صحفي رياضي، مقدم برنامج في التسعين
نادي الوحدات بين مطرقة التطبيع وسندان العقوبات الآسيوية
يترقب جمهور نادي الوحدات لكرة القدم على وجه الخصوص وجمهور الكرة الأردنية عموما بكثير من القلق؛ القرار الذي ستتخذه إدارة النادي في اجتماعها مساء الأربعاء أو الخميس، بخصوص مواجهة فريق شباب الأهلي الإماراتي أو الانسحاب من هذه المواجهة التي تقام لحساب بطولة دوري أبطال آسيا يوم الثلاثاء المقبل.
ولا تحسد إدارة الوحدات على الموقف الذي تعيشه في هذا الوقت، فالخياران المتاحان أمامها يبدو حلوهما مرا، فالانسحاب سيضع الفريق تحت مقصلة عقوبات الاتحاد الآسيوي، وسيرهق خزينة النادي بديون جديدة، إلى جانب العقوبة الأقسى وهي حرمان الفريق من مشاركة لمدة عامين قادمين.
والخيار الثاني لا يقل قسوة عن الأول، باعتبار أنه يتعلق بالمبادئ التي أقيم وتأسس عليها النادي، وفي مقدمتها رفض التطبيع بأي شكل من الأشكال.
نادي الوحدات ليس مطبعا
وكان رئيس نادي الوحدات بشار الحوامدة قد أعلن في وقت سابق أنه يؤيد مشاركة النادي في دوري أبطال آسيا واللعب أمام شباب الأهلي الإماراتي الذي يضم لاعبا فلسطينيا يحمل جنسية "إسرائيلية"، مشيرا أن إدارة نادي الوحدات تنظر بطريقة مختلفة قليلا عما يقال على منصات التواصل الاجتماعي التي استخدمت الموضوع بنوع من الاستعراض والمزاودة على نادي الوحدات.
الجمهور بين حانا ومانا
جمهور الوحدات العاشق، انقسم بين مؤيد للمشاركة في البطولة الآسيوية وبين معارض لها، وغصت منصات التواصل الاجتماعي بمختلف الآراء المؤيدة بشدة والمعارضة بشكل أكثر شدة.
وما بين هذا وذاك، بات المثل الشعبي "بين حانا ومانا ضاعت لحانا" واقعا، فنسبة كبيرة من المعلقين ارتأت أن مثل هذه المشاركة تعتبر تطبيعا مع الاحتلال، ولا يمكن لنادي مثل الوحدات القبول بها مهما كان الثمن، فالمبادئ لا يمكن أن تتجزأ. ولعل أبرز المنادين بهذا الرأي كانا رئيسا النادي السابقين؛ فهد البياري وطارق خوري، فيما اعتبر بعض المغردين أن مجرد المشاركة ضد فريق يضم لاعبا "إسرائيليا" وإن كان من عرب الـ 48، يعد خيانة لمبادئ النادي.
على الطرف الآخر، طرح حشد كبير من جماهير النادي آراء مخالفة تماما، داعين إدارة النادي إلى عدم الالتفات إلى الأطراف المنادية بالانسحاب، وطالبوها باتخاذ قرار جريء، باعتبار أن مواجهة فريق مطبع لا تعتبر تطبيعا، وأن أفضل رد على مثل هذه الفرق هو على أرض الملعب ودحرها من البطولات الآسيوية، ناهيك أن النادي بقرار المشاركة سيتجنب الكثير من الخسائر المالية ويحتفظ بفرصه في المستقبل بالمشاركة في هذه البطولة.
قرار مرتقب لإدارة نادي الوحدات
عموما إدارة نادي الوحدات، وعلى لسان عضو مجلس الإدارة، أكدت لـ حسنى أنها ستكون على قدر مسؤولية اتخاذ القرار المناسب الذي يصب في صالح النادي ولا يعود بالضرر عليه ماليا أو إداريا.
إدارة الوحدات أمام مفترق طرق، وأمام قرار تاريخي أيا كان، ولا بد لاتحاد كرة القدم وللجماهير؛ سواء "الوحداتية" أو الأردنية قاطبة من دعم هذا القرار، فالقرار لن يكون تأثيره بمنأى عن بقية أنديتنا مستقبلا، خاصة تلك التي تتاح لها الفرصة للمشاركة في البطولة الآسيوية.
ولعل أجمل ما في الأزمة التي نعيشها مع قرار الوحدات، أنها أكدت أن التطبيع مرفوض من الأردنيين جميعا.