ستون يوما منذ بدء العدوان الهمجي والشرس الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة حيث يستمر في هذا اليوم بقصف المساجد والمدارس
أبرز ردود الفعل العربية والدولية تجاه جرائم الاحتلال في جنين
بعيداً عن أي رد فعل عملي، تفاوتت ردود الفعل العربية والدولية حول الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها خلال الأيام الماضية، ففي حين التزمت بعض الدول العربية الصمت ولم تبد أي موقف رسمي، اعتبرت دول غربية أن ما حدث هو "حق لإسرائيل في الدفاع عن أمنها".
جنين تحت النار، والعالم الغربي يبرر للمحتل
واكتفت الأمم المتحدة بالتعبير عن "قلقها البالغ إزاء تطورات الأحداث في جنين"، وشدد أمينها العام أنطونيو غوتيريش في بيان صدر الإثنين، على أن تجري إسرائيل "العمليات العسكرية" مع احترام القانون الإنساني. فيما وصف منسق عملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند ما يجري من جرائم في جنين ومخيمها على أنه "تصعيد خطير".
من جانبه، عبر الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" إزاء تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد سقوط ضحايا من المدنيين في "العملية الإسرائيلية". ووصف ممثل الشؤون الخارجية والسياسية في الاتحاد، جوزيب بوريل ما يجري على أنه "أوسع عملية مسنودة جواً لإسرائيل في السنوات الأخيرة". داعياً السلطة الفلسطينية إلى مواصلة التنسيق الأمني مع إسرائيل. وفقأ لبيان صدر عنه الثلاثاء.
واعتبرت كل من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا ما يجري من مذابح في مخيم جنين من قبل الجيش الإسرائيلي بأنه "حق لإسرائيل في الدفاع عن أمنها"، فيما أدانت الأخيرة "بأشد العبارات" العملية التي قام بها فلسطيني في تل أبيب، مشيرة إلى أن "إسرائيل، مثل أي دولة، لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب"، وفقاً لما نشرته إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله) الثلاثاء. كما أدانت كل من تركيا وباكستان الاعتداء على جنين ومخيمها، من خلال وزارتي خارجيتهما.
مجلس جامعة الدول العربية يدعو لفتح تحقيق في جرائم الحرب
وعلى الجانب العربي، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين، و دعا مجلس الجامعة إلى تحرك عربي بهدف تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية بأشكالها على الفلسطينيين وتوفير الحماية الدولية لهم. كما طالب المحكمة الجنائية الدولية الوفاء بالتزاماتها بموجب ميثاق روما، بفتح تحقيق جنائي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. كما أدان مجلس التعاون الخليجي الاعتداء، واعتبره انتهاكاً صارخاً للمواثيق والقوانين الدولية، ومعرقلاً لجهود عملية السلام لحل القضية الفلسطينية.
وأدانت كل من الأردن وموريتانيا والسعودية والكويت وتونس وسلطنة عُمان ولبنان وقطر والإمارات والجزائر ومصر والبحرين الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة جنين، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الاعتداءات من قبل دولة الاحتلال، وحماية الشعب الفلسطيني. فيما لم يصدر عن بعض الدول العربية أي رد فعل رسمي تجاه الاقتحام.
خبراء أمميون: ما قامت به القوات الإسرائيلية في جنين يرتقي لجريمة حرب
وبالرغم من موقف الأمم المتحدة المنحاز للجانب الإسرائيلي، أكد خبيران تابعان للمنظمة الأممية، أن "عمليات القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، التي تقتل وتصيب السكان الخاضعين للاحتلال بجروح خطيرة، وتدمر منازلهم وبنيتهم التحتية وتشرد الآلاف بشكل تعسفي، ترقى إلى انتهاكات صارخة للقانون والمعايير الدولية بشأن استخدام القوة، وقد تشكل جريمة حرب".
وفي بيان للخبيرين، وهما، فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وبولا غافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخلياً، استنكرتا ما يسمى بعمليات "مكافحة الإرهاب" التي تقوم بها القوات الإسرائيلية" لافتتين إلى أن الهجمات لم تجد أي مبرر بموجب القانون الدولي، لأنها تشكل عقاباً جماعياً للسكان الفلسطينيين الذين وصفتهم السلطات الإسرائيلية بأنهم "تهديد أمني جماعي" بالرغم من أنهم محميون بموجب القانون الدولي، ومكفولون لجميع حقوق الإنسان بما في ذلك افتراض البراءة.
ومساء الثلاثاء، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جنين بعد عدوان استمر ليومين، مخلفا وراءه 12 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط تصريحات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "العملية العسكرية في جنين لن تقتصر على جولة واحدة".