فلسطين 2023.. عام الشهداء والصمود وطوفان الأقصى

الصورة
2023 عام الشهداء والصمود
2023 عام الشهداء والصمود
المصدر
آخر تحديث

تودع الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 2023 والتي ارتكب فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع المجازر الوحشية بحق الفلسطينيين؛ حيث دمر كل مقومات الحياة في قطاع غزة في عدوان وصف بالأكثر دموية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فضلا عن استمرار جرائم الإعدامات الميدانية في عموم مناطق الضفة الغربية المحتلة، والاقتحامات والمداهمات لمدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك والتضييق على المصلين للحيلولة دون الوصول إليه، واستمرار مشاريع الاستيطان والتهويد. 

وكانت معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في الـ7 من تشرين الأول الماضي وما تلاها من عدوان إسرائيلي الحدث الأبرز خلال العام 2023، يضاف إليهما ما شهدته مناطق شمال الضفة، وخاصة مخيمي جنين وطولكرم والبلدة القديمة في نابلس، من اقتحامات إسرائيلية خلفت مئات الشهداء.

أبرز أحداث 2023 في الأراضي الفلسطينية المحتلة

فيما يأتي عرض لأبرز الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام 2023:

الإفراج عن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس

في الـ5 من كانون الثاني، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس من قرية عارة في أراضي الـ48 بعد 40 عاما من الاعتقال، وأعرب يونس عن فرحته برؤيته للشمس أول مرة بعد عقود، لكنه أكد أن فرحته منقوصة لوجود آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

اقرأ المزيد.. الأسير كريم يونس يعانق الحرية بعد 40 عاما من الاعتقال

استشهاد الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال

في الـ2 من أيار، أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية استشهاد الأسير خضر عدنان عن عمر ناهز 44 عاما، وأكد مكتب إعلام الأسرى، التابع لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان، استشهاد الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان، وأشار إلى أن عدنان استشهد بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يوما؛ وذلك رفضا لاعتقاله التعسفي، بدوره قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: 

"إن مصلحة السجون اغتالت عدنان عن سبق إصرار".

وقد عمت حالة غضب الشارع الفلسطيني مع دعوات للإضراب في الضفة الغربية وقطاع غزة.

اغتيال 6 من أبرز قادة سرايا القدس

في الـ9 من أيار، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، استمر 5 أيام خلف 34 شهيدا، في حين أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن قصف عمق دولة الاحتلال الإسرائيلي برشقات صاروخية. 

واغتال جيش الاحتلال في اليوم الأول من العدوان 3 من أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي وهم: 

  • جهاد شاكر الغنام.

  • خليل صلاح البهتيني.

  • طارق محمد عز الدين.

واصل الاحتلال هجماته وغاراته الجوية فاغتال المزيد من قادة السرايا، حيث اغتال في الـ11 من أيار مسؤول الوحدة الصاروخية في السرايا "علي غالي"، ثم اغتال بعد ساعات نائبه "أحمد أبو دقة" بعد غارة جوية عنيفة استهدفت الشقة التي كان فيها في مدينة خانيونس. 

وردت السرايا على عمليات الاغتيال عبر قصف مستوطنات الكيان، كما أطلقت صواريخ بعيدة المدى من طراز "براق 85" تجاه تل أبيب فقتلت مستوطنة إسرائيلية وجرحت نحو 10 آخرين. 

وفي الـ12 من أيار اغتال الاحتلال مجددا "إياد الحسني" مسؤول وحدة العمليات في الحركة، وكان هذا الاغتيال هو السادس لقادة سرايا القدس في خمسة أيام من العدوان.

تم التوافق على وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، وذلك اعتبارا من الساعة 10 من مساء الـ13 من أيار، وتضمن الاتفاق وقف إطلاق الصواريخ من جانب السرايا ووقف استهداف المدنيين وهدم المنازل من جانب تل أبيب. 

المستوطنون يرتكبون الجرائم في بلدة حوارة

تعرضت بلدة حوارة جنوبي نابلس في الضفة الغربية المحتلة لاعتداءات المستوطنين عليها بشكل متكرر، ففي الـ26 من شباط شهدت البلدة هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون وأسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وتكررت هذه الهجمات لاحقا.

كما شهدت البلدة عمليات فلسطينية عديدة لإطلاق نار أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود والمستوطنين. 

واقتحم جيش الاحتلال في الـ6 من تشرين الأول البلدة عقب مواجهات بين مستوطنين وفلسطينيين من البلدة، ما أسفر عن استشهاد الشاب لبيب محمد لبيب ضميدي ذي الـ 19 عاما برصاصة أطلقها مستوطن وأصابته في قلبه، وجاء ذلك بعد ساعات من استشهاد فلسطيني آخر في البلدة برصاص جيش الاحتلال، بحجة إطلاقه النار على سيارة إسرائيلية عالقة في ازدحام مروري وسط حوارة.

مدينة جنين ومخيمها في عين الاستهداف الإسرائيلي

ظلت مدينة جنين ومخيمها بؤرة ساخنة طوال العام 2023 بسبب تكرار الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية لأكثر من 1500 اقتحام للمدينة ومخيمها وقراها، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 150 فلسطينيا من جنين ومخيمها حتى تاريخ الـ28 من كانون الأول الجاري، وخلال هذا العام برزت الاستهدافات بالطائرات المسيرة وقصف المنازل في هذه المنطقة، وكانت أبرز تلك الاغتيالات ما حدث في الـ3 من تموز خلال "معركة بأس جنين"، حين اقتحمت قوات الاحتلال المدينة ومخيمها، فاستشهد 13 فلسطينيا.

الترتيب الزمني لأحداث جنين ومخيمها

  • كانون الثاني: استشهد 20 فلسطينيا، وشهدت جنين العديد من الاعتداءات والاقتحامات.

  • شباط: استمرت الاشتباكات مع استشهاد 3فلسطينيين واعتقال 58 آخرين. 

  • آذار: ارتفع عدد الشهداء إلى 14، مع تسجيل 54 جريحا و41 معتقلا. 

  • نيسان: استشهد 6 فلسطينيين، وجرح 18، واعتقل 23. 

  • أيار: ارتفع عدد الشهداء إلى 6، وسُجلت 142 عملية مقاومة. 

  • حزيران: استشهد 11 فلسطينيا، وسُجلت 68 عملية إطلاق نار.

  • تموز: ارتفع عدد الشهداء إلى 12، مع تسجيل 143 إصابة و180 اعتقالا، وشهدت المنطقة اجتياحا واسعا من قبل الاحتلال.

  • آب: ارتفع عدد الشهداء في جنين إلى 6، بينهم كامل أبو بكر الذي نفذ عملية في تل أبيب. كما جرح 10 أشخاص واعتقل 68 آخرون، وسجلت المنطقة 129 عملا مقاوما و163 اقتحاما.

  • أيلول: استشهد 5 أشخاص برصاص الاحتلال، وجرح 35 آخرون، واعتُقل 20 فلسطينيا. وسجلت المنطقة 162 عملا مقاوما و121 اقتحاما، بما في ذلك إسقاط طائرتي استطلاع.

  • تشرين الأول: ارتفع عدد الشهداء إلى 20، حيث شهدت المنطقة تصاعدا في العدوان والمقاومة. جرح 91 شخصا واعتقل 78 آخرون، وشهدت 125 اشتباكا و154 اقتحاما، بالإضافة إلى محاولات إطلاق صواريخ بدائية.

  • تشرين الثاني: استشهد 40 شابا في جنين، في شهر يعد الأكثر دموية خلال السنة. وجرح 140 شخصا واعتقل 180 آخرون، وسجلت 111 عملية إطلاق نار و203 اقتحامات. كما شهدت قصفا جويا وتدميرا واسعا للبنية التحتية، مع تسجيل 111 عملية مقاومة مسلحة.

  • كانون الأول: وخلال هذا الشهر شهدت مدينة جنين ومخيمها اقتحامات متكررة من قبل جيش الاحتلال اندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة مع فلسطينيين تصدوا لها وأسفرت عن أكثر من 10 شهداء حتى الـ28 من الشهر ذاته.

اقرأ المزيد.. الضفة الغربية والقدس.. معركة موازية عنوانها التضييق والاعتقالات

تصعيد ميداني في نابلس وطولكرم

شهدت مدينتا نابلس وطولكرم تصعيدا ميدانيا خلال العام 2023 بسبب تكرار الاقتحامات الإسرائيلية لملاحقة عناصر كتيبة عرين الأسود الفلسطينية المقاومة، التي اتخذت من البلدة القديمة معقلا لها، وملاحقة عناصر "كتيبة طولكرم" المتمركزة في مخيم نور شمس. 

وأدت الاقتحامات حتى تاريخ الـ27 من كانون الأول الجاري إلى استشهاد نحو 92 فلسطينيا في نابلس، بحسب مركز الإحصاءات الفلسطيني الحكومي. 

وسجلت طولكرم 70 شهيدا بينهم عدد كبير تم استهدافه بطائرات مسيرة. فيما أدت الهجمات الإسرائيلية اليومية من جيش الاحتلال والمستوطنين على مناطق رام الله والبيرة وطوباس وبيت لحم وأريحا والأغوار والخليل وقلقيلية والقدس وضواحيها وسلفيت إلى استشهاد 194 فلسطينيا.

الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال 

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" فقد بلغ إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر تشرين الثاني، أكثر من 7800 أسير، من بينهم أكثر من 2870 معتقلا إداريا، و260 صنفوا "كمقاتلين غير شرعيين"، من معتقلي غزة، وهذا الرقم المتوفر فقط كمعطى واضح من إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 بلغت حصيلة حملات الاعتقال أكثر من 4655 أعلاها في محافظة الخليل والتي وصلت إلى أكثر من 1000. فيما بلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء نحو 160، وتشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من الأراضي المحتلة عام 1948، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال أكثر من 260. 

بينما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين بعد السابع من تشرين الأول 46 صحفيا، تبقى منهم رهن الاعتقال 32، وجرى تحويل 20 منهم إلى الاعتقال الإداري، وبلغت أوامر الاعتقال الإداري بعد السابع من تشرين الأول أكثر من 2.345 أمرا ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد.

6 شهداء بين الأسرى في سجون الاحتلال بعد الـ7 من تشرين الأول

كما ارتقى في سجون الاحتلال بعد الـ7 من تشرين الأول 6 أسرى وهم:

  1. عمر دراغمة من طوباس.

  2. عرفات حمدان من رام الله.

  3. ماجد زقول من غزة.

  4. شهيد رابع لم تعرف هويته من غزة.

  5. عبد الرحمن مرعي من سلفيت.

  6. ثائر أبو عصب من قلقيلية.

 علمًا بأن إعلام الاحتلال كشف عن معطيات تشير إلى استشهاد معتقلين آخرين من غزة في معسكر "سديه تيمان" في بئر السبع، والاحتلال يرفض حتى اليوم الكشف عن أي معطى بشأن مصير معتقلي غزة، كما يشار إلى أن المعطيات المتعلقة بحالات الاعتقال، تشمل من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، ومن تم الإفراج عنهم لاحقا.

هذه المعطيات لا تشمل أي معطى عن أعداد حالات الاعتقال من غزة؛ لأن الاحتلال يرفض حتى اليوم الإفصاح عنها.

اقرأ المزيد.. على وقع طوفان الأقصى الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون كارثة

هدم منازل ومنشآت خلال العام 2023

وبحسب الإحصائية التي ذكرها مرصد "شرين" الإعلامي فإن عدد المنشآت التي تم هدمها خلال العام 2023 في مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة بلغ 53.526 منشأة. ما أسفر عن تشريد ما يزيد على 1.903.000 شخص، من ضمنهم قرابة 779.300 طفل و356.000 من النساء.

أرقام قياسية للاستيطان خلال العام 2023

وبحسب معطيات حركة "السلام الآن" الإسرائيلية الرافضة للاستيطان، فإنه منذ مطلع العام 2023 دفعت حكومة بنيامين نتنياهو مخططات لإقامة 12 ألفا و885 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، فضلا عن مناقصات لبناء ألف و289 وحدة استيطانية، ما يرفع إجمالي عدد الوحدات إلى 14 ألفا و44 وحدة. 

من جهتها، قالت منظمة "عير عميم" اليسارية المختصة بشؤون القدس، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تبحث مخططات لإقامة 7 آلاف و82 وحدة استيطانية في القدس الشرقية. 

وفي الـ26 من شباط الماضي، كانت حكومة الاحتلال قد التزمت بتجميد الاستيطان خلال اجتماع فلسطيني/ إسرائيلي، عقد في مدينة العقبة، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر، لكن تل أبيب لم تلتزم بتعهداتها.

اقرأ المزيد.. التخطيط الحضري كآلية للسيطرة على المدن الفلسطينية

2023 عام قاس على المسجد الأقصى المبارك 

أيام قليلة ويسدل الستار على 2023، وهو عام شهد تصاعد التوترات في المسجد الأقصى المبارك. ارتفعت حدة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد، حيث قامت قوات الاحتلال بحصاره وتشديد إجراءات الدخول، خاصة في الربع الأخير من العام. واقتحم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير المسجد، معلنا عن نيته استفزاز المشاعر الدينية. 

وسجلت الانتهاكات اقتحام أكثر من 51 ألف متطرف في ساحات المسجد خلال العام. كما ارتفعت حدة الاعتداءات خلال معركة "طوفان الأقصى" وقامت جماعات الهيكل المتطرفة بتصعيد جرائمها مهددة بذبح قربان الفصح داخل المسجد.

وفي هذا السياق، حدث اقتحام لمصلى باب الرحمة، حيث استهدفت شرطة ومخابرات الاحتلال الإسرائيلي المصلين بشكل وحشي، واعتقلت مئات المعتكفين. وتصاعدت حملات التحريض والتصعيد، مع محاولات تقسيم المسجد الأقصى وفرض واقع جديد عليه.

بعد شن العدوان على غزة، زادت نبرة التطرف في التصريحات، مع دعوات لاقتحام المسجد وإغلاق أبوابه أمام المسلمين. وسُجلت حملات ترويج لصورة الهيكل على ملابس جنود الاحتلال، محاولين ربط قضية المسجد بالعمليات العسكرية في غزة.

ومع ارتفاع حدة الانتهاكات، استمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإقفال أبواب المسجد وتضييق الخناق، مما أثر على حرية المصلين وموظفي الأوقاف. حيث وصل عدد المبعدين عن المسجد خلال عام 2023 إلى 577 شخصا، وسط استمرار سياسة الإبعاد والتضييق على الفلسطينيين.

اقرأ المزيد.. هل أصبح التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى أمرا واقعا؟

معركة طوفان الأقصى

يأتي العدوان على غزة 2023 في سياق مغاير للحروب التي اعتادت دولة الاحتلال شنها على القطاع، حيث فرضت المقاومة الفلسطينية ساعة الصفر هذه المرة من خلال معركة طوفان الأقصى

فجر السبت الـ7 من تشرين الأول شنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة معركة طوفان الأقصى، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا، وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في منطقة غلاف غزة.

وأطلقت حركة "حماس" الهجوم بشكل مباغت على الكيان المحتل، تحت اسم طوفان الأقصى، حيث شمل الهجوم إطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات وتل أبيب، فضلا عن عمليات تسلل غير مسبوقة داخل الأراضي المحتلة، وقد دعا قائد كتائب القسام محمد الضيف الأمة العربية والإسلامية إلى إمداد طوفان الأقصى وتجاوز الحدود والأنظمة.

اقرأ المزيد.. تسلسل زمني لعملية طوفان الأقصى

وأدت العملية إلى مقتل قرابة 1200 جندي ومستوطن إسرائيلي، وإصابة نحو 5431 وأسر قرابة 239، وتمت مبادلة العشرات منهم بالمئات من الأسرى الفلسطينيين، في حين أدى العدوان الإسرائيلي على غزة منذ الـ7 من تشرين الأول وحتى الـ28 من كانون الأول إلى استشهاد أكثر من 21 ألف فلسطيني بحسب بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني، 70% منهم نساء وأطفال، كما أدى إلى إصابة أكثر من 56 ألفا معظمهم أطفال ونساء أيضا. 

وشن جيش العدو هجوما وحشيا على قطاع غزة ارتكب خلاله أبشع المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، كان أبرزها مجزرة مستشفى المعمداني في السابع عشر من تشرين الأول الماضي ما تسبب بسقوط مئات الشهداء من النازحين الذي كانوا يحتمون داخل المستشفى جلهم من الأطفال والنساء، وتلقت دولة الاحتلال دعما وغطاء غير مسبوق في عدوانها على غزة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وعم الغضب العواصم العربية والإسلامية وانطلقت عشرات التظاهرات احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة ومجزرة مستشفى المعمداني، وشهدت العاصمة عمان وعموم المحافظات الأردنية بالإضافة إلى بغداد والقاهرة والرباط ونواكشوط وتعز وبيروت وغيرها مسيرات غاضبة. كما حاول متظاهرون في عمان اقتحام مقر سفارة دولة الاحتلال في الرابية. 

 بدأ جيش الاحتلال عدوانه باستعادة السيطرة على المستوطنات التي سبق لمقاتلي القسام السيطرة عليها، كما قام بتنفيذ غارات جوية على قطاع غزة، وأدى الهجوم الواسع منذ بدايته إلى سقوط مئات الشهداء وبقي العدد يتصاعد حتى تاريخ الـ29 من كانون الأول الجاري، وأفادت الأمم المتحدة أن حوالي مليون فلسطيني نزحوا داخليا وتزايدت المخاوف من حدوث أزمة إنسانية بعد أن قطعت سلطات الاحتلال إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء والوقود عن غزة، التي كانت بالفعل محاصرة منذ 17 عاما وأرسل جيش الاحتلال رسائل تحث مليونا ومئة ألف شخص من سكان غزة على إخلاء شمالي القطاع، وهو ما اعتبر تهجيرا قسريا من شأنه أن يرقى إلى جريمة حرب، فيما دعت الأمم المتحدة والعديد من الدول إلى وقف فوري لإطلاق النار.

ونددت 44 دولة على الأقل بالهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة، بما في ذلك بيان مشترك صدر عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا، وهي دول تصنف حركة حماس على أنها حركة "إرهابية". في المقابل، دعت دول الشرق الأوسط وعلى رأسها الأردن إلى وقف التصعيد ونددت بالاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية باعتباره السبب الجذري لهذا الصراع. 

ومنذ الـ8 من تشرين الأول الماضي، كان هناك تبادل مستمر لإطلاق النار بين قوات حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أطلق مقاتلو حزب الله صواريخ على دولة الاحتلال من لبنان، كما نشرت الولايات المتحدة مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأعلنت المملكة المتحدة أنها سترسل سفنا حربية وطائرات، وبدأت ألمانيا بتقديم المساعدات العسكرية لجيش الاحتلال. 

وتبنت العواصم الغربية بشكل فج الرواية الإسرائيلية، ورددت أكاذيب تل أبيب التي اتهمت خلالها حركة حماس بقطع رأس أربعين طفلا وحرق جثثهم واغتصاب النساء واستخدام مستشفى الشفاء كمقر لعناصر القسام وكلها أكاذيب لم تتمكن من تقديم أي أدلة عليها.

اقرأ المزيد.. واشنطن تتراجع عن رواية قطع رؤوس أطفال.. تعرف على من يقف خلفها

قام نتنياهو بتشكيل حكومة وحدة طوارئ، مع تعليق الإصلاح القضائي وجميع التشريعات والسياسات الأخرى غير الطارئة إلى أجل غير مسمى. وتتألف حكومة حرب الاحتلال الإسرائيلي التي شكلت في الـ11 من تشرين الأول من 5 مشرعين معارضين من بينهم بيني غانتس، وزير الحرب السابق ورئيس الأركان العامة السابق. 

وفي الـ14 من تشرين الثاني 2023 اقتحم جيش الاحتلال مستشفى الشفاء في غزة وسيطر على بعض مبانيه، وقصف محيطه وأجزاء منه. 

كما استهدف الاحتلال في الشهر نفسه مستشفى القدس ومستشفى النصر للأطفال ومستشفى العيون في غزة، وقصف مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال والمستشفى الإندونيسي، وبسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2023 خرج 21 مستشفى و47 مركزا صحيا عن الخدمة.

اقرأ المزيد.. مستشفيات القطاع.. قصة صمود خلال الحرب وقبلها

في الـ27 من تشرين أول الماضي قطع جيش الاحتلال كامل خدمات الاتصالات وشبكات الإنترنت عن قطاع غزة، وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال عن بدء غزو بري من ثلاثة محاور للقطاع، واحتدمت الاشتباكات المسلحة من نقطة صفر بين المقاومة وقوات الاحتلال التي تقدمت بدباباتها في الأطراف الشرقية للقطاع. 

كما قطع جيش الاحتلال الاتصالات وخدمات الإنترنت عن قطاع غزة خلال العدوان 6 مرات بهدف التغطية على جرائمه البشعة التي يرتكبها بحق المدنيين في القطاع. 

وبحسب وكالات أنباء، فإنه يقتل 3 ضباط وجنود إسرائيليون ويجرح 16 آخرون في معدل يومي منذ بدء الحرب البرية على قطاع غزة يوم الـ27 من تشرين الأول الماضي، وتشير معطيات جيش الاحتلال إلى أنه منذ بداية الحرب البرية قتل 174 ضابطا وجنديا. 

وأخذا بالحسبان أنه سادت خلال تلك الفترة هدنة إنسانية بدأت في الـ24 من تشرين الثاني واستمرت 7 أيام، فإن هذا يعني أن أكثر من 3 جنود وضباط قتلوا بالمعدل يوميا منذ بداية الحرب البرية، كما يشير جيش الاحتلال إلى أن 874 ضابطا وجنديا إسرائيليا أصيبوا خلال فترة الحرب البرية. 

وذكر الجيش أن 198 من بين الجنود الجرحى إصاباتهم خطيرة و327 متوسطة و349 إصاباتهم طفيفة. 

وتقول وسائل إعلام عبرية إن عدد الجرحى هو أعلى مما ينشره الجيش الإسرائيلي رسميا، ويشير الاحتلال إلى أن 468 ضابطا وجنديا قتلوا منذ بداية العدوان في الـ7 من تشرين الأول الماضي، ولا يشمل هذا العدد 60 شرطيا و10 عناصر من جهاز الأمن العام "الشاباك" والذين تم إعلان مقتلهم منذ بداية الحرب. 

ويفيد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن 2066 ضابطا وجنديا أصيبوا منذ بداية الحرب، وأن 329 من هؤلاء الجرحى إصاباتهم خطيرة و576 متوسطة و1161 طفيفة. 

وقالت كتائب القسام إن مجاهديها ومنذ بدء العدوان البري دمروا أكثر من 825 آلية عسكرية بين ناقلة جند ودبابة وجرافة وشاحنة ومركبة.

وأضافت الكتائب أن مجاهديها في النقاط والعقد الدفاعية كافة ما زالوا يكبدون العدو خسائر كبيرة في مناطق توغله، ويحصدون أرواح جنوده بالعشرات، ويحققون الالتحام مع الآليات والقوات على الأرض. 

وشهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استهدافا واضحا ومتعمدا للصحفيين العاملين في القطاع وعائلاتهم، وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في الـ28 من كانون أول الجاري، استشهاد 105 صحفي منذ بداية العدوان.

ويوم الـ24 من تشرين الثاني الماضي، بدأت هدنة إنسانية بين حماس والاحتلال تستمر 4 أيام، ثم تم تمديدها ليومين إضافيين، ثم مددت يوما آخر، وتضمنت تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى كافة مناطق قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.

ماذا ينتظر الفلسطينيون في عام 2024؟

وفي ضوء أحداث 2023 الساخنة، يشير محللون ومراقبون للمشهد الفلسطيني بأن معظم ملفات 2023 هي عناوين فرعية لعنوان كبير هو عدوان الاحتلال المستمر على الفلسطينيين، متوقعين أن يشهد العام 2024 ارتفاعا في وتيرة التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية، خصوصا أن معركة "طوفان الأقصى" تعد الحدث الأبرز الذي أحدث هزة يمكنها أن تخلخل بنية دعائم وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأن أغلب الملفات ما زالت ملتهبة وقابلة للاشتعال، من ملف الأسرى إلى الاستيطان وجنين ونابلس، فلا مجال للتهدئة، والأمور تتجه للتصعيد.

اقرأ المزيد.. أبرز أحداث العالم.. لطف الله يتجلى والنصر قريب

00:00:00