ذكرى تدعو للمشاركة في الموسم الثاني لزراعة "قمح البركة"

"رمينا الحب وتوكلنا على الرب.. يا رب تطعما وتطعم منا..يا مطعم الطير في ظلام الليل..يا مطعم الهاجم والناجم واللي عجنبو نايم"

المصدر

دعت مبادرة ذكرى للتعلم الشعبي الأفراد والعائلات إلى المشاركة في الموسم الثاني لزراعة القمح الذي أطلقت عليه اسم قمح البركة في حملة جماعية جديدة لزراعة القمح بعد أن لاقت نجاحا العام الماضي.

وقال مؤسس المبادرة ربيع زريقات لـ حسنى اليوم الإثنين أن العنوان والهدف الرئيس للمبادرة هو الحد من الهيمنة على غذائنا الاستراتيجي المتمثل بالقمح، إضافة إلى استجلاب قيم البركة في الزراعة والتي كان أجدادنا المزارعون يعتمدون عليها.

وتعلم زريقات قيم البركة كما يقول من مزارعين ما زالوا متمسكين بإرثهم وإصرارهم على أداء زكاة المحصول والاستبشار بالغيث.

و كان المزارع فيما مضى يترك حصة من محصوله للطير والزائر والمار ويدفع زكاة محصوله بنسبة 10%، ويستبشر خيرا بالمطر حتى وإن غرقت داره، بينما ضاعت بركة الأرض اليوم بتسميم الطير لمنعه من أكل البذار، والمحاصصة على الأرض، والطمع في الحصول على أعلى نسب الربح، والتذمر من المطر، ما أفقد محاصيلنا البركة بحسب زريقات.

مشروع الزراعة الجماعية

وبين زريقات أن نجاح مشروع زراعة القمح الجماعية الذي تم تطبيقه العام الماضي دفعه لتكراره هذا العام، لافتا أنه سيشارك به ثلاثة أضعاف الأشخاص الذين شاركوا في المشروع الأول، كاشفا أيضا عن مشروع تجريبي جديد لزراعة نحو 7 دونمات في الأغوار بالقمح لإنتاج الفريكة.

وتقوم المبادرة على ضمان أراض في عمان سواء بمقابل مادي أو من قبل محسنين يسمحون للمبادرة بزراعتها بالقمح دون مقابل، وتشارك الأُسر في الزراعة والحصاد، ويأخذون نسبة منه لتحويله إلى خبز أو جريش أو برغل، ما يحقق الهدف من الكفاية الغذائية المنزلية والاستغناء عن المستورد.

وقال زريقات أن المشروع الأول اشترك به نحو 60 عائلة، قاموا بالمشاركة في زراعة وحصاد أراض عدة، أكبرها كان في منطقة صويلح بمساحة 8 دونمات، مشيرا أنه تم حصادها خلال أزمة جائحة كورونا عندما كان الناس يتهافتون إلى المخابز، ما عزز لدى القائمين على المبادرة ضرورة الاستمرار بها وصولا للاعتماد على الذات والزراعة من أجل تحقيق الكفاية المنزلية من القمح.

 

أهل المدينة يزرعون

ويتم استهداف أراض في عمان، وليس قرى أو أراض في مناطق زراعية،  لأن الهدف كما يقول زريقات تعليم أهلها ثقافة زراعة غذائهم، فأهل المدن أكثر استهلاكا واعتمادا على المستورد، وفي المدينة أراض كثيرة غير مستغلة، 

كما تتعاون المبادرة مع مربي ماشية ومزارعين ذوي خبرة لزراعة الأراضي على مبدأ العونة؛ وهو أن يقوم المزارع بالحصول على نسبة من المحصول مقابل مساعدة المبادرة في زراعة الأرض وحصادها.

دعم صغار مزارعي القمح

وتقود مبادرة ذكرى للتعلم الشعبي مبادرة رديفة للزراعة الجماعية، وهي دعم صغار مزارعي القمح في الأردن، بهدف تعزيز إنتاجهم وجعله ذا قيمة.

ولا تتجاوز نسبة القمح المزروع في المملكة الـ 3% من نسبة القمح المستورد.

وتقوم ذكرى للتعلم الشعبي بشراء محاصيل القمح من 18 مزارع بشكل مبدأي وإرسالها إلى مطاحن خاصة وتسليمها لمخابز متعاونة مع المبادرة، والتي تحيله إلى خبز بلدي كامل وتبيعه للناس.

وأرجع زريقات بلوغ سعر ربطة الخبز من القمح البلدي الكامل والمكونة من خمسة أرغفة ب 75 قرشا إلى ارتفاع سعر القمح المزروع محليا لنحو 500 دينار للطن، وهو ضعف سعر الطن من المستورد.

اقرأ المزيد: مبادرة ذكرى تقدم رغيف خبزها الأول في مخابز قبلان

ويرى زريقات أن دوره في هذا المشروع ينبع من حرصه على أن يعود القمح الأردني للواجهة بعد أن أصبح مهمشا على السفرة الأردنية.

المشروع يسير بأيد أردنية بعيدا عن التمويل الأجنبي أو تدخل المنظمات الخارجية ما يجعل خطواته بطيئة لكنها قطعا واثقة ومتنعمة بالحرية والسيادة.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00