في اليوم الـ11 من الحرب المفتوحة بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي انخرطت فيها الولايات المتحدة بضربات مباشرة طالت منشآت نووية
هل تغلق إيران مضيق هرمز؟ 5 أسئلة لفهم التداعيات المحتملة على أمن الطاقة العالمي

عاد مضيق هرمز إلى صدارة المشهد الإقليمي، مع تصاعد التوتر في الخليج عقب الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت البنية الصاروخية الإيرانية، وما تبعها من هجوم أمريكي مباشر على منشآت نووية في نطنز وفوردو وأصفهان.
وأثارت هذه التطورات مخاوف من أن تلجأ طهران إلى خيار استراتيجي بالغ الحساسية يتمثل في إغلاق المضيق، الذي يعد أحد أهم الممرات الملاحية للطاقة في العالم.
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي كان قد لوح بـ"أضرار لا يمكن إصلاحها" في حال تدخلت الولايات المتحدة عسكريا لدعم "إسرائيل"، وهو ما حدث لاحقا بالفعل. هذا التصريح أعاد إلى الأذهان السيناريو الأخطر: تعطيل الملاحة في المضيق الذي يعد شريانا حيويا للطاقة العالمية.
أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس الأحد، بأن القرار النهائي بشأن إغلاق مضيق هرمز يقع ضمن صلاحيات أعلى هيئة أمنية في البلاد، في إشارة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، وذلك بعد أن صوت البرلمان لصالح هذا الإجراء ردا على الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية داخل إيران.
ويعد إغلاق المضيق خطوة تصعيدية قد تقيد حركة التجارة العالمية، وتؤثر مباشرة على أسعار النفط في الأسواق الدولية. وكانت طهران قد هددت مرارا بإغلاق المضيق في أوقات سابقة، لكنها لم تقدم على تنفيذ ذلك التهديد حتى الآن.
أهمية مضيق هرمز في 5 أسئلة:
أين يقع مضيق هرمز
يقع مضيق هرمز بين الخليج العربي وبحر العرب، وتفصل إيران شماله عن جنوبه المتمثل في دولة الإمارات وسلطنة عمان. يبلغ طوله نحو 161 كيلومترا، ويضيق في بعض أجزائه إلى 32 كيلومترا فقط، مع عرض ممرات ملاحية لا يتجاوز 3 كيلومترات في كل اتجاه.
ضيق الممر، وعمقه الضحل، وقربه من اليابسة الإيرانية، يجعل السفن عرضة لهجمات محتملة بالألغام أو بالصواريخ أو عبر الزوارق الهجومية والمروحيات.
ما أهمية مضيق هرمز لتجارة النفط والغاز؟
يمر عبر المضيق نحو 16.5 مليون برميل نفط يوميا من دول مثل السعودية، العراق، الكويت، الإمارات، إيران، وهو ما يمثل نحو ربع تجارة النفط العالمية، وفق بيانات عام 2024. كما يشكل المضيق مسارا حيويا لأكثر من خمس إمدادات الغاز العالمية، معظمها من قطر.
هل تستطيع إيران فعليا إغلاق مضيق هرمز؟
من الناحية القانونية، لا تمتلك إيران الحق في إيقاف حركة المرور فيه، لكن يمكنها استخدام القوة العسكرية أو التهديد بها، أي محاولة كهذه ستقابل على الأرجح برد فوري من الأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية الغربية المنتشرة في المنطقة، مما قد يؤدي إلى اشتباكات مباشرة ويجعل الملاحة محفوفة بالمخاطر.
المفارقة أن أي تحرك من هذا النوع قد يلحق ضررا مباشرا بإيران نفسها، لأنها تعتمد أيضا على المضيق لتصدير نفطها.
هل سبق أن أعاقت إيران حركة الملاحة في المضيق؟
نعم، هناك سوابق عديدة:
-
في نيسان 2024، احتجز الحرس الثوري الإيراني سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل قرب المضيق، قبيل شن هجوم بطائرات مسيرة.
-
في نيسان 2023، احتجزت طهران ناقلة نفط أمريكية بحجة اصطدامها بسفينة أخرى.
-
في أيار 2022، احتجزت ناقلتين يونانيتين لمدة ستة أشهر قبل الإفراج عنهما.
لكن حتى الآن، لم تقدم إيران على إغلاق المضيق بالكامل.
ما الدول الأكثر اعتمادا على المضيق؟
وتعتمد دول الخليج المصدّرة للنفط، مثل السعودية، وإيران، والإمارات، والكويت، والعراق –وجميعها أعضاء في منظمة أوبك– على المضيق في تصدير معظم إنتاجها النفطي، خاصة باتجاه الأسواق الآسيوية.
وفي مواجهة التهديدات المتكررة بإغلاق المضيق، تسعى كل من الإمارات والسعودية إلى إيجاد بدائل عبر تطوير خطوط أنابيب تقلل من اعتمادها على هذا الممر البحري الضيق. ووفق تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية في حزيران من العام الماضي، فإن هناك طاقة غير مستغلة تصل إلى 2.6 مليون برميل يوميا في خطوط أنابيب البلدين يمكن استخدامها كبديل في حال إغلاق المضيق.
أما قطر، والتي تعد من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، فتعتمد كليا على مضيق هرمز لنقل إنتاجها من الغاز إلى الأسواق الدولية.
-
السعودية: تصدر معظم نفطها عبر المضيق، لكنها تملك بديلا عبر خط أنابيب إلى البحر الأحمر.
-
الإمارات: تمتلك خط أنابيب يصل إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان، يتيح لها تصدير نحو 1.5 مليون برميل يوميا دون المرور بهرمز.
-
العراق: يعتمد بالكامل على المضيق بعد توقف خط تصدير النفط إلى المتوسط.
-
الكويت وقطر والبحرين: لا تمتلك بدائل واقعية عن المضيق.
-
إيران: تصدر نفطها من خلاله، مما يجعل خيار الإغلاق سيفا ذا حدين.
إغلاق مضيق هرمز -حتى مؤقتا أو جزئيا– سيمثل زلزالا جيوسياسيا في سوق الطاقة العالمية، وسيتسبب بارتفاع حاد بأسعار النفط والغاز، فضلا عن تأثيرات اقتصادية قد تمتد إلى كل القارات. ومع احتدام الصراع، يبقى المضيق واحدا من أخطر نقاط الاشتعال المحتملة في العالم، وتهديد استقراره يعني تهديدا مباشرا للاقتصاد العالمي بأسره.
وتتولى قوات الأسطول الأمريكي الخامس، المتمركزة في البحرين، مسؤولية تأمين الملاحة التجارية في مياه الخليج ومضيق هرمز، في ظل تنامي التوترات الإقليمية واحتمالات التصعيد العسكري.
اقرأ المزيد.. ماذا تعرف عن المواقع النووية في إيران التي استهدفتها الضربات الأمريكية؟