المنتخب الأردني.. بين واقعية الأداء وانتقاد الجماهير

الصورة
من مباراة الأردن وتونس
من مباراة الأردن وتونس
آخر تحديث

تعرض المنتخب الأردني لسيل من الانتقادات بعد أن فشل في تحقيق الفوز في رابع مبارياته الودية التي يخوضها استعدادا للمشاركة في بطولة كأس العرب التي ستنطلق في قطر بداية الشهر القادم وتحضيرا للمشاركة التاريخية للمنتخب في كأس العالم 2026. 

منتخب النشامى خسر أمام منتخب تونس قبل أيام بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وتعادل سلبيا مع منتخب مالي في ختام المعسكر التدريبي الذي أقامة في تونس، وكان قبلها قد خسر أمام منتخب بوليفيا بهدف دون مقابل وأمام منتخب ألبانيا. 

المنتخب الأردني أمام انتقادات واسعة بعد سلسلة نتائج سلبية

الخسائر الأربعة جعلت المنتخب الأردني تحت مرمى سهام النقد، خاصة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عدوا أن نتائج المباريات الودية الأربع دليل كبير على تراجع مستوى منتخب النشامى، مطالبين اتحاد كرة القدم بتغيير الجهاز الفني واستقطاب مدرب عالمي كبير لقيادة المنتخب في المرحلة القادمة التي ستشهد مشاركة النشامى في أهم استحقاق كروي في تاريخه، متفقين على أن المدرب المغربي الذي قاد المنتخب في التصفيات وحقق حلم كأس العالم لم يعد لديه ما يضيفه للمنتخب. 

وفي مقابل وابل الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي كانت هناك أصوات رياضية عقلانية رفضت ما ذهب إليه "الفيسبوكيون" ورأت أن المباريات الودية التي خاضها المنتخب الأردني مع منتخبات عالمية تنتمي إلى مدارس كروية مختلفة سيكون له مردود ايجابي على مسيرة إعداد المنتخب للمشاركة التاريخية في المونديال. 

موسى التعمري في مرمى النقد وجمال سلامي تحت المجهر

وكانت الانتقادات قد طالت كابتن المنتخب الأردني المحترف في فرنسا موسى التعمري بشكل كبير بعد مباراة تونس، واعتبر هؤلاء النقاد أن التعمري تراجع مستواه وتسبب في خسارة المباراة بالخطأ الذي ارتكبه بالقرب من المرمى، ولم يكن حال مدرب المنتخب جمال سلامي بأفضل من التعمري عندما اعتبره البعض عاجزا عن تطوير المنتخب وقراءة المباريات عدا عن سوء اختياره للتشكيلة واستبعاد عدد من اللاعبين. 

لكن هل كانت هذه الانتقادات في مكانها؟ وكانت نابعة عن خبرة؟ أم هي انتقادات من أجل الحصول على أكبر قدر من اللايكات والمشاهدات؟ 

هل الانتقادات واقعية أم مجرد بحث عن التفاعل؟

للإجابة عن هذه الأسئلة لا بد من توضيح أمر مهم جدا لجمهور المنتخب الوطني، فمنتخب النشامى سيشارك للمرة الأولى في كأس العالم، ولن تكون مهمته سهلة على الإطلاق في الظهور بشكل مميز؛ فكأس العالم ورهبة المباريات فيه لا توازيها رهبة، وكثير من المنتخبات التي شاركت لأول مرة تعرضت لخسائر مدوية خاصة في ظهورها الأول قبل أن تتبدل الأحوال في المباريات التي تلتها. 

وللمزيد من التوضيح فلا بد من الحديث عن مباراة النشامى مع تونس، منتخب النشامى خسر المباراة لكنه كان ندا قويا لمنتخب عالمي يمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين الذين يلعبون في أفضل الدوريات الأوروبية ولديه خبرة كبيرة في مواجه كبار العالم.

ولعل في نتيجة مواجهة المنتخب التونسي وديا لمنتخب البرازيل المدجج بأفضل نجوم العالم والتي انتهت بالتعادل الإيجابي دليل صارخ على قوة منتخبنا الوطني وصلابته، فالعرض الذي قدمته تونس أمام البرازيل كان عالميا وتعجز عن تقديمه كثير من المنتخبات العالمية، ومع ذلك فقد أحرج النشامى هذا المنتخب وهزوا شباكه للمرة الأولى في عشر مباريات، وهذا مؤشر على فاعلية المنتخب الوطني. 

ومنتخب مالي منتخب يتمتع بقوة بدنية هائلة، ومع ذلك كان لاعبونا في الموعد وتفوقوا في كثير من الأحيان عليه من خلال استحواذهم على الكرة.

عكوبة لا لتكسير المجاديف

المحاضر الآسيوي الكابتن زياد عكوبة قال: 

"المباريات الودية لمنتخب النشامى تعد تجارب مهمة للجهاز الفني للمنتخب وللاعبين، وفيها الكثير من الدروس خاصة في هذه المرحلة من التحضيرات والاستعدادات". 

وأضاف: 

"لا بد أن يخوض منتخبنا الوطني مباريات مع منتخبات أقوى منه وتمتلك خبرات أكثر إذا ما أراد الظهور بشكل مميز في كأس العالم، وظروف المواجهات وطبيعتها تعزز من خبرات لاعبينا لمواجهة منتخبات الصف الأول في العالم والتي ينتظر أن يواجه بعضا منها في المونديال". 

وبما أن المباريات الودية الهدف منها أولا وأخيرا تطوير أداء اللاعبين واكتشاف قدرات الوجوه الجديدة واختبارها ومعالجة الاختلالات ونقاط الضعف لدى اللاعبين، فلا داعي للانتقادات اللاذعة للجهاز الفني وللاعبين في هذه الفترة، بل يجب أن يكون النقد منطقيا ويسلط الضوء على السلبيات لمعالجتها بالتدريج.

00:00:00