يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ433، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي يخلف يوميا عشرات الشهداء والجرحى، فيما تتزايد
هل تنجح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة هذه المرة؟
تحليل سياسي لتغيرات قد تساهم في إنجاح الاتفاق
يرجح المحللون عبر مختلف وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية أن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بات قريبا، وذلك وفق عدد من الدلالات واعتمادا على تغير بعض العوامل.
ففي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تصريح رسمي من فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة يؤكد أنباء وقف إطلاق النار أو ينفيها، يسود ترقب شعبي كبير لتأكيد هذه الأخبار التي يُمنّي بها الفلسطينيون أنفسهم منذ نجاح توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وحكومة الاحتلال الإسرائيلي باتفاق شبيه لهم يوقف معاناتهم المتواصلة منذ نحو 14 شهرا.
تكتيم إعلامي على احتمالية وقف إطلاق النار في غزة
يرى المحلل السياسي اللواء رياض حلس في حديث خاص له عبر حسنى أن تل أبيب الرسمية لم تؤكد ولم تنف -حتى الآن- التقدم في المفاوضات ولم تقرر توجيه الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، وقد يكون سبب هذا الانغلاق الإعلامي على الأنباء هو عدم إثارة بن غفير وسموتريش ضد نتنياهو المحاط بائتلاف متطرف -حسب رأيه-.
فيما يعتقد المحلل رامي خريس أن ما حصل من حديث عن وقف إطلاق النار بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي ما هو إلا تناقل بعض الأخبار عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية فقط، معتقدا إن الأمور لم تنضج بعد، رغم أن وفدا من حماس سلم المخابرات المصرية ورقة تمثل رؤيتها للصفقة.
عوامل النضوج
ووفقا ما قاله خريس لـ حسنى اليوم الأربعاء فإن عدة عوامل تلعب دورا في نجاح المفاوضات الحالية أبرزها ما يأتي:
-
فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية الذي يوصف بأنه أكثر حزما في التعامل مع حكومة الاحتلال.
-
ما حصل في سوريا مؤخرا وسيطرة قوى المعارضة هناك على مقاليد الحكم وانتهاء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
-
إتمام صفقة وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وحكومة الاحتلال الإسرائيلي والحديث عن استنساخ التجربة على غزة.
-
حدوث متغيرات لدى حكومة الاحتلال بعد 14 شهرا من القتل والتدمير والتهجير القسري واغتيال القادة في غزة ولبنان، وهذا بحسب خريس الذي يرى أنها لربما حققت أهدافها المعلنة من القضاء على المقاومة في غزة -على حد زعمها-.
مراحل الاتفاق المتوقعة
ويعتقد حلس أن اتفاق الصفقة يشمل ثلاث مراحل:
-
المرحلة الأولى والتي سيطلق عليها المرحلة الإنسانية، بحيث تمتد على مساحة زمنية من 45 يوما إلى 60 يوما يطلق خلالها سراح المرضى والحالات الإنسانية.
-
المرحلة الثانية والتي يعتقد أنها حساسة جدا، حيث يجري خلالها التفاوض على إطلاق سراح أسرى جنود إسرائيليين.
-
المرحلة الثالثة وهي التي سينتزع خلالها تعهد إسرائيلي بانتهاء الحرب وليس كما يعتقد نتنياهو أن يبقى لديه زمام الأمور للعودة إلى الحرب.
وأضاف حلس، أن مسألة انسحاب جيش الاحتلال من أجزاء من غزة ستبدأ -حسب تقديره- في المرحلة الأولى، وتشمل الانسحاب من شارع صلاح الدين "محور نتساريم" لتمكين عودة النازحين إلى شمال غزة كما تشمل الانسحاب من المناطق المحيطة بمعبر رفح لضمان تفعيل المعبر بعيدا عن الاحتلال مع إبقاء أجهزة مراقبة إسرائيلية مؤقتة على الحدود على الأقل في المرحلة الأولى.
مرونة غير مسبوقة من الطرفين
وعن وجود تنازل من فصائل المقاومة الفلسطينية أو حكومة الاحتلال ما سيؤدي إلى إبرام الاتفاق، قال خريس إن الأمر لا يتعلق بتنازلات من كلا الطرفين، وإنما هي مرونة غير مسبوقة أبداها الجانبان لم تكن في العروض السابقة، إضافة إلى المتغيرات على الساحة الإقليمية والدولية والتي -برأيه- ستساهم في تقدم ونضوج هذه المفاوضات بين الجانبين هذه المرة.
ولا يستبعد حلس أن يرفع الاتفاق النهائي بين فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى مجلس الأمن لأجل اعتماده بقرار دولي.