محرر ومذيع أخبار
ما الذي يحصل في درعا مهد الثورة
دخلت قوات النظام السوري والقوات الروسية إلى درعا ليلة أمس بعد قصف للمدينة استمر لساعات، في ظل مفاوضات انطلقت منذ أيام بين أعضاء لجنة التفاوض في درعا والنظام السوري وبوساطة روسية لتسليم المدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ سنوات.
مفاوضات لتسليم المدينة
وتنص المفاوضات التي تولتها اللجنة الأمنية التابعة للنظام، بحضور ممثل اللجنة المركزية لدرعا البلد إلى:
أولا: وقف إطلاق النار.
ثانيا: السماح لمن أراد من المعارضين البقاء في درعا البقاء بشرط تسليم كافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ثالثا: العفو عن كل من سلم السلاح وفتح الباب أمامهم للالتحاق بالجيش السوري النظام.
رابعا: إجلاء المعارضين المطلوبين للنظام نحو الشمال السوري الرافضين للتسوية والمقدر عددهم ب 180 شخصا.
خامسا: إجلاء شخصيات بعينها عبر ممر "سرايا" الإنساني نحو الشمال السوري.
سادسا: انسحاب القوات الإيرانية والفرقة الرابعة السورية المحاصرة للمدينة منذ سنوات وتسليم المدينة للنظام السوري وإقامة الشرطة الروسية حواجز عسكرية داخلها.
رفض شخصيات معارضة ترك المدينة عطَّل الاتفاق وصعَّد الوضع عسكريا
ونقلت صحيفة الوطن السورية التابعة للنظام السوري انه تم بدء إجلاء المعارضين الرافضين للتسوية بشكل فعلي منذ أول أمس، إلا أن رفض شخصيات معارضة أخرى للتسوية والإجلاء عطَّل الاتفاق وأعاد درعا للمربع الأول، وقامت القوات النظامية والروسية على إثر ذلك باقتحام المدينة ليلة أمس وقصف عدد كبير من قراها.
نزوح ما يزيد عن 38 ألف شخص جراء التصعيد العسكري
وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فإن التصعيد العسكري الأخير أدى إلى نزوح نحو 38 ألف شخص خلال أقل من شهر نحو المناطق المجاورة لدرعا، ما يزيد عن 15 ألف منهم من النساء، فيما يتوزع بقية النازحين بين كبار السن والرجال، ولفت المكتب أن أعداد النزوح كبيرة خاصة أن التصعيد استهدف بقذائف الهاون أحياء المطار والكاشف الواقعة في درعا المحطة لأول مرة منذ عام 2018.
وحذرت الأمم المتحدة من الوضع الإنساني في المدينة ووصفته بالكارثي في ظل صعوبة وصول السلع والخدمات الأساسية وخاصة الطعام والكهرباء للمدينة التي عادت قوات النظام والمليشيات الإيرانية والروسية بمحاصرتها.
إصابات عند حاجز سرايا الإنساني
وبين المتحدث باسم تجمع أحرار حوران لوسائل إعلامية اليوم، أن قوات النظام استهدفت أحياء درعا البلد المحاصرة بقذائف الهاون بعد تعثر الاتفاق، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح نحو خمسة آخرين بسبب إطلاق النار من قبل القوات النظامية والإيرانية المتواجدة عند حاجز سرايا المفترض تخصيصه للإجلاء الإنساني من المدينة، لافتا إلى احتشاد العشرات من الأهالي هناك حتى اليوم آملين بمغادرة المدينة قبل دخول القوات النظامية إليها.
نص اتفاق الهدنة عام 2018
وينص اتفاق الهدنة الذي أبرم ما بين القوات السورية النظامية وقوى المعارضة في درعا وبوساطة روسية عام 2018 على وقف إطلاق النار لحين تحديد موعد تسلم فيه المعارضة أسلحتها خاصة في مناطق درعا البلد وتسوية أوضاع المسلحين فيها، حيث استمرت هذه الهدنة لنحو ثلاث سنوات، يقول المعارضون إن النظام كان حريصا عليها لإنجاح فترة انتخابات الرئاسة وفوز بشار الأسد فيها مجددا.
هل يدعم الأردن المفاوضات
وتأتي التطورات التي تشهدها مدينة درعا في ظل لقاء على مستوى القادة جمع بين الملك عبد الله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو مؤخرا، أكد فيه الملك الأردني على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية بما يضمن وحدة أراضيها وسيادتها وعودة آمنة للاجئين إليها.
ويدفع الأردن تجاه حل يفرض الهدوء في المدينة بما يمكن الجانب الأردني من فتح معبر جابر وعودة النشاط التجاري مع سوريا، حيث كان الأردن أعلن فتح معبر جابر الحدودي بشكل كامل مطلع الشهر بعد اتصالات رسمية بين وزراء داخلية البلدين وزيارات متبادلة للغرف التجارية والصناعية للبلدين، إلا أن اندلاع التصعيد العسكري في المدينة أدى إلى العودة لإغلاق الحدود ووقف أي حراك تجاري أو فردي مرتقب قبل يوم واحد من التفعيل الفعلي لفتح الحدود.
درعا مهد الثورة
ودشن ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم "أنقذوا درعا مهد الثورة" مستذكرين شرارة اندلاع الثورة السورية عام 2011 من درعا البلد، حينما قام النظام السوري باعتقال أطفالها الذين كتبوا على جدران المدينة "الشعب يريد إسقاط النظام"، ما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات في المدينة والمطالبة بالإفراج عن الأطفال المعتقلين، الذين تسلمهم ذويهم جثثا هامدة.