شهدت سنة 2023، استمرارا لمظاهر التغير المناخي إلا أن الأمور اتخذت منحى أكثر سخونة وتسارعا، حيث سُجلت أرقام قياسية جديدة تخطت توقعات العديدين
تقرير أممي يرسم صورة قاتمة للجهود المتعلقة بـ "تغير المناخ"
أصدرت الأمم المتحدة تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2021 ورسمت صورة قاتمة للجهود الحالية المتعلقة بـ "تغير المناخ"، ويحذر التقرير من أن العالم بحاجة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف في السنوات الثماني المقبلة، لتجنب التغيرات الكارثية في مناخ الأرض.
تغير المناخ عالمياً
في عام 2015، تم إنشاء اتفاقية باريس للمناخ والتي تم اعتمادها من قبل 196 دولة تهدف إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين.
ومع ذلك، قال تقرير فجوة الانبعاثات الصادر يوم الثلاثاء إنه على الرغم من التعهدات التي قدمتها الدول في جميع أنحاء العالم بالإلتزام باتفاقية باريس للمناخ، يحتاج العالم إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف في السنوات الثماني المقبلة للحفاظ على الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، "هذه التعهدات لا تزال غامضة، وقد تأخرت في كثير من الحالات ولم يتم دمجها في المساهمات المحددة وطنيًا".
جميع التعهدات الحالية ستخفض 7.5 في المائة من الانبعاثات المتوقعة لعام 2030، مما سيحد فقط من ظاهرة الاحتباس الحراري بنحو 2.7 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، هناك حاجة إلى تخفيض بنسبة 30% للحفاظ على الاحترار العالمي عند درجتين مئويتين وانخفاض بنسبة 55 في المائة من أجل الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
أبرز ما تضمنه تقرير الانبعاثات للعام 2021:
- التعهدات بشأن تغير المناخ العالمي ليست صارمة بما فيه الكفاية.
- العالم بحاجة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف في السنوات الثماني المقبلة.
- قد يؤدي تأخير إجراءات تغير المناخ إلى تغيرات كارثية في مناخ الأرض.
"أمامنا ثماني سنوات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف تقريبًا: ثماني سنوات لوضع الخطط ووضع السياسات وتنفيذها وتنفيذ التخفيضات في النهاية، قالت أندرسن: "الساعة تدق بصوت عالٍ".
يشير التقرير أيضًا إلى أن أعضاء مجموعة العشرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، ليس لديهم حاليًا سياسات معمول بها لتحقيق المساهمات المحددة وطنيًا، ناهيك عن أهداف صافي انبعاثات الكربون الصفرية.
ومع ذلك، يحسب التقرير أن نصف أعضاء مجموعة العشرين من المرجح أن يحققوا أهداف مساهماتهم المحددة وطنيا، في حين أن دولتين، الهند وتركيا، لم تقدما مساهمات وطنية جديدة أو محدثة لتقليل الانبعاثات، كما دعا التقرير أستراليا والبرازيل وكندا والمكسيك وجمهورية كوريا والولايات المتحدة إلى تنفيذ سياسات مناخية أقوى لتحقيق المساهمات المحددة وطنيا السابقة بموجب اتفاقية باريس.
لقد ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة، أدى ذلك إلى حدوث موجات حرارة مميتة وجفاف وحرائق غابات وغير ذلك الكثير ما تسببت في نزوح آلاف الأشخاص وتسببت في خسائر اقتصادية فادحة.
القصة كاملة هنا: الأرض في أزمة احترار عالمي وتغير في المناخ
يأتي تقرير فجوة الانبعاثات قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة 26 لتغير المناخ الذي سيعقد في جلاسكو، المملكة المتحدة، في 31 تشرين أول/ أكتوبر الجاري، ومن المتوقع أن يتحدث قادة العالم عن أفضل السبل للتعامل مع تغير المناخ.
كم جرس إنذار نحتاج؟!
وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتريش: إن التقرير يوضح أن العالم لا يزال متوجها إلى كارثة مناخية.
وتابع غوتريش قوله: ريثما يستعد قادة العالم لمؤتمر كوب26، يعتبر هذا التقرير جرس إنذار مدويا، وأتساءل "كم جرس إنذار نحتاج"؟!
جائحة كورونا خفضت الانبعاثات خلال 2020
وأشارت الأمم المتحدة أن جائحة كورونا ساعدت في تخفيض الانبعاثات العالمية بشكل "غير مسبوق" بلغ 5,4 بالمئة خلال عام 2020.
موضحة انه غير كاف لحصر هامش الاحترار العالمي بـ 1,5 درجة مئوية.
كما أكدت ضرورة خفض انبعاثات الدول من ثاني أكسيد الكربون وما يعادله من الغازات الدفيئة الأخرى بمقدار 28 مليار طن إضافية بحلول عام 2030، حيث من المتوقع أن تصل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحدها إلى 33 مليار طن خلال العام الجاري.