نخب أردنية ترتاب في مصطلح "الهوية الجامعة"

الصورة

سياسيون وأكاديميون ووجهاء عشائر يشككون في الهدف من إطلاق المصطلح

المصدر
آخر تحديث

لا زالت نخب سياسية وعشائرية تنظر بعين الريبة إلى مصطلح "الهوية الجامعة" الذي ورد في توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، رغم إصرار الناطق الإعلامي للجنة مهند مبيضين على أن معنى المصطلح لا يعدو على أن يكون تأكيدا على المساواة والعدالة لجميع الأردنيين أمام القانون.

مصطلح الهوية الجامعة يثير الريبة والشك

العين السابق طلال الماضي

وفي استطلاع لـ حسنى قال العين السابق وشيخ عشائر العيسى الشيخ طلال الماضي أن مصطلح "الهوية الجامعة" يضع الأردني في حيرة من أمره، في ظل وجود هوية وطنية واحدة غير مختلف عليها وهي الهوية الأردنية لكل من يحمل الرقم الوطني.

ويرى الماضي أن المصطلح قد يسبب سوء فهم لوجود أردنيين من أصل أردني وآخرين من أصل فلسطيني، مشددا في الوقت ذاته أن القضية الفلسطينية هي القضية الجامعة التي يعيش لأجلها الأردني سواء من أصول فلسطينية أو أردنية.

وتخوّف الماضي من تمرير جنسيات أخرى إلى الأردن عبر مصطلح الهوية الجامعة لافتا إلى أن ذلك يثير الريبة والشك في قلوب الأردنيين.

وتمنى أن يتم التركيز على الهوية الوطنية الأردنية والتي لا خلاف عليها.

ألا ينص دستورنا على المساواة؟!

النائب صالح العرموطي | Husna Images

 

من جهته رفض النائب صالح العرموطي مصطلح الهوية الجامعة واعتبره مصطلحا غريبا ومريبا في ظل وجود هوية واضحة للمجتمع الأردني.

واعتبر العرموطي أن حجة استخدام المصطلح لتحقيق المساوة أمام القانون غير مقبولة في ظل تحقيق المساواة بموجب الدستور، حيث أن الدستور الأردني ينص بأن الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم بالحقوق والواجبات، وأن المجيء بمصطلحات جديدة لتطبيق ذلك يشي بالاتهام بأن الدستور غير مطبق.

ولسنا مضطرين للسير خلف دساتير أخرى ومصطلحات جديدة فنحن دولة ذات سيادة بحسب العرموطي.

وأضاف العرموطي لـ حسنى قائلا أن المصطلح يقدِّم المكون الأردني وكأنه متعدد الهويات، بينما جميع الأردنيين من كافة المنابت انصهروا في الهوية الإسلامية والعروبية في الدولة الأردنية، واستهجن المجيء بهذا المصطلح، والأردن يمر بمئويته الثانية وكأنه دولة حديثة التأسيس.

حسن المومني: المصطلح يثير الجدلية

أستاذة العلاقات الدولية حسن المومني

 

وأيّدهم في ذلك أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات د. حسن المومني الذي بيّن أن مصطلح الهوية الجامعة يُثير الجدلية ويُحدث إشكالية في تحديده وتعريفه، خاصة في سياق بيئة خشنة تحيط بالأردن وصراعات أفرزت تحديات منها ما هو ديمغرافية خلقت ما يسمى بفوبيا الهوية ومسألة التوطين.

واعتبر المومني استخدام اللجنة لهذا المصطلح أقرب لطريقة "النسخ واللصق"، في إشارة لاستعارته من خارج المنظومة الوطنية الأردنية، وبيّن لـ حسنى أنه كان من الأولى في ظل هذا التعقيد تناول المصطلح بأكثر حذر وبكلمات تنتج مفهوما واضحا للهوية الوطنية. 

وكان الناطق الإعلامي باسم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية مهند مبيضين قد استهجن فهم البعض لمصطلح الهوية الجامعة على أنه مرتبط بتذويب بعض الجنسيات العربية بشكل يؤثر على الحياة السياسية الأردنية، مؤكدا أنه بعيدٌ كل البعد عن ذلك.

مساوة أمام القانون

 

وعرف مبيضين الهـوية الجامعة، بأنها المساواة أمام القانون والعدالة للجميع، مشددا في تصريحات لـ حسنى أمس أن للأردن امتدادا تاريخيا وأصوليا عربيا وإسلاميا يشكل هويته لا يمكن الانسلاخ عنه.

ويأتي توضيح مبيضين بعد انتشار واسع لوسم #الهوية_الجامعة_مرفوضة الذي تصدر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الناشطون أن المصطلح يمس الهوية الوطنية الأردنية الفردية والاجتماعية، وأنه نية لدمج اللاجئين وإلغاء حق العودة خدمة لأجندة خارجية تطالب بذلك، بينما أرجع مبيضين هذا الرفض إلى حالة عامة من الاستفزاز تسود المجتمع من أي ملف يتم تداوله.

00:00:00