "ساعر مغولان". 

وكان الاحتلال قد أعلن في وقت سابق عن مقتل جندي وإصابة ضابطين وجندي آخر بجروح خطيرة في المواجهات مع المقاومة في غزة. 

وبذلك ترتفع حصيلة قتلى جيش الاحتلال إلى 523 ضابطا وجنديا في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي. وتشير المقاومة الفلسطينية إلى أن عدد القتلى الإسرائيليين أعلى من الأرقام الرسمية المعلنة. 

هذا وقد بثت كتائب القسام مشاهد من التحام مجاهديها مع جنود وآليات العدو في محاور مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

تطورات الجبهة اللبنانية

تستمر الاشتباكات على الجبهة اللبنانية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي مع فشل المبادرات الدولية حتى الآن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين، ووسط تحذيرات من تحول هذه الاشتباكات إلى مواجهة شاملة. 

وشهد فجر اليوم الأحد عملية تسلل على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث تمكنت مجموعة من العناصر من تجاوز الحدود نحو الأرض المحتلة، وقال جيش الاحتلال إنه تصدى للمجموعة وقتل 4 منها. 

وكانت تقارير لبنانية محلية قد ذكرت أن مناطق في جنوب لبنان، القريبة من موقع تنفيذ العملية، شهدت قصفا إسرائيليا مكثفا لمرتفعات كفرشوبا وجبل السدانة ووادي شبعا، وتحدثت عن إلقاء الاحتلال قنابل مضيئة في أجواء موقع "رويسات العلم".

كذلك تعرضت بلدات في الجنوب اللبناني، أمس السبت، لجولات من القصف الإسرائيلي سواء البري أو الجوي، فيما استمر الطيران الإسرائيلي الاستطلاعي بالتحليق فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، وصولا إلى مشارف نهر الليطاني، واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أحد المنازل في بلدة يارين الحدودية بصاروخي جو– أرض، ما أدى إلى تدميره بالكامل ووقوع إصابات. 

من جهته، أعلن "الإعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله" في حسابه على منصة "تليغرام" تنفيذ ثماني عمليات ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس السبت، من بينها استهداف دبابة "ميركافا" إسرائيلية في موقع المطلة وموقع "رويسات العلم" في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

اقرأ المزيد.. اعتقال شقيقتي صالح العاروري في اليوم 100 من طوفان الأقصى

00:00:00