اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، منفذا عدوانا عسكريا بريا وجويا واسعا وُصف بأنه الأكبر منذ الانتفاضة الثانية، ورافقه قصف جوي أوقع 7 شهداء فلسطينيين، فيما تصدت المقاومة الفلسطينية ببسالة لجيش الاحتلال واستهدفت آلياته بعبوات ناسفة مؤكدة تحقيق إصابات.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بإصابة 27 فلسطينيا بينهم 7 إصابات خطرة، وتم نقلها إلى مستشفى ابن سينا.

وأظهرت مقاطع فيديو مشاركة قوات كبيرة مدعومة بدبابات وجرافات ومروحيات وطائرات مسيّرة في العملية، فيما أظهرت صور أخرى استهداف المقاومة الفلسطينية آليات الاحتلال الإسرائيلي بعبوات ناسفة محلية الصنع.

 

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه شن 15 غارة جوية خلال عدوانه على مدينة جنين، كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية جنين تجري بقيادة القوات الخاصة وبعدد قوات لا مثيل لها منذ الانتفاضة الثانية (2000-2005). وقالت الهيئة إن هناك عملية مكثفة "للجيش الإسرائيلي" في مدينة جنين وإن الصور التي ترد من هناك لم تُشاهد منذ 20 عاما.

العدوان على مدينة جنين هو الأكبر منذ عام 2002

بدورها قالت وسائل إعلام عبرية إن العملية العسكرية في جنين تنفذها قوات من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وهي الكبرى منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، مشيرة إلى أن الهدف منها هو استعادة الردع في شمال الضفة الغربية خاصة في جنين.

وأضافت أن نحو 1000 جندي يشاركون في العملية بينهم المستعربون وسلاح الجو والمدفعية. كما أوضحت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت وقيادة الجيش وافقوا على العملية قبل 10 أيام، مشيرة إلى أنه يتوقع أن تستمر يومين إلا أن تبعاتها قد تمتد لجبهات أخرى.

كما أفادت وسائل إعلام عبرية بأنه تم نشر بطاريات القبة الحديدية تحسبا لأي قصف صاروخي ردا على عملية جنين.

سلوك الاحتلال في جنين هو ما سيحدد طبيعة الرد 

من جهتا، قالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية إن استمرارَ العدوان على جنين وسلوك الأحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة، محملة حكومة الاحتلال الإسرائيلي تداعيات عدوانه المتواصل على جنين.

وأعلن بيان للغرفة المشتركة أنها في حالة "انعقاد دائم" لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، كما جاء في البيان أن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على الأهالي في جنين أو الاستفراد بهم، على حد وصفهم. وبحسب البيان فإن “استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة”.

وحث البيان على “تفعيل المواجهة مع الاحتلال ومساندة جنين وتلقين العدو الإسرائيلي دروسا قاسية ردا على عدوانه”، داعيا المقاومين في كل الساحات للاستعداد للرد على العدوان حال قرر الاحتلال مواصلة جريمته والتمادي في عدوانه.

 

إسقاط مسيّرتين وعبوات ناسفة في جنين

في الأثناء أعلنت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس عن إسقاط طائرتين مسيرتين للاحتلال خلال تصديها للعدوان المستمر على مدينة جنين منذ ساعات فجر الإثنين.

 

كما أظهرت فيديوهات لحظة استهداف إحدى آليات الاحتلال العسكرية بعبوة ناسفة محلية الصنع ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

فصائل المقاومة الفلسطينية ترد على العدوان الإسرائيلي

أكدت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت آليات الاحتلال في محيط مخيم جنين وحققت إصابات، كما أعلنت عن معركة "بأس جنين" للرد على عملية الاقتحام، وقالت في بيان إن مقاتليها في أفضل حالاتهم وإن ما شاهده العدو هو شيء يسير مما ينتظره.

وبالتزامن، قالت مجموعات قباطية التابعة أيضا لسرايا القدس إن مقاتليها استهدفوا آليات الاحتلال على دوار الشهداء بجنين.

من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى بجنين أن مقاتليها استهدفوا بالرصاص والعبوات المتفجرة قوة إسرائيلية خاصة على أطراف مخيم جنين.

كما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أن مقاتليها يستهدفون جنود الاحتلال في مدينة جنين بالرصاص.

 

ما يحدث في جنين جريمة حرب

اعتبرت الرئاسة الفلسطينية العملية العسكرية لجيش الاحتلال أنها تمثل "جريمة حرب جديدة"، حيث أكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن "الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني"، على حد قوله.

وقال أبو ردينة إن الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء وسيبقى صامدا فوق أرضه في مواجهة هذا العدوان الغاشم، حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية، وأضاف أن كل هذه الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال ومستوطنوها الإرهابيون "لن تحقق الأمن والاستقرار لهم".

وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته الذي وصفه بـ "المخجل"، والتحرك الجدي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق الشعب الفلسطيني، ومحاسبتها على جرائمها.

وقد أظهرت مقاطع فيديو إصابة 3 شبان برصاص قناصة الاحتلال في حارة الدمج بجنين، حيث أصيب الشاب الأول، فحاول الشاب الثاني إسعافه ليتم استهدافه، ثم جاء الثالث لإسعافهما لتصيبه قناصة الاحتلال وترديه إلى جانبهم.