أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
متى تنتهي الحرب على قطاع غزة؟
أمد الحرب يطول في ظل مساع لتحقيق أهداف سياسية خاصة
لليوم الرابع والتسعين على التوالي تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في طحن أهل غزة وتنفيذ عشرات المجازر والجرائم برا وجوا وبحرا، ولعلنا في صباح كل يوم نتساءل ويتساءل الغزي متى تنتهي الحرب؟
ما بين القادة السياسيين والعسكريين تتناقض الروايات بشأن انتهاء الحرب على غزة، فما بين المستوى السياسي الذي يريد الانقضاض على بنيامين نتنياهو بأسرع وقت ممكن ويضغط تجاه إنهاء الحرب، وبين نتنياهو الذي يطيل الحرب آملا أن يحقق نصرا يخلصه من محاكمة شعبية وقانونية وعسكرية قادمة، وبين مستوى عسكري يريد أن يسجل نصرا ولو كان وهميا في القضاء على حماس، تمر الأيام على أهالي قطاع غزة مجرعة بالألم والفقد والحزن.
تصريحات متضاربة
وتتضارب التصريحات ما بين وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أدلى بتصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" أمس قال فيها إن جيشه لن يخرج من غزة إلا بعد تدمير حماس وتحرير الرهائن، فيما يصرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم أنه سيطلب من نتنياهو الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب والتي تتضمن إنهاء التوغل البري في القطاع.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت إن الجيش يستعد فعليا للانتقال إلى "المرحلة الثالثة" خلال الأسابيع المقبلة في ظل تصريحات لغالانت قائلا إن القتال في غزة سيستمر لوقت أطول.
وفي نهاية العام الماضي وتزامنا مع انسحاب شبه كلي للجيش الإسرائيلي من شمال قطاع غزة، روجت صحف عبرية إلى أن المرحلة الثالثة في العدوان على غزة تشمل إنهاء المناورات البرية وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية واللجوء فقط للغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين غزة والأراضي المحتلة الإسرائيلية.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت بشكل صريح أن الجدول الزمني لإنهاء المرحلة الثالثة سيكون مرنا، وذلك لمراعاة الاعتبارات السياسية لنتنياهو الذي يعد في ورطة سياسية وعسكرية.
ماذا بعد الحرب على غزة
ولعل أكثر ما يعطل تحديد موعد إنهاء العدوان على غزة، هو السؤال الذي لا إجابة واضحة حوله حتى الآن، وهو ما مصير القطاع بعد أول يوم من انتهاء هذا العدوان وهذه الحرب الشعواء؟
فتارة تروج مصادر عبرية لسيناريو التهجير وتارة إلى سيناريو الحكم الذاتي للفلسطينيين وتارة إلى العودة إلى امتلاك زمام الأمور في غزة والعودة إلى ما قبل عام 2005.
وفي انتقاد واضح وصريح وجه مسؤولون إسرائيليون سابقون انتقادات لحكومة الحرب على غزة قائلين إنهم يتحملون مسؤولية توريط الجيش في قطاع غزة لتحقيق أهداف سياسية خاصة، وقال عيران عتسيون -نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق- إن إسرائيل متورطة استراتيجيا في غزة دون وجود مخرج ما يطول من أمد الحرب.
وقال قيادي في منظمة "من أجل هوية يهودية" إن قادة الحرب يمتنعون عن وضع أهداف سياسية استراتيجية لأسباب شخصية.
اقرأ المزيد.. "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية
نتنياهو يحاول تحقيق نصر موهوم
وتأتي هذه التداعيات في وقت أظهر فيه أكبر معهد للدراسات الإسرائيلية بيانات عن أن 64% من المجتمع الإسرائيلي غير راضيين عن أداء نتنياهو في العدوان على غزة، ما يعيد فكرة انتهاء الحرب إلى دائرة غير منتهية لنصر موهوم يحاول نتنياهو تحقيقه للهروب من مساءلة شعبية واسعة.
ويتظاهر آلاف الإسرائيليين أسبوعيا للمطالبة باستقالة الحكومة الحالية وإجراء انتخابات مبكرة.
أمريكا تنسحب تدريجيا من دعمها لتل أبيب
أما عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم والراعي السياسي والاقتصادي والعسكري لهذه الحرب، فقد سحبت مؤخرا حاملة الطائرات "فورد" من البحر الأبيض المتوسط إلى مينائها في فرجينيا، والتي كانت قد وصلت مع اندلاع العدوان على غزة. في رسالة قرأها محللون أنها تدعو إسرائيل إلى ضرورة عدم التوسع في دائرة الصراع وإيقاف حربها بشكل غير مباشر.
المقاومة تقول كلمتها الثابتة
إذا متى تتوقف الحرب، تقول المقاومة كلمتها الثابتة كل يوم:
"حتى يخرج آخر جندي محتل من غزة".
وتتصدى المقاومة ببسالة وتحقق خسائر فادحة يوميا في صفوف الجيش الإسرائيلي ما يصعب من تحقيق أهدافه الواهية مقابل هدف المقاومة الواضح.. "فإنه لجهاد نصر أو استشهاد"
اقرأ المزيد.. فلسطين 2023.. عام الشهداء والصمود وطوفان الأقصى